نقطة: أين اختفى الباب العالي؟!
قبل طوفان غزة بيوم واحد فقط لاغير كانت تعتبر تركيا عند الإخوان المسلمين في الكويت والخليج والعالم العربي ومعهم بعض جماعات الإسلام السياسي وقليل من بقايا اليسار التائه هي عاصمة الخلافة للمسلمين، وحامي حمى الدين الذي سينصر الله بها الإسلام والمسلمين، كما كانوا آنذاك يلمزون حينها دولهم ويطالبونها بالاقتداء بالسياسات التركية الخارجية ومواجهاتها الكلامية مع العدو الصهيوني، وذلك كله مع غض الطرف في ذات الوقت عن السفارة الإسرائيلية في أنقرة والعلمانية والانفتاح داخل تركيا، فالبحث عن الشعارات المتعلقة بالقضايا الكبرى يُكسب أكثر من التفاصيل.
مر أكثر من عام بقليل على طوفان غزة الذي بدأته حركة حماس الإخوانية مع استمرار الوحشية الإسرائيلية حتى الآن، ومازالت جماعات الإخوان المسلمين ومناصروهم المنتشرون حول العالم ووسائل التواصل الاجتماعي وفي دول الخليج ومصر تحديداً وبعد فاصل من التخوين والتصهين المعتاد في هذه المناسبات والمعارك، تطالب دولها التي لم تطرح نفسها أساساً كدول ثورية داعية للتعبئة والجهاد المستمر، باتخاذ مواقف أكثر حدة وعملية أو حتى عسكرية، وهو ما كان المفترض أن يطالبوا به تركيا التي كانوا يصلون وراء قبلتها ويمجدون رئيسها الذي لم نسمع اسمه عندهم من بعد الطوفان، ولم يطالبوه بشيء أو يخونوه مثلما فعلوا مع غيره، أو كإيران التي شحنت الأجواء والنفوس وتاجرت لسنوات باسم القدس وقضيتها، وحين دقّت ساعة الحقيقة لم يتبق لوزير خارجيتها «العراقجي» إلا أن يزور «دواوين الفيحاء» طلباً للتوسط مع الأميركان للتهدئة مع الصهاينة.
عندما حمت الحديدة وكانت أفعال ما يسمى بمحور الممانعة والمقاومة لا تختلف كثيراً عن أفعال ما يسمى محور الاعتدال فما الفرق بينهما إذن؟!
عدا أن محور المزايدة كان يستغل مشاعر ودماء الناس لتحقيق شعبية وتوسيع نفوذه وأراضيه حين كان الآخرون لا يتكلمون، وإن تكلموا فلا أحد يسمعهم، في آخر اليوم النتيجة واحدة.
الدرس المستفاد، «إذا منت قد الكلام لا تتكلم».