وسط دعوات دولية لانتهاز فرصة استشهاد زعيم حركة «حماس» يحيى السنوار لإنهاء العدوان الدامي المستمر منذ أكثر من عام في غزة، يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن غداً من إسرائيل زيارة تشمل عدة دول أخرى بالشرق الأوسط، لإعادة إحياء مسار مفاوضات وقف النار وتبادل الرهائن والأسرى.
ووفق موقع «أكسيوس» الأميركي، فإن أهداف جولة بلينكن في المنطقة تشمل محاولة تجديد المفاوضات بشأن صفقة الرهائن، والترويج لخطة اليوم التالي في غزة، والحرب في لبنان، ومناقشة الرد الإسرائيلي المرتقب على إيران.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس الماضي، أن الوقت حان لتنتهي حرب غزة، التي دخلت يومها الـ380، وأنه سيرسل وزير خارجيته إلى إسرائيل لمحاولة الدفع نحو وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن بعد مقتل زعيم «حماس» يحيى السنوار.
بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر، إن واشنطن تريد استئناف المحادثات بشأن مقترح لوقف إطلاق النار، وتحرير الرهائن في قطاع غزة بعد مقتل السنوار.
في المقابل، اعتبرت «حماس» أن المعطل الأساسي لجولات التفاوض غير المباشر هو رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، معتبرة أنه «لا يفهم لغة الحوار، ويتصرف ككائن متوحش لا يتوقف إلا بالإيلام».
ورأى عضو المكتب السياسي لـ «حماس» عزت الرشق أنه «لو حوصرت سفارات إسرائيل ومصالحها حول العالم بحراك مستمر ومفتوح قبل عام، لما تجرأت على ارتكاب مجزرة بيت لاهيا».
ووسط أنباء عن لقاء وزير خارجية إيران عباس عراقجي في إسطنبول 3 قياديين من «حماس» مرشحين لخلافة السنوار، هم خليل الحية وموسى أبو مرزوق ومحمد درويش، قالت الحركة، في بيان: «نمتلك مؤسسات ولدينا لوائحنا الداخلية التي تمكننا من ترتيب أوضاعنا الداخلية»، مشددة على أنها «لن تمل من دعوة أبناء الأمة العربية إلى تصعيد حراكهم ضد الإسرائيليين وحلفائهم في الحرب».
ومنذ إعلان إسرائيل، مساء الخميس، مقتل السنوار، توالت تصريحات واشنطن ودول غربية تدعم التوصل لاتفاق بغزة.
واعتبرت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن «فرصة لوضع حدّ أخيراً للحرب، وإعادة تحريك مفاوضات وقف إطلاق النار المتوقفة منذ أسابيع».
وقبل وصول بلينكن، أكد البيت الأبيض، أنه «سيواصل دعم كل الجهود لزيادة المساعدات وحمايتها وتوزيعها على جميع مناطق غزة». ودعا البيت الأبيض الجميع الى التعاون في توزيع حمولة مئات الشاحنات من المساعدات على جانب غزة من معبر كرم أبوسالم، مؤكداً وجوب أن يزداد عدد شاحنات المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة خلال الأسبوع المقبل.
وعلى الأرض، واصل جيش الاحتلال لليوم الـ16 على التوالي حملة التطهير والإبادة في شمال غزة، خصوصاً في مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا لإجبار المدنيين على النزوح القسري، في وقت شن غارات على غرب مدينة رفح ودير البلح.
وشنت الطائرات الإسرائيلية، اليوم ، غارات عنيفة على شمال قطاع غزة ونسفت حيا سكنياً فوق رؤوس قاطنيه في مشروع بيت لاهيا، مما أسفر عن استشهاد 87 جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن، علاوة على إصابة وفقد العشرات.
وبثت كتائب «حماس» اليوم مشاهد من اشتباكات عنيفة والتحام لمقاتليها مع قوات إسرائيلية ضمن كمين مركب غرب معسكر جباليا. وارتفعت حصيلة العدوان على غزة منذ 7 من أكتوبر 2023، إلى 42 ألفاً و519 شهيداً، بالإضافة لـ 99 ألفاً و637 مصاباً بجروح متفاوتة، وفق وزارة الصحة في غزة. واتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم ، الجيش الإسرائيلي بفرض «الموت المحقق» على سكان شمال غزة عبر إجبارهم على «النزوح تحت القصف» أو «القتل الفردي والجماعي»، ضمن الإبادة والتطهير العرقي المستمرة منذ 5 أكتوبر الجاري.
وقالت الوزارة إن «الإبادة تتجسد شمال غزة بأوضح صورها، على مرأى ومسمع العالم، من حصار وتجويع وتهجير وتدمير ونسف للمباني وقصف جوي واستهداف المراكز الصحية، وارتكاب المجازر».
وأشارت إلى أن «الفشل الدولي بوقف حرب الإبادة والتهجير بات غطاء تستغله الحكومة الإسرائيلية للإمعان بتنفيذ المزيد من الحلقات الأشد فتكا وإبادة».
وفي تطور ميداني، قال الجيش الإسرائيلي: «اعترضنا بالأمس طائرة مسيّرة عبرت من الحدود المصرية وكانت تحمل 8 مسدسات ومخازن رصاص». كما أعلن «القبض على 4 مسلحين مشتبه فيهم بمنطقة النبي موسى في الأغوار وتحويلهم للتحقيق».