القمة الخليجية الأوروبية الأولى

نشر في 21-10-2024
آخر تحديث 20-10-2024 | 19:41
 د. محمد الدويهيس

استضافت العاصمة البلجيكية بروكسل يوم الأربعاء الموافق 16 أكتوبر 2024 أول قمة خليجية - أوروبية على مستوى قادة ورؤساء دول مجلس التعاون الخليجي والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بمشاركة 33 ريئس دولة ورئيس وزراء، حيث عقدت القمة برئاسة مشتركة لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر- دولة الرئاسة الحالية لمجلس التعاون الخليجي- ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.

وترأس وفد دولة الكويت في القمة ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء.

وتأتي القمة الأولى تتويجاً للعلاقات الخليجية - الأوروبية الممتدّة منذ اتفاقية التعاون عام 1988، وتعززها الشراكة الاستراتيجية المعلنة في مايو 2022، التي تعَد نقلة مهمة في تعزيز العلاقات بين الجانبين، وإطاراً عملياً يعكس التزام الجانبين بالتعاون لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية المشتركة وتعزيز الجهود الدبلوماسية لحماية الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، حيث إن هناك تشابهاً يجمع الجانبين حيال العديد من القضايا والموضوعات الإقليمية والعالمية، إضافة إلى أن هناك تشابهاً مشتركاً يجمع بين تكتلي مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي.

وتهدف القمة الخليجية - الأوروبية إلى التأكيد على العلاقات الطيبة وتقوية الحوار والتعاون ومواجهة التحديات العالمية وتعزيز الحوار الاستراتيجي الخليجي الأوروبي لتسهيل التجارة والاستثمار بين دول الخليج وأوروبا ومواصلة المفاوضات للتوصل إلى اتفاقية تجارة حرة بين الطرفين.

إن القمة الخليجية - الأوروبية ستوفر الأرضية المناسبة لتعزيز العلاقات بين منظومة دول مجلس التعاون الخليجي ودول الاتحاد الأوروبي والمضي بها قدماً إلى آفاق أرحب ومستويات تخدم المصالح المشتركة للجانبين في مجالات التجارة والاستثمار والتعاون الأكاديمي وتفعيل التعاون في قطاعي الصحة والطاقة المتجددة وسبل تحرير تأشيرة الشنغن عن المواطن الخليجي، وأهمية الشراكة الاستراتيجية في قضية المناخ وفي مجال الطاقة المتجددة والارتقاء بمستوى التعاون والشراكة الاستراتيجية بين الجانبين الخليجي والأوروبي.

إن قمة بروكسل تمثل نقطة تحول استراتيجية وبداية مهمة لتعزيز التعاون المشترك في مجال التطورات التكنولوجية، والتحول الرقمي والتبادل التجاري والاستثماري والتحديات الجيوسياسية والمناخية.

إن القمة الخليجية الأوروبية فرصة لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي للمساهمة في إرساء الأمن والسلام العالميين وتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة للمنطقتين، وتمثل شراكة استراتيجية يجب العمل على تطويرها وتعزيزها والاستفادة منها في كل المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية.

ودمتم سالمين.

back to top