في خضم وضع إقليمي بالغ التوتر مع استمرار عدوان إسرائيل على غزة ولبنان وتحضيرها لضرب إيران، بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وإنهاء الصراعات في المنطقة، في وقت دعا قادة مجموعة بريكس المجتمعين في روسيا لخفض التصعيد والوقف الفوري لإطلاق النار.
وغداة استضافته ملك الأردن عبدالله الثاني في قمة ثنائية بحثت العدوان الإسرائيلي، ناقش بن سلمان مع بلينكن اليوم التطورات في غزة ولبنان، والجهود المبذولة لوقف العمليات العسكرية والتعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية، إضافة إلى استعراض العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون المشترك.
وفي لقاء مماثل، ناقش بلينكن مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان المستجدات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في غزة ولبنان والجهود المبذولة بشأنها، كما تم استعراض العلاقات الثنائية.
ومع مغادرته تل أبيب متأخراً بسبب صفارات الانذار جراء صواريخ حزب الله، دعا بلينكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته إلى اغتنام «فرصة عظيمة» لتطبيع العلاقات مع السعودية وغيرها من الدول العربية.
وقال بلينكن، في مطار بن غوريون، «رغم كل ما حدث، لاتزال هناك فرصة عظيمة في هذه المنطقة للتحرك في اتجاه مختلف تماماً، والسعودية ستكون في قلب التغيير بما يشمل احتمال تطبيع العلاقات مع إسرائيل».
وبعد لقائه نتنياهو ومسؤولين آخرين، جدد بلينكن التأكيد على أن الوقت حان لإنهاء الحرب على غزة، وحثها على السعي نحو إبرام اتفاق لإنهاء الحرب وإعادة عشرات الرهائن، داعيا إسرائيل، التي تواصل تكثيف ضرباتها ضد حزب الله في لبنان، لتفادي تصعيد إضافي مع إيران.
وقال بلينكن: «منذ 7 أكتوبر 2023 حققت إسرائيل معظم أهدافها الاستراتيجية فيما يتعلّق بغزة وحان الوقت الآن لتحويل هذه النجاحات إلى نجاح دائم واستراتيجي بالسعي نحو إبرام اتفاق لإنهاء الحرب وإعادة عشرات الرهائن».
وبعد اختصار جولته الإقليمية الحادية عشرة بمحادثات اليوم في قطر، سيلتقي بلينكن في لندن غدا بنظرائه العرب لبحث وقف العدوان على غزة وسبل التوصل إلى «حل دبلوماسي» في لبنان، بحسب مسؤول في الخارجية الأميركية، وذلك وسط تحضيرات لعقد عربية إسلامية في الرياض.
وبعيد الإعلان عن تأجيل زيارته لعمان إلى أجل غير مسمى، اتفق بلينكن مع وزير الخارجية أيمن الصفدي على أن يلتقيا في «وقت قريب يحدده الطرفان».
وبحث الصفدي مع بلينكن «التصعيد الخطير» في المنطقة، وحذر من أن «إسرائيل تدفع المنطقة نحو حرب إقليمية شاملة تهدد أمن المنطقة واستقرارها».
وأكد الصفدي، قبل مغادرته للمشاركة في المؤتمر الوزاري الدولي لدعم لبنان الذي تستضيفه فرنسا، «ضرورة التحرك الفوري لإنهائه بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والإجراءات التصعيدية اللاشرعية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة»،».
وفي روسيا، طالب الإعلان الختامي لقمة «بريكس» التي عقدت في قازان بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ والتركي رجب طيب أردوغان والمصري عبدالفتاح السيسي والاماراتي محمد بن زايد والبرازيلي سيلفا دا لولا والايراني مسعود بزشكيان ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونظيره الاثيوبي آبي أحمد بـ«وقف فوري للنار في غزة، واحترام سلامة الأراضي اللبنانية»، لافتاً الى أن «دول المجموعة تعتبر تفجيرات أجهزة البيجر في لبنان خرقاً للتشريعات الدولية».
ودعا الإعلان إلى «تعزيز نظام عدم الانتشار ومنطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، والإسراع في تطوير واعتماد اتفاقية شاملة لمكافحة الإرهاب الدولي في إطار الأمم المتحدة».
ميدانياً، كثّف الجيش الإسرائيلي الحصار على شمال غزة وطوق مستشفيات وملاجئ للنازحين وأصدر أوامر للسكان بالتوجه جنوباً، في حين تسبب غارته المتواصلة منذ 3 اسابيع بمقتل أكثر من 20 مدنياً أمس.
وقالت وزارة صحة غزة ومنظمة الصحة العالمية إنهما لن تتمكنا من بدء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في شمال القطاع كما هو مقرر بسبب القصف الكثيف والنزوح الجماعي وتعذر الوصول إلى المنطقة.