فيفيان ماير... مصورة فوتوغرافية ذاع صيتها عقب وفاتها

نشر في 21-10-2024
آخر تحديث 20-10-2024 | 18:33

كانت فيفيان ماير (Vivian Maier) مصورة شوارع أميركية غامضة ومنعزلة، ولم تحظ أعمالها بشهرة واسعة إلا بعد وفاتها. وظلت موهبتها الاستثنائية غير مكتشفة إلى حدٍّ كبير أثناء حياتها، ويرجع ذلك في الغالب إلى أنها نادراً ما تشارك صورها مع الآخرين.


غسان بورحمة غسان بورحمة

وُلدت فيفيان دوروثي ماير في الأول من فبراير 1926 بمدينة نيويورك لأبوين فرنسيين ونمساويين. كانت حياتها المبكرة متنقلة إلى حدٍّ ما، حيث قضت فترات في الولايات المتحدة وفرنسا. كانت حياتها الأسرية مضطربة، ومتميزة بالانفصال والانتقال.

الاستقلالية اللازمة

قضت ماير معظم حياتها البالغة في العمل كمربية أطفال، وهي المهنة التي منحتها الاستقلالية اللازمة لممارسة مهنة التصوير الفوتوغرافي، وعملت في المقام الأول في شيكاغو بولاية إلينوي، لعائلات مختلفة من الخمسينيات إلى التسعينيات. سمحت لها مهنتها بالتجول في الشوارع، حيث وثقت الحياة اليومية في المناطق الحضرية بعين فنية.

أرشيف ضخم

استخدمت فيفيان ماير كاميرات مختلفة، لكنها اشتهرت بعملها باستخدام كاميرا روليفليكس متوسطة الحجم تلتقط صورها مشاهد الشوارع، واللحظات العفوية، ومجموعة متنوعة من الشخصيات المقيمة في المدينة أو الزائرة لها. امتد عملها لأكثر من أربعة عقود، وأنتجت أرشيفاً ضخماً قدر عددها لأكثر من 150 ألف صورة بالأبيض والأسود (نيغاتيف)، وملونة، وحتى بعض الأفلام القصيرة والتسجيلات الصوتية.

التنظيم والترتيب

بدايات انتشارها، ظهرت أعمال ماير إلى النور بالمصادفة إلى حدٍّ كبير، ففي عام 2007 اشترى جون مالوف، من هواة التأريخ من شيكاغو صندوقاً من الصور السلبية (نيغاتيف) لها من دار مزادات محلية بقيمة 380$. وأدرك مالوف جودة الصور الموجودة بالصندوق، لدقة التنظيم والترتيب والعناية الفائقة لجميع الموجودات به، وبدأ في تجميع تفاصيل عن حياة المصور وعمله وراء هذه الصور، وعمل في بحث طويل عن هذا المصور، حيث استدل لبعض القصاصات في الصندوق على عنوان واختصار للاسم، حتى استدل على العنوان، ومن هو، حتى اكتشف أن المصور وراء تلك الأعمال هي سيدة كانت مربية أطفال في مدينة شيكاغو، والتقى الأطفال الذين ساهمت بتربيتهم، وكذلك التقى ذويهم.

شهرة واسعة

واكتسب مالوف شهرة واسعة بعد وفاتها، بفضل جهوده الدؤوبة في الكشف عن قصة ماير، وعرض أعمالها على مستوى العالم، مما أدى إلى استحسان عالم الفن وعامة الناس على حدٍّ سواء. وتم إنشاء العديد من المعارض والكتب والأفلام الوثائقية، وأبرزها فيلم «البحث عن فيفيان ماير» لعام 2013، لعرض أعمالها الفوتوغرافية، واستكشاف لغز حياتها، حتى أصبح حديث الساعة آنذاك.

الإرث الفني

تُعرف فيفيان ماير الآن بأنها واحدة من أعظم مصوري الشوارع الأميركيين في منتصف القرن العشرين. لقد تركت قدرتها على التقاط لحظات مؤثرة وعابرة من الحياة الحضرية باستخدام التكوين الفني والعاطفة الإنسانية بصمة لا تُمحى في مجال التصوير الفوتوغرافي. ورغم أنها لم تكن معروفة لدى العامة أثناء حياتها نهائياً، فإن الشهرة التي اكتسبتها والأعمال الجميلة التي تركتها بعد وفاتها تبرهن على قوتها كمصورة فوتوغرافية وجودة أعمالها.

هناك العديد من الفنانين اتسمت حياتهم بالغموض، لكن إرثهم الفني أصبح مدرسة لمن أتى من بعدهم، وفيفيان واحدة من هذه المجموعة.

back to top