منذ عام 2020 أصبح نصف الناخبين الجدد في الولايات المتحدة من أصل لاتيني، وفق ما كشف تحقيق لصحيفة «لوموند» الفرنسية، مشيراً إلى أن نحو 36 مليون ناخب من أصل لاتيني مدعوون إلى صناديق الاقتراع في الخامس من نوفمبر المقبل، مما يمثل ضعف عدد اللاتينيين الذين شاركوا في الانتخابات قبل 20 عاماً.
ويستحوذ الأميركيون من أصل لاتيني حالياً على بطاقة من كل سبع بطاقات اقتراع، ما يرجح أن يكون تصويتهم حاسماً، خصوصاً أنهم قد تخلّوا عن دعمهم «التقليدي» للحزب الديموقراطي، إذ كشف استطلاع أن هاريس تتقدم على ترامب في صفوف هذه الأقلية بـ14 نقطة فقط، وهي أدنى نسبة يحصل عليها مرشح ديموقراطي على الإطلاق.
ويعزى انهيار هذا الدعم إلى تغير تركيبة الأقلية اللاتينية، التي تحوّلت من سكان ولدوا بشكل رئيسي في الخارج إلى سكان ولدوا بشكل رئيسي في الولايات المتحدة، ما رفع نسبة الأميركيين الأصليين من 45 في المئة في العام 2007 إلى 55 في المئة في 2019.
كما لم تعد هذه الأقلية مرتبطة تلقائياً بالهجرة، بل إن مخاوفهم تجاه هذه الظاهرة آخذة في التطور، فضلا عن أن غالبيتهم من العمال، لذا يهتمون أكثر بالقضايا الاقتصادية مثل تكلفة المعيشة أو التوظيف أو التضخم، بينما ينتقد الكثير منهم سجل الرئيس الديموقراطي جو بايدن في هذا الخصوص.
كما يشهد الاقتراع المقبل تصويت واحد من كل خمسة لاتينيين لأول مرة في حياته، حيث تمثل هذه الأقلية العرقية أكبر خزان من الشباب في هيئة الناخبين الأميركيين، ويمثل الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً 31 بالمئة من الناخبين من أصل لاتيني، مقارنة بـ20 بالمئة لجميع الناخبين في الولايات المتحدة.
وأظهرت الاستطلاعات الأخيرة أن هذا الجيل الجديد أكثر استقلالية وأقل حزبية، فضلاً عن أن أقلية الناخبين من أصل لاتيني غير متجانسة مع فوارق في التصويت بين النساء والرجال أو المتخرجين من الجامعات والبقية.
ويصوت اللاتينيون اعتماداً على جذورهم الجغرافية، فالناخبون من المكسيك أو بورتوريكو أو غواتيمالا يميلون إلى تعريف أنفسهم بأنهم من يسار الوسط، في حين يميل المنتمون إلى الدول الماركسية، مثل كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا، نحو المعسكر الترامبي وخطابه المناهض للاشتراكية.
وتعتمد نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية هذا العام على الولايات المتأرجحة، مثل أريزونا ونيفادا وبنسلفانيا، التي شهدت جميعها نمواً قوياً في عدد السكان اللاتينيين على مدى السنوات الأربع الماضية. وفيما تمثل نيو مكسيكو الولاية الوحيدة التي يفوق فيها عدد أصوات اللاتينيين عدد أصوات البيض، عززت المخاوف الاقتصادية في نيفادا دعم ذوي الأصول اللاتينية لترامب، بعد أن فاز بها الديموقراطيون بشق الأنفس في الانتخابات الأخيرة.
وتحوّلت أريزونا، وهي ولاية جمهورية منذ العام 2000، لمصلحة بايدن في 2020 جزئياً بفضل زيادة أصوات اللاتينيين، الذين يمثلون ربع الناخبين هناك. ورغم أن الديموقراطيين متقدمون في السباق، إلا أنهم يواجهون تحديات في مجالات مثل الأمن والهجرة، خصوصاً أن هذه الولاية تشترك في حدود بأكثر من 600 كيلومتر مع المكسيك.
وبعيداً عن الحدود المكسيكية، تعتبر بنسلفانيا ولاية حاسمة في اقتراع هذا العام، ويرجح أن يلعب ناخبوها من أصل لاتيني، وعددهم 579 ألفاً، دوراً حاسماً، حيث فاز بايدن بفارق 81 ألف صوت فقط في العام 2020.
أما في ويسكونسن التي لا تعدّ معقلاً للناخبين اللاتينيين، أصبح وزنهم الآن يفوق وزن الأميركيين من أصل إفريقي، حيث يوجد في الولاية 187 ألف ناخب لاتيني غير مسجلين، يسعى كلا الحزبين إلى تعبئتهم. ويمكنهم قلب الموازين في هذه الولاية التي حُسم فيها الفوز بأغلبية 20 ألف صوت فقط في الدورتين الانتخابيتين الأخيرتين.
وفي جورجيا، تضاعف عدد الناخبين اللاتينيين في غضون 12 عاماً، حيث بلغ عددهم 435 ألف ناخب، لكن نسبة مشاركتهم تظل إحدى علامات الاستفهام في الانتخابات الرئاسية. وفي نهاية أغسطس، قال 51 بالمئة منهم إنه لم يتم الاتصال بهم من قبل أي من الحزبين.