قبيل ساعات من اجتماع حاسم لمجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني «الكابنيت»، لمناقشة خطط «الهجوم الكبير» المرتقب ضد إيران، عقب مكتب رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو، اليوم ، على أقوال المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، بأن نتنياهو لا يستمع للرئيس الأميركي جو بايدن، مؤكدا أن إسرائيل تستمع إلى واشنطن، لكنها تتخذ القرارات وفقا لمصالحها القومية.

وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أنه «خلال محادثته مع المرشح الجمهوري ترامب، كرر نتنياهو تصريحات قالها علنا، بأن إسرائيل مصغية للمواضيع التي تطرحها الإدارة الديموقراطية، لكن في نهاية الأمر تتخذ القرارات وفقا لمصالحها».

Ad

وأمس ، زعم ترامب خلال مهرجان انتخابي في بنسلفانيا أن نتنياهو هاتفه وقال له إنه «لا ينصت إلى بايدن»، وأضاف أنه «لو أنصت، لما كانت إسرائيل في الوضع الذي تتواجد به اليوم».

وتأتي أقوال ترامب في وقت تهدد إسرائيل بتوسيع الحرب، من خلال شن هجوم ضد إيران، فيما تطالب إدارة بايدن إسرائيل بألا تهاجم منشآت نووية ونفطية في إيران.

وأمس، نقلت «يديعوت أحرونوت»، عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على التفاصيل المتعلقة بالهجوم المرتقب ضد إيران، والذي يخشى أن يتسبب في توسيع الحرب إقليميا، أن جميع الاستعدادات له قد اكتملت، وأنه سيكون كبيرا وقويا.

وترفض إسرائيل، بحسب الصحيفة العبرية، الضغوط الدولية التي تطالبها بتقليص حجم الهجوم، وطلبت من إدارة بايدن تزويدها ببطارية إضافية من منظومة «ثاد» الدفاعية لاعتراض الصواريخ البالستية القصيرة والمتوسطة المدى، للاحتماء من رد الفعل الإيراني المتوقع.

تنسيق وزوبعة

في هذه الأثناء، ناقش وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يواف غالانت هاتفيا التطورات الأمنية الإقليمية، واستعرض معه التعديلات واسعة النطاق التي أجرتها الولايات المتحدة على تمركز القوات الأميركية، بما في ذلك نشر منظومة الدفاع الجوي «ثاد»، من أجل تعزيز دفاعات إسرائيل في مواجهة تهديدات إيران ووكلائها و«حزب الله» اللبناني.

وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أن أوستن أعرب عن ارتياحه لسلامة نتنياهو، عقب استهداف مقر إقامته الشخصي بطائرة مسيرة أمس ، فيما كشفت مصادر عن بدء ربط منظومة «ثاد» الأميركية، التي تم نشرها، بالإضافة إلى قوة أميركية مكونة من 100 عسكري لتشغيلها، مع منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.

من جهة ثانية، تسبب استهداف منزل رئيس الوزراء في زوبعة سياسية داخل الدولة العبرية، إذ هاجم حزب «الليكود»، الذي يقود الائتلاف الحاكم، زعيم المعارضة يائير لابيد، والوزير السابق رئيس حزب «المعسكر الوطني» بيني غانتس، لعدم إدانتهما محاولة اغتيال نتنياهو.

وفي حين، طالب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بمهاجمة حقول النفط الإيرانية، رداً على الهجوم الذي طال مقر نتنياهو، رغم نفي البعثة الإيرانية بالأمم المتحدة المسؤولية عن الاعتداء الذي نسبته إلى «حزب الله» اللبناني، اتهم غانتس رئيس الوزراء بـ«الانشغال بنفسه وبقضايا غير مهمة في الوقت الذي تطلق مئات الصواريخ نحو الإسرائيليين». وطالب نتنياهو بـ«التوقف عن إصدار تصريحات سخيفة ومقاطع فيديو محرجة»، مشددا على ضرورة تجنب إسرائيل الدخول في حرب استنزاف طويلة.

في وقت أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن انزعاجه من أنباء إطلاق مسيرة عسكرية صوب منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال محادثة هاتفية مع الأخير.

تسريب وتحقيق

وأتى ذلك في وقت كشف «أكسيوس» أن المسؤولين الأميركيين يشعرون بقلق بالغ إزاء خرق أمني كبير محتمل، بعد نشر وثيقتين استخباريتين أميركيتين مزعومتين، حول استعدادات إسرائيل لشن هجوم على إيران، بواسطة حساب مؤيد لإيران على تطبيق تلغرام. ورفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ومكتب مديرة الاستخبارات الوطنية، التعليق على الوثائق المسربة، لكنهما لم يشككا في صحتها.

ووفقاً لما قاله حساب على «تلغرام» باسم «ميدل إيست سبكتاتور»، الجمعة، فإنه تلقى وثائق من مصدر في الاستخبارات الأميركية حول استعدادات إسرائيل لشن هجوم على إيران. وتتضمن الوثائق تقريراً استخباراتياً صادراً عن وكالة تابعة لوزارة الدفاع، تم توزيعه داخل مجتمع الاستخبارات الأميركي في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وأعادت الوثائق الأميركية المسربة تسليط الضوء على الخطط الإسرائيلية لشن هجوم على إيران، مشيرة إلى امتلاك تل أبيب «السلاح النووي»، وقدرتها على استخدامه في الهجمات المقبلة رغم أن التقديرات الاستخباراتية وضعت ذلك الاحتفال بخانة المنخفض، والذي لا توجد دلائل بشأنه.

ويوضح التقرير المزعوم التدابير التي تم تنفيذها بالأيام الأخيرة في العديد من قواعد سلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك نقل ذخائر مخصصة لشن هجوم على الجمهورية الإسلامية. وقال مسؤول أميركي لـ«أكسيوس» إن التسريب المزعوم مثير للقلق جدا، لكنه لا يعتقد أنه سيؤثر على الخطط العملياتية لإسرائيل، فيما أشار مسؤول إسرائيلي كبير إلى أن المؤسسة الدفاعية لبلده على علم بالتسريب وتأخذه على محمل الجد.

وبينما عقد مجلس النواب الأميركي «جلسة سرية» حول التسريب، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن 4 مسؤولين أن واشنطن فتحت تحقيقاً بشأن التسريب الخطير الذي طال وثائق «سرية للغاية»، لكنها متاحة للمشاركة في إطار تحالف «خمس أعين» الاستخباراتي، الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا ونيوزلندا وأستراليا.

حرب شاملة

على الجهة المقابلة، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من شن إسرائيل هجوماً على إيران، ووجه رسالة تحذير مبطنة إلى واشنطن قائلا إن «اندلاع حرب شاملة في المنطقة سيجر أميركا إليها، ونحن لا نريد ذلك».

وأضاف عراقجي أن إيران «حددت جميع أهدافها في إسرائيل» حال التعرض لهجوم، متابعا: «إذا هاجمتنا فسنرد بالمثل ونقصف هذه الأهداف»، كما أكد أن بلاده سترد بشكل متناسب على أي هجوم ضد منشآتها النووية، ورأى أن «أي هجوم على إيران يعني تجاوزاً للخطوط الحمراء».

وشدد على أن بلاده لن تترك الأمر دون رد، وأشار إلى أن بلده لم تهاجم، في قصفها البالستي الذي شنته مطلع أكتوبر الجاري بنحو 200 صاروخ، المنشآت الاقتصادية أو المدنية في إسرائيل، بل استهدفت فقط المنشآت العسكرية.

في موازاة ذلك، اتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان «واشنطن وعملاءها بارتكاب الكثير من الجرائم بالمنطقة»، وقال إنهم «يتهمون بالإرهاب من يحارب لتحرير أرضه»، وأضاف: «نعيش حالة حرب اقتصادية فرضت على بلادنا، والعدو يريد زيادة الوضع سوءا يوما بعد يوم».

من جهة ثانية، ذكرت تقارير قطرية أن هناك ترتيبات تجرى لعقد لقاء ثنائي بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الإيراني، على هامش مشاركتهما في قمة «بريكس» في قازان، من 22 إلى 24 الشهر الجاري.