في وقت أفادت مصادر إيرانية «الجريدة» بأن طهران تلقت رسالة أميركية جديدة تعرض عليها اقتراحاً أخيراً لتسوية إقليمية شاملة قبل التعرض لضربة إسرائيلية انتقامية لم تعد إدارة الرئيس جو بايدن قادرة على إيقافها، استهدفت مسيّرة أطلقها «حزب الله»، أمس، منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للعطلات في قيساريا قرب حيفا.

وأكد مكتب نتنياهو أن طائرة بدون طيار قادمة من لبنان استهدفت بشكل مباشر منزله المخصص للإجازات، في وقت قالت المصادر إن نتنياهو كان يقضي عطلة السبت في منزل صديقه بمنطقة قيساريا المجهز لمقاومة هجوم نووي.

Ad

وفي إشارة إلى أن تل أبيب قد تستغل ذلك في ردها المرتقب على الهجوم الإيرني الصاروخي مطلع الشهر الجاري، نقلت «القناة 12» الإسرائيلية عن مسؤول رفيع بالحكومة الإسرائيلية أن «إيران حاولت اغتيال نتنياهو»، في وقت علق الأخير: «سنواصل حتى النهاية، ولا شيء سيردعنا».

إلى ذلك، قال مصدر إيراني رفيع لـ «الجريدة» إن واشنطن أكدت في رسالتها أن الفرصة سانحة بعد مقتل زعيم «حماس» يحيى السنوار لتسوية دبلوماسية شاملة في المنطقة، إذا وافقت إيران على تنسيق الهجوم الإسرائيلي وعدم الرد عليه، مضيفاً أن المرشد الأعلى علي خامنئي لم يصدر أي توجيهات بالرد على الرسالة في مؤشر إلى أنه يدرس الاقتراح.

وذكر المصدر أن الهجوم الاسرائيلي قد يقع الخميس المقبل، مشيراً إلى أنه سيصادف التاريخ العبري المقابل لتاريخ 7 أكتوبر واحتفال اليهود بيوم نزول التوراة، لكنه أضاف أنه في حال لم يحصل ذلك فإن الهجوم سيؤجل إلى ما بعد إعلان نتائج الانتخابات الأميركية الرئاسية في 5 نوفمبر القادم.

وفي وقت شنت إسرائيل سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت حصل رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي على دعم عربي غداة رفضه ما أسماه «التدخل الإيراني السافر بشؤون لبنان».

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إن حكومة لبنان وحدها المخولة بالتفاوض باسم البلاد لوقف إطلاق النار. وكان ميقاتي دان تصريحات نسبت لرئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف قال فيها إن إيران مستعدة للتفاوض مع فرنسا لتطبيق القرار 1701 في لبنان.

وفي تفاصيل الخبر:

استهدفت مسيّرة أطلقها حزب الله اللبناني، أمس، منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا قرب حيفا، بعد إعلان الحزب الانتقال إلى ما سماه «مرحلة جديدة وتصعيدية في المواجهة مع العدو الإسرائيلي»، في وقت صعد الجيش الاسرائيلي توغلاته البرية على جبهة جديدة لناحية شبعا وكفرشوبا في القطاع الشرقي من الحدود، كما استهدف الضاحية الجنوبية في بيروت بغارات جديدة.

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن طائرة بدون طيار قادمة من لبنان استهدفت بشكل مباشر منزل بنيامين نتنياهو في قيساريا.

وأعلن الجيش أن مسيّرة قادمة من لبنان أصابت منشأة في محيطة مدينة قيساريا الساحلية، في حين تم اعتراض مسيرتين أخريين. وقال متحدث إنه تم إطلاق مسيّرة باتجاه منزل نتنياهو في قيساريا، لكنه أكد أن رئيس الوزراء لم يكن موجوداً في المنزل عند استهدافه ولم تقع إصابات.

وبحسب المعلومات، فقد أصابت المسيّرة جزءاً من سقف المنزل وواجهة المرآب. وقالت مصادر لـ «الجريدة»، إن نتنياهو كان يقضي عطلة السبت في منزل صديقه في منطقة قيساريا المجهز لمقاومة هجوم نووي.

وفي اتهام مباشر لطهران التي تستعد إسرائيل لشن هجوم انتقامي ضدها، نقلت «القناة 12» الإسرائيلية عن مسؤول رفيع بالحكومة الإسرائيلية قوله إن «إيران حاولت اغتيال رئيس وزراء إسرائيل».

وفي أول تعليق لنتنياهو على استهداف مقر إقامته في قيساريا قال: «سنواصل حتى النهاية ولا شيء سيردعنا وسننتصر بالحرب». ولم يعلن «حزب الله» مسؤوليته حتى الآن عن الهجوم بالطائرات المسيّرة، كما لم تعلن أي جماعة مسلحة أخرى مسؤوليتها.

وتكشف المعلومات، أن المسيّرة التي استهدفت منزل نتنياهو من نفس طراز المسيّرة التي استهدفت قاعدة بنيامينا للواء غولاني قبل أيام وأدت إلى مقتل 4 جنود وجرح العشرات. ويعتقد ان المسيّرة هي من نوع «صياد 107» القادرة على التحليق لـ 100 كيلومتر وقادرة على إطلاق صواريخ.

وقال موقع «والاه» العبري، إن المسيّرة وصلت إلى وجهتها وانفجرت رغم متابعة مروحيات الجيش الاسرائيلي لها، مشيراً إلى أنّ قدرات الدفاع الجوي قصيرة المدى تعاني بعض أوجه القصور الخطيرة.

وأشار موقع «أكسيوس» الأميركي إلى أن «حزب الله» أطلق 3 مسيّرات تمكنت المروحيات من إسقاط اثنتين منها. وشددت السلطات الإسرائيلية إجراءات الحماية حول منازل جميع المسؤولين بعد الحادثة.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ المنظومة الأمنية تعُد وصول الطائرة المُسيّرة إلى منزل نتنياهو «فشلاً خطيراً». وفتح الجيش الإسرائيلي تحقيقاً في كيفية وصول المسيّرة دون انطلاق أي إنذارات.

ورأى محللون عسكريون أن الهجوم الثاني من نوعه على منزل نتنياهو يظهر أن الوحدة «127» المسؤولة عن المسيّرات الإيرانية لدى «حزب الله» أظهرت انها تعمل بشكل فعال رغم الضربات التي تلقتها البنية القيادية للحزب.

الأضرار التي أحدثتها المسيّرة في منزل نتنياهو

إلى جانب استهداف منزل نتنياهو، أطلق «حزب الله» أكثر من 150 صاروخاً أمس باتجاه مناطق إسرائيلية متعددة في وسط وشمال البلاد. وأصيب تسعة أشخاص بجروح متوسطة جراء القصف على كريات آتا بحيفا والجليل الغربي.

وأعلنت خدمات الطوارئ الإسرائيلية أن رجلاً قُتل بشظايا بالقرب من مدينة عكا الساحلية، بعد إطلاق وابل من الصواريخ من لبنان على شمال إسرائيل.

وأوضحت «خدمة نجمة داود الحمراء»، في بيان أن «المسعفين أعلنوا وفاة رجل يبلغ من العمر نحو 50 عاماً أصيب بشظايا في أثناء جلوسه في سيارته بعكَّا».

وأفاد جهاز الإسعاف الإسرائيلي، بإصابة 3 أشخاص «بجروح طفيفة جراء الشظايا» في كريات آتا، واثنين آخرين «بجروح طفيفة جراء عصف الانفجار».

في المقابل، شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية 5 غارات على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية بعد دقائق قليلة من إصدار تحذير بإخلاء مبانٍ في المنطقة، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص على الأقل.

وكانت إسرائيل استأنفت بعد عملية بنيامينا قصف الضاحية الجنوبية بعد تحييدها لعدة أيام بتفاهمات أميركية.

وقتلت مسيّرة إسرائيلية رضا عباس عواضة، وهو ضابط كبير في الاستخبارات العسكرية لـ «حزب الله» بعد أن كان هو وزوجته الإيرانية الجنسية متوجهاً من بيروت إلى مدينة جونية شمال العاصمة، بينما قالت معلومات إنه عائد من سورية إلى لبنان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ناصر عبدالعزيز رشيد، نائب قائد عمليات تنظيم «حزب الله» في منطقة بنت جبيل في القطاع الأوسط جنوب لبنان.

وأفادت مصادر عسكرية بأن القوات الإسرائيلية تمكنت من تتبع مخزن للأسلحة في المنطقة، وقامت بتدميره، في خطوة تعكس تصعيد العمليات العسكرية ضد الحزب. وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن الجيش صادر أسلحة في «أعمق نقطة» تصل إليها القوات الإسرائيلية جنوب لبنان دون مزيد من التوضيح.

وأظهرت خرائط تنشرها مجموعة صحافيين تعتمد على مصادر مفتوحة توغل الجيش الإسرائيلي في القطاع الشرقي باتجاه شبعا وكفرشوبا، في حين تواصلت الغارات على معظم مناطق البقاع والجنوب مسفرة عن مقتل وإصابة العشرات.

وقتل أربعة أشخاص بينهم رئيس بلدية سحمر حيدر شهلا في غارة على بلدة بعلول في البقاع الغربي (شرق). وقتل أحد كوادر «حزب الله» والمدعو أحمد أبوزيد بغارة في بلدة شتورة (شرق).