فضلاً عن الاستراتيجيات التي يعتمد عليها الإعلام السياسي في توجيه الرأي العام حول قضية معينة، فإن الإعلام الصهيوني قد برع في تحقيق أهدافه وتوجيهه الشارع العربي من خلال اتباعه للوسائل التالية:

1. استغلال القوة التكنولوجية وشركات التكنولوجيا الكبرى:

Ad

الإعلام الإسرائيلي يعتمد على علاقته التجارية والمعلوماتية مع شركات التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي الكبرى مثل «فيسبوك» و«تويتر» (x) و«يوتيوب» للتأثير على المحتوى المتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مما يمكنه من إزالة وتقييد المحتوى المناهض لسياسة الكيان الصهيوني تحت ذرائع مثل «محتوى يحض على الكراهية» أو «خرق معايير المجتمع»، وحظر الحسابات والناشطين الداعمين للقضية الفلسطينية وحق المقاومة في غزة ولبنان أو تقييد محتواها.

2. الحملات المنظمة والتأثير الرقمي:

يسيطر الكيان الإسرائيلي على معظم خوادم التخزين الخاصة ببيانات الدول العربية، كما يمتلك جيشا إلكترونيا من الحسابات الوهمية مهمتها تنظيم الحملات الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الرسائل المؤيدة لإسرائيل وإثارة الفتنة وتوجيه النقاشات العامة.

3. الضغط على القنوات الإخبارية العربية:

إسرائيل والداعمون لها يستخدمون الضغوط السياسية والاقتصادية والقانونية للتأثير على وسائل الإعلام العربية، حيث تضطر بعض القنوات الإخبارية العربية إلى موازنة تغطيتها أو التقليل من التركيز على الانتهاكات الإسرائيلية لتجنب الخلافات مع الحكومات التي تربطها علاقات مع إسرائيل أو للحفاظ على أصولها واستثماراتها.

4. الاختراق والتلاعب بالروايات:

يلجأ الإعلام الصهيوني إلى إنشاء أو دعم حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، مهمتها نشر الروايات الموالية لإسرائيل والتشكيك في شرعية القضية الفلسطينية وحق المقاومين، وخلق انطباع مضلل بأن هناك دعماً واسعاً لوجهة النظر الإسرائيلية، وأنها قوة عسكرية يصعب هزيمتها.

5. تطبيع العلاقات الشعبية العربية الإسرائيلية:

مع سعي إسرائيل الدائم لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية، ظهرت جهود موازية إعلامية تقدم إسرائيل على أنها شريك اقتصادي وسياسي وأمني في المنطقة تهدف إلى التأثير على وجدان المواطن العربي ليصبح أقل انتقادًا لإسرائيل وأكثر تقبلًا لفكرة التعامل والقبول بها.

6. التمويل والدعم الإعلامي:

هناك العديد من القنوات والمنصات الإخبارية العربية والناشطين الذين يتلقون تمويلًا أو دعماً غير مباشر من جهات مقربة من إسرائيل أو من منظمات تربطها علاقات سياسية واقتصادية معها مما يجعلها أكثر حذرًا في انتقاد إسرائيل أو أكثر ميلاً إلى تقديم تغطية متوازنة أو الصمت تجاه سياساتها القمعية والوحشية ضد الفلسطينيين.

7. الضغوط الدبلوماسية على بعض الحكومات العربية:

استخدام إسرائيل والغرب نفوذهما السياسي والدبلوماسي للتأثير على سياسات الحكومات العربية، مما يؤدي إلى تقييد حرية الصحافة ومنع الإعلام العربي من تقديم تغطية شاملة أو نقدية تجاه القضايا المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

8. حملات التشويه الشخصية:

يشن الإعلام المنحاز للكيان الصهيوني حملات تشويهية ضد الناشطين والصحافيين المؤيدين للقضية الفلسطينية والمقاومة، عبر نشر مقاطع مجتزأة واستخدام برامج الذكاء الاصطناعي بهدف تقويض مصداقيتهم وإسكاتهم.

9. استخدام الموروث التاريخي والمذهبي:

عادة ما يلجأ الكيان الإسرائيلي إلى استخدام الموروث التاريخي والديني للتفريق بين السنّة والشيعة وبقية المكونات الإسلامية الأخرى من أجل إثارة العنف والعاطفة وتأجيج الصراع في المجتمعات العربية من خلال نشر مواضيع محل خلاف بين المسلمين، واستغلال الفتاوى والممارسات الدينية وتصويرها على أنها في حالة ضياع، وأنّ الإسلام لا يقوم إلا بالقضاء على العدو الداخلي والتخلص منه إذا ما أراد القضاء على إسرائيل.

10. الترويج لثورات الربيع العربي:

من المؤكد أن الإعلام الغربي والإسرائيلي كانا من الأذرع التي ساهمت في تأجيج الصراع والحروب الأهلية بالدول العربية التي راح ضحيتها الملايين بين قتيل وجريج ومشرد واستنزاف لمقدرات وثروات الشعوب ودمار للبنى التحتية.

المحصلة: 1. بالرغم من سيطرة الإعلام الصهيوني والأميركي على معظم الفضاء الإعلامي وتوجيهه للرأي العام العالمي والعربي فإنه لم يتمكن من إضعاف تأثير الأصوات المؤيدة للمقاومة والمناصرة للحق الفلسطيني بسبب حجم جرائم الجيش الإسرائيلي التي وصفت بجرائم إبادة جماعية لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية.

2. وفي المقابل ومع كل التعتيم والتحيز وسيطرة الإعلام الغربي والإسرائيلي على مجريات الأحداث فإنه لم ينل من عزيمة المقاومين، حيث بدأ الداخل الإسرائيلي يقول إن استمرار الحرب لن يكون في مصلحته، وفي المقابل أيضًا وبالرغم من ضعف الإمكانات الإعلامية التي تملكها المقاومة فإنها تمكنت من توثيق جرائم الإبادة الجماعية التي ينتهجها الجيش الصهيوني وتوثيق العمليات الجهادية التي عززت الثقة بالمجاهدين، وأن الله منجز وعده بنصر عباده المخلصين.

ودمتم سالمين.