قال مؤسس ومدير الملتقى الثقافي الأديب طالب الرفاعي، إن أمسية الملتقى انطلقت بعنوان «أصوات سردية شبابية»، وتمت بالتعاون والتنسيق مع رابطة الأدباء الكويتيين، ودور النشر الكويتية: دار السلاسل، مكتبة صوفيا، دار الفراشة، بلاتينيوم بوك، نوفا بلس، قرطاس، بحيث تُرشح كل دار أديبا يمثّلها، ويتناول عوالم إصداره الجديدة.

وأشار الرفاعي إلى سعادته باستضافة الشيخة باسمة المبارك، الداعم والمشجّع لمنتدى المبدعين الشباب في رابطة الأدباء، وذلك منذ تأسيسه بفكرة من الصديق العزيز وليد المسلم عام 2001، لافتاً إلى أنه بعد مرور عقدين من الزمن على تأسيس المنتدى يتوجب التوقف عند تقييمه، والبحث عن أفضل السبل لتطويره.

وذكر أن احتضان واهتمام الملتقى الثقافي بالشباب وإصداراتهم جزء أساسي من أهداف الملتقى منذ انطلاقه عام 2012، مطالباً بإنشاء اتحاد للناشرين الكويتيين في عهد وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري.
Ad


منصة شبابية

وباركت الشيخة باسمة المبارك للرفاعي ترجمة روايته «النجدي» إلى الإسبانية، وأبدت سعادتها بالوجود في الملتقى الثقافي، وأن جهوده المتواصلة تمثّل إضافة واضحة للعمل الثقافي الكويتي، وأكدت أن دولة الكويت ولادة وتمتلك روائيين منهم: بثينة العيسى، وعبدالله البصيص اللذان أبدعا في مجال الرواية، وأمل الرندي التي أبدعت في مجال أدب الطفل، وسارة العسكر وإيلاف الريش اللتان أبدعتا في أدب الرحلات.

وقالت: «الكويت ولادة بجهود وتضافر جهود المجتمع المدني، وأيضاً في الجانب الثقافي وغيره». وذكرت أن منتدى المبدعين مضى على إنشائه عقدان، وأنه قام بلمّ شمل الطاقات الشبابية، مما ساعد على الارتقاء بالمشهد الثقافي الكويتي، وتقدمت الشيخة باسمة باقتراحٍ لإنشاء منصة شبابية كويتية تقدم الإصدارات الكويتية للعالم، وتكون صوتاً حاضراً للإبداع الكويتي لجميع من يبحث عنه، وبشكل عصري يواكب حركة النشر العالمية.

ثروة فنية

بدوره، قال الأمين العام لرابطة الأدباء د. خالد رمضان: إن «منتدى المبدعين لم يؤسس عام 2001، لكنه كان امتداداً لملتقى الثلاثاء في الرابطة منذ حوالي عام 1985، فقد كنا نجمع الشباب كل يوم ثلاثاء لقراءة قصائدهم أو قصصهم بحضور الأدباء الكبار أمثال: د. سليمان الشطي، د. خليفة الوقيان، يعقوب السبيعي، علي السبتي، الذين يستمعون للشباب ويوجهونهم»، مضيفاً: «لكن تم تنظيم هذا اللقاء وإعطاؤه كيانه في عام 2001، وأصبح يحمل اسم منتدى الشباب المبدعين، وتلقى الدعم الكريم من الشيخة باسمة وخصص له ميزانية سنوية، وتمنى رمضان أن يقدم المنتدى خدماته لشرائح أكبر من الشباب في مجال الإبداعات الأخرى، لما تملكه الكويت من ثروة فنية.

نزف الوردة

وكانت أول المتحدثين من الكتّاب الكاتبة إيمان الخباز، حيث أشارت إلى أن روايتيها «ليلى بكى فيها القمر»، و«بريق يا عين أبوي» لاقتا صدى جميلاً من الجمهور، وأكدت أن الكتابة بالنسبة لها هي حياة وشغف، لافتة إلى أننا شعب متعطش إلى القراءة والكتابة.

الكاتب بسام المسلم تحدث عن مجموعته القصصية الثالثة «نزف الوردة: وقصص أخرى»، وقال «ربما هذه المجموعة بخلاف المجموعتين السابقتين حاولت أن تتمسك بموضوع واحد أو خيط أساسي يربط بين 11 قصة مختلفة»، وذكر أن قصة «نزف الوردة» تتكلم عن حادثة أليمة معروفة لدي الكويتيين، وهي حريق عرس الجهراء، لافتاً إلى تناولها لقضية المرأة، فتلك الحادثة فيها الكثير من الأوجه والمعاناة، وأن العنوان مستوحى من لوحة تشكيلية «عرس الجهراء» للفنان نواف الحملي، واللوحة عبارة عن وردة بيضاء تنزف دماً، ومن ثم استعرض المسلم بقية عناوين مجموعته القصصية، ثم أكد أن أغلبية دور النشر اليوم تعتمد على المعارض، والتوزيع لديها شبه معدوم، وهذه معضلة كبيرة تواجه الكاتب اليوم.

«رسائل يابانية»

من جانبه، قال الكاتب بدر الفيلكاوي عن روايته «رسائل يابانية» إنها تتحدث عن الثقافة اليابانية، وتقارن بينها وبين ثقافة المجتمع الكويتي، مشيراً إلى أنه في البدء كان بوده كتابة كتاب عن الفروقات بين الثقافتين لكن الناشر أشار عليه بأفضلية أن يتناول الموضوع كرواية، واختار أن تكون على شكل رسائل، ليترجم بذلك تجارب أشخاص يابانيين عاشوا في الكويت، أما الكاتب عبدالكريم الشطي فتناول كتابة «سِفْر القهوة»، والذي استغرق قرابة 5 سنوات من السفر والترحل، بين دول أميركا الجنوبية واليمن وغير ذلك من الدول. واختزل قصة الكتاب في الغلاف ليقول «أنا أعتقد أن الغلاف نقطة نهاية الكتاب بالنسبة للكاتب، وهي نقطة بداية الكتاب بالنسبة للقارئ»، مشيراً إلى أن الغلاف أخذ منه 6 أشهر من العمل، وأنه يحاكي ويعكس عمق تاريخ القهوة.

تفاصيل البيوت

أما الكاتبة سارة العسكر فتحدثت عن إصدارها «أنت منزلي: سفر في ذاكرة البيوت العربية»، وانه أتى بعد 10 سنوات من السفر والترحال، لسورية، ولبنان، والأردن، المغرب، وتونس، ومصر، مشيرة إلى أنها حاولت ألا تتناول المدن بصورتها الخارجية التقليدية، بل تغوص في تفاصيل البيوت والأسر التي تسكنها، وأنها وفي جميع ترحالها كانت تواجه بالود والترحاب والكرم من الأسر التي نزلت عندها.

وفي مستهل حديثها أشادت الكاتبة مريم الموسوي بجهود الشيخة باسمة المبارك وشكرتها على جهودها الحثيثة في منتدى المبدعين الشباب، وأنه أضاف لها الكثير، فهو كان بمنزلة نقلة نوعية في حياتها ككتابة، لكونه كان فرصة للقاء بالكتاب الآخرين. ووصفت الموسوي الكتابة بأنها رحلة في اكتشاف الذات، ومن ثم تحدثت عن روايتها «موؤودة»، والتي تتناول هموم ومعاناة المرأة بالمجتمع الكويتي والعربي.

«شاهة امرأة من ورق»

وقالت الكاتبة منال المزيد: «فعل الكتابة بدأ معي منذ سنوات فكنت أجد نفسي بالتعبير من خلال ما أكتبه».

وتطرقت المزيد إلى روايتها الجديدة «شاهة امرأة من ورق»، وأنها مقتبسة من أحداث حقيقية، وتظهر قدرة الإنسان على الوقوف بوجه المرض والألم الانتصار عليهما، بينما الكاتب لافي عبيد تحدث عن روايته «امرأة وستة رجال» لكونها تتناول قصة امرأة عاشت طوال عمرها بين محارمها الأقرب، والرواية توثق في أحداثها شيئاً من أحداث حقيقية جرت في الكويت، وذكرت الكاتبة مياسة عبدالعزيز أن لديها 4 إصدارات، آخرها رواية «بدون بوتكس»، وهو عنوان لافت للنظر خصوصاً مع الغلاف الكاريكاتيري، وأهدت الرواية إلى والدتها، وتتناول قصة امرأة تعيش صراعات وتحديات جسيمة مع بطلها، وكيف أن عمليات التجميل أصبحت واقعاً ملموساً يؤثر على الحياة الاجتماعية.