قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د. أمثال الحويلة اليوم الثلاثاء إن مبادرة «لمة الأهل» التي أطلقتها «الشؤون» أخيراً بهدف جمع كبار السن المشمولين بالرعاية في الدور الإيوائية مع الأطفال الأيتام في قطاع الرعاية الاجتماعية تعكس القيم الأصيلة للمجتمع الكويتي.
وأضافت الحويلة في تصريح لـ«كونا» أن مبادرة «لمة الأهل» تُمثّل مشروعاً إنسانياً متكاملاً يعكس التزام دولة الكويت بنهج التكافل الاجتماعي كما تسهم في بناء روابط اجتماعية متينة بين الأجيال المختلفة.
وأوضحت أن المبادرة تأتي في إطار الجهود الرامية لتعزيز قيم التكافل في المجتمع الكويتي بتعاون وثيق بين إدارتي رعاية المسنين والحضانة العائلية بالوزارة بغية تحقيق تواصل إنساني عميق بين فئتي كبار السن والأيتام وإحياء لروح العطاء والتواصل بين الأجيال.
وذكرت أن المبادرة تسعى إلى تحقيق أهداف محورية عدة منها تعزيز الروابط الإنسانية بين الأجيال عبر اللقاءات المتبادلة بين كبار السن والأيتام حيث يتمكن الطرفان من بناء علاقات إنسانية تسهم في تحسين حالتهم النفسية بما يتيح لكبار السن فرصة نقل خبراتهم وتجاربهم الحياتية للأطفال بينما يجد الأطفال فيهم دعماً عاطفياً يُعزز من توازنهم النفسي.
وبينت أن توفير بيئة تفاعلية إيجابية بين مختلف الفئات العمرية يُعزز مشاعر الألفة والمحبة ويُتيح لكبار السن الشعور بأهمية دورهم في المجتمع من خلال توجيه الجيل الصاعد، مستدركة أن المبادرة ترسخ قيم العطاء والمسؤولية الاجتماعية عبر تشجيع المشاركين على تبادل مشاعر العطاء ما يسهم في تعزيز مفهوم التكافل الاجتماعي وتقدير أهمية التواصل بين الأجيال.
وحول استراتيجية تنفيذ المبادرة، قالت الوزيرة الحويلة إنها ستتم على مراحل مدروسة لضمان تحقيق أقصى استفادة لجميع المشاركين إذ بدأت المرحلة الأولى بتنسيق الجهود بين إدارة رعاية المسنين وإدارة الحضانة العائلية لتحديد المشاركين من الفئتين مع الحرص على التأهيل النفسي والاجتماعي لتحقيق التفاعل الإيجابي.
وأشارت إلى بدء العمل في المرحلة الثانية التي تشمل تنظيم أنشطة تفاعلية بين الطرفين تتضمن جلسات حوارية وأنشطة ترفيهية إذ يتم تشجيع كبار السن على نقل تجاربهم للأطفال الأيتام بما يسهم في بناء علاقة متينة قائمة على التقدير المتبادل.
وفيما يتعلق بمتابعة الأثر النفسي على المشمولين عقب تطبيق المبادرة، أكدت الحويلة أن المرحلة الثالثة تتضمن متابعة دورية وتقييم للأثر النفسي والاجتماعي لهذه اللقاءات بهدف تعزيز جودة الحياة لكل من كبار السن والأيتام وضمان استمرارية التفاعل الإيجابي.
ولفتت إلى تجارب مماثلة أظهرت نجاحها ودورها الإيجابي مثل مبادرة «تواصل الأجيال» التي طبقتها الإمارات وأسهمت في تحقيق فوائد كبيرة من أبرزها تحسين الصحة النفسية لكبار السن وتقليل الشعور بالعزلة وكذلك تعزيز الوعي لدى الشباب بأهمية التراث والخبرات التي يحملها كبار السن وتقليل الفجوة بين الأجيال عبر تنظيم لقاءات وفعاليات تعزز التفاعل والتواصل بينهم.
وأشارت إلى دراسة بريطانية حول مبادرة «الأجداد بالتبني» التي خلصت إلى أن مثل هذه المبادرات تسهم بشكل كبير في تقليل الشعور بالوحدة والعزلة لدى كبار السن وتعزيز الروابط بين الأجيال وكذلك دراسات في اليابان حول برنامج «التعلم من الكبار»، بينت أن التفاعل المستمر بين الشباب وكبار السن يُعزز من الفهم المتبادل ويقلل الفجوة الثقافية بين الأجيال ودراسات ألمانية حول مبادرة «البيوت متعددة الأجيال» ودورها في تحسين الصحة النفسية والجسدية لكبار السن وتعزيز الروابط الاجتماعية بين المشمولين.
وأكدت أن هذه المبادرات تسهم في تقليل الشعور بالعزلة لدى الفئات الأكبر سنا وتحسين فهم الأطفال والشباب لمفهوم الشيخوخة وتحدياتها وتُعزز من قيم التراحم والاندماج المجتمعي ما ينعكس إيجاباً على المجتمع بأكمله.
وشددت على أهمية الشراكة المجتمعية في بناء مجتمع متلاحم يعمل من أجل تحقيق الرفاهية لكافة أفراده.