من حق المراقبين والمدونين تقييم حركة حماس وقياداتها وتصريحاتهم، وانطلاء الخديعة الإيرانية عليهم، كما أن من حقهم تحليل عملياتها ونتائجها، وهل كانت مفيدة للقضية الفلسطينية الإسلامية أو أضرت بها، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار وحشية الاحتلال الذي يعيشون تحته، والذي عانوا في ظله الإبادة والجوع وشح الكهرباء بلا عمل ولا مستقبل، وأكثر من خمسين ألفاً من أبنائهم في السجون، ومع ذلك فكل الأعمال التي قامت بها المقاومة تقبل التقييم والنقد.
ولكن من غير المفهوم ولا المقبول أن يقتصر نقد وهجوم بعض المحللين والمدونين على المقاومة وحدها، وأن يتجاهلوا كل جرائم الاحتلال الصهيوني من قتل المسلمين والمسيحيين واغتصاب أراضيهم ومقدساتهم وسجن أبنائهم وهدم المساجد والمستشفيات، فأين هم من كل هذا الإجرام الذي يمارسه الصهاينة؟! وأين هم من قول الله تعالى: «لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين، إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ»؟.
لقد بغى العدو الصهيوني ومن معه على كل الحقوق الشرعية والمعايير الدولية متعللاً بعملية السابع من أكتوبر، وقد أمرنا الله أن نقاتل الباغي ولو كان مؤمناً فقد قال سبحانه: «وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ»، أليس الصهاينة فد بغوا وطغوا؟ ألم يقتلوا آلاف المدنيين والنساء والأطفال بعد السابع من أكتوبر وقبله؟
وبحمد الله لم تنطلِ البروباجندا الصهيونية ومبرراتها بأنهم يدافعون عن أنفسهم بعد عملية السابع من أكتوبر على محكمة العدل الدولية، فقد دانت المحكمة كل ممارساتهم التي خالفت القانون الدولي، فدانت احتلال أرض الغير وضمها وقتل أكثر من أربعين ألفاً وتعريض حياة المدنيين للخطر، فكيف انطلت حجة الصهاينة على بعض المحللين والمدونين المسلمين فأخذوا يصبون جام انتقاداتهم على أخطاء المقاومين ولا يصبون مثلها على جرائم الصهاينة المغتصبين القتلة؟
نرجو من جميع الإخوة المحللين والمدونين الذين يخالفون خط «حماس» والمقاومة، الحذر من تكرار حجج الصهاينة، لأن عليهم أن يقوموا بجهد لا يقل بل يزيد عن نقدهم للمقاومة لإدانة العدو الصهيوني واستحلاله للدماء المحرمة، واغتصاب المقدسات وتغلغله في البلاد العربية والإسلامية، فإن عليهم أن يخلقوا تياراً شعبياً ورسمياً رافضاً للاحتلال وجميع جرائمه.