عشية وصول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى الكويت مساء أمس، قادماً من البحرين، كشف وزير الخارجية عبدالله اليحيا، أن الزيارة ستتخللها مباحثات ثنائية مع القيادة السياسية و«الخارجية»، فضلاً عن تسليم عراقجي رسالة خاصة إلى سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وبينما قال اليحيا لـ«الجريدة»، إن المباحثات ستتناول ملف التطورات في المنطقة وتزايد التوترات القائمة، أكد أن الكويت تبحث دائماً عن التهدئة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليج العربية، لافتاً إلى أن هناك تنسيقاً مع دول الخليج بشأن الأوضاع بالمنطقة، ومناقشات بشأن الحلول المقترحة لاحتواء الأزمات.
ومواكبة للتطورات الأمنية المتلاحقة، التي تشهدها المنطقة، وفي خطوة لاحتواء التحديات التي تواجهها إيران، لاسيما بعد استهدافها إسرائيل بكم من الصواريخ البالستية مطلع أكتوبر الجاري، وإعلان تل أبيب عزمها الرد على طهران، ينتظر أن يلتقي الوزير عراقجي، خلال زيارته للكويت ضمن جولته الإقليمية في المنطقة، كبار المسؤولين، لإجراء مشاورات دبلوماسية بشأن الأوضاع الأمنية الحساسة.
من جهته، أكد المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي أمس: «أن أولوية إيران تجاه الأوضاع الإقليمية هي إحلال ونشر السلام والاستقرار والطمأنينة في المنطقة»، معتبراً «أن إنهاء شرور الكيان الصهيوني واجب إنساني وأخلاقي وقانوني وفق القوانين الدولية».
وأضاف بقائي أن «القاسم المشترك بين زيارات الوزير عراقجي هو القلق من مخاطر وتهديدات انتشار الحرب في المنطقة»، لافتاً إلى أن «هذه الزيارات يمكن أن تمنع انتشار الحرب».
وقال: «نحن لا نستبعد أي دولة من مشاوراتنا الإقليمية، فالحفاظ على السلام في المنطقة والمساعدة على تعزيزه واجب مشترك»، مضيفاً «وبغض النظر عن بعض الخلافات مع بعض دول المنطقة، فقد أعطينا الأولوية للتشاور للحفاظ على السلام والأمن. واليوم (أمس الاثنين) سنسافر أيضاً إلى الكويت والبحرين حتى يمكن إنجاز هذا العمل مع جزء مهم من الدول التي كان علينا التشاور معها».
بدوره، أكد السفير الإيراني لدى الكويت محمد توتونجي، في تصريح له، تعليقاً على الزيارة، أن العلاقات الثنائية بين بلاده والكويت تأتي استناداً إلى الجيرة والقواسم المشتركة العديدة في مختلف المجالات، والتي كانت دائماً علاقات متزنة حيث تحظى الكويت بمكانة متميزة في السياسة الخارجية الإيرانية.
وأضاف توتونجي، أنه في خضم التطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة والاعتداءات الهمجية غير الإنسانية للكيان الصهيوني الغاصب ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني، يعتبر التنسيق والتشاور بين دول المنطقة أمراً ضرورياً.