أول العمود: وزير التربية والتعليم يقول إن تطوير التعليم يحتاج وقتاً! لكنه أيضاً يحتاج قرارات في أقرب فرصة بناء على دراسات ملأت الأدراج.

***

Ad

يعكس ارتفاع أرقام البودكاست حول العالم مؤشرات عدة سنطوف عليها سريعاً في هذه الزاوية، ففي عام 2019 بلغ عددها 316 ألفاً لتصل في العام الماضي إلى 4 ملايين تقريباً بحسب موقع (Listen Notes)، لكن لماذا هذا الانتشار الواسع لهذه المنصة عالمياً؟

البودكاست منصة إذاعية متاحة لكل صاحب شغف، يمكن إطلاقها بسهولة ودون تكاليف تُذكر، وميزته في انتشاره وتحوله كمصدر للتعرف على قضايا ومواضيع بشكل يسبق الأجهزة الإعلامية الحكومية، فهو أقرب في الوصف إلى اجتماع تلقائي في مقهي يجري بين اثنين أو أكثر يتم الحديث من خلاله بكل حرية ودون رقابه تقليدية، البودكاست وليد لحاجة إنسانية لمناقشة قضايا البشر بعيداً عن التقييد التقليدي.

تتعدد قضايا البودكاست بشكل يجمع ملايين المشاهدين والمستمعين حول العالم، وتكون متعته بالمتابعة عبر شاشة في المنزل، أو السيارة، وفي الكويت انتشر العديد من «البودكاست»، وهي بحاجة إلى تقييم من زوايا عدة: جدية وكاريزما المحاور، القضاياه المطروحة، الإلمام بالمواضيع المتبناة.

في ظني أن جودة البودكاست تخضع للعديد من نقاط التقييم وهي:

1- الجديد الذي يعطيه صاحب المنصة للجمهور من بلده وخارجه، فتجربتي بمشاهدة بودكاست اليمن مثيرة ورائعة كمثال؟

2- الاستمرار في تقديم الجديد بين فترات متقاربة.

3- الالتزام بقيمة الاستماع من قبل المحاور.

4- تحقيق قفزات نوعية في استضافة ضيوف متميزين بعطاءاتهم.

يثار اليوم أن البودكاست يؤثر سلباً في الإذاعات وربما التلفزيونات الرسمية لكنها مسألة بحاجة لدرس، مقابل ذلك يصح القول إن ملايين المستمعين للبودكاست سيزدادون مع الوقت لأنه يتيح لهم الاستماع لأحاديث بعيدة عن التنميق والمجاملة حول مسائل اجتماعية ونفسية وفنية وبناء الذات وغيرها من القضايا، بل وصل الأمر إلى قيام بعض المؤسسات الإعلامية الحكومية بشراء حلقات بودكاست من مالكيها وبثها للجمهور وهو ما يثبت أهمية هذه الأداة الإعلامية وانتشارها بين الناس في العالم.

فما التغيير المنتظر للبودكاست في الوطن العربي الذي خلع شبابه طوق المحرمات بعد عقود من الكبت والقمع والحرمان؟