صرحت المديرة العامة لمكتبة الكويت الوطنية سهام العازمي بأن المكتبة الوطنية حريصة على التفاعل مع فئات المجتمع المختلفة، وإعطاء مساحة للحوار والتواصل، عبر أجنحة المكتبة في جميع مناحي الحياة التي تدعم الوعي والثقافة المجتمعية، مؤكدة أن هذا هو دور المكتبة، من خلال نشر الوعي والثقافة في كل مجالات الحياة.

وأعربت العازمي عن سعادتها بمناقشة ثقافة الادخار في إحدى فعاليات المكتبة، من خلال ورشة تدريبية حضرها عدد كبير من الجمهور المهتم بالتعرف على هذه الثقافة الهامة للفرد والمجتمع والدولة.

Ad

ورحبت العازمي بأبناء الكويت من أصحاب الأفكار والمبادرات الثقافية والفنية، مؤكدة أن المكتبة مفتوحة لكل صاحب فكرة، وتدعم الشباب وأصحاب المبادرات، وتفسح لهم المجال، وتوفر لهم الإمكانات والقاعات لعرض أفكارهم واستقبال الجمهور.

وأشارت العازمي إلى أن هناك حركة واضحة من الوعي الثقافي التي تنتشر في المجتمع، والتي ترسخ لفكرة أن المكتبات تبدل دورها لتصبح الواعي الثقافي والحاضن لفئات المجتمع المختلفة، وأن مكتبة الكويت الوطنية نجحت في التسويق لعملها الثقافي والمعرفي بشكل يحظى بإقبال وتفاعل جماهيري كبير، ولم تعد مجرد مكتبة للاطلاع فقط، ولكن صاحبة بصمة في تطوير ونشر العمل الثقافي بمختلف مجالاته.

وحول ورشة «الادخار» أكدت العازمي أنها قضية مهمة، وتحتاج إلى ثقافة ووعي لدى الأبوين أولا لإمكانية غرسها في نفوس أطفالهم منذ الصغر، ونتيجة الإقبال على الورشة فإن المكتبة تخطط لإعادة تقديمها مرة أخرى لضمان الاستفادة منها، كما ستخصص المكتبة برنامجا هاما حول ثقافة التقاعد ودور المتقاعدين في المجتمع باعتبارهم عنصراً هاماً.

وأشارت إلى تقديم المكتبة الوطنية خلال الفترة المقبلة فعاليات هامة حول «كيفية ترتيب ميزانيتك»، وكيف يضع الفرد خطة تضمن له أنه في مقابل كل دينار ينفقه فإنه سيحصل على دينار في المقابل، في خطة ذكية يجري مناقشة تقديمها في المكتبة الوطنية قريبا، وسيتم الإعلان عنها بمجرد وضع سلسلة الندوات، بهدف تخفيض القروض التي يعاني منها البعض في مجتمعنا الكويتي.

من ناحيته، قال المدرب في الاقتصاد السلوكي فيصل الجاسم: «إن اختياره موضوع الورشة بعنوان فن الادخار يعود الى التغير الكبير الذي أحدثته أزمة كورونا، ليس على المستوى الاقتصادي فقط ولكن أيضا على مستويات ثقافية وسلوكية، ولذلك كان من الضروري أن تتم مناقشة قضية مهمة مثل الادخار، خاصة أنها تعتبر فنا يحتاج إلى مهارات وذكاء وربما موهبة حتى يتغلب الفرد على ثقافة الديون والقروض وينعم بحياة أفضل مع نفس الدخل ولكن بمستوى معيشة أكثر جودة وتكلفة منخفضة».

وأضاف الجاسم أن الثقافة المالية تتزايد يوميا، بعدما عانى الناس من ثقافة القروض التي سادت لفترة من الزمن، ولكن بعد أزمة كورونا أصبحت القروض للحاجة فقط، وهي مبادئ يجب تعليمها للطفل منذ الصغر، من خلال ادخار بعض مصروفه والاستفادة من هذه المدخرات في أهداف أكبر تحقق له المتعة والسعادة، فيكون قد تعلم سلوكا صحيا، وفي نفس الوقت لم يشعر بالضيق نتيجة هذا السلوك.