صداقة مبابي وحكيمي أمام اختبار صعب
ظل الأمر طوال أشهر السر الأكبر في عالم كرة القدم. هل سيستمر كيليان مبابي مع باريس سان جرمان الفرنسي أم سينتقل إلى ريال مدريد الإسباني؟ عجز الكل عن الإجابة، وحين أعلن المهاجم في مايو الماضي أنه مستمر مع الفريق الباريسي، اعترف جميع زملائه بأنهم جهلوا قراره حتى اللحظة الأخيرة.
هل كانوا «جميعهم» فعلًا؟ لا. لقد عرف المغربي أشرف حكيمي الأمر قبلها بعدة أيام، كما قال بنفسه ليكشف عن حجم الصداقة الهائلة التي تجمع بينهما داخل صفوف باريس سان جرمان، وهي صداقة ستتم تنحيتها جانبا حين يلتقي اللاعبان اليوم في نصف نهائي مونديال قطر 2022 بين فرنسا والمغرب.
وانتقل حكيمي إلى باريس سان جرمان في صيف 2021 قادما من إنتر ميلان الإيطالي، كأحد أهم صفقات هذا الموسم.
ومنذ انتقاله إلى باريس سان جرمان، أحاطه مبابي بعنايته، وصار مرشده في ملاعب التدريب في ناديه الجديد، ومستشاره في غرفة الملابس، والخبير الذي يعرفه على خبايا المدينة.
وخلال تلك الشهور التي سيطرت فيها «عشيرة لاتينية» على غرف ملابس باريس سان جرمان حين كان الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مدربا للفريق، عثر مبابي في الظهير الأيمن على الشريك الضروري لكيلا يفقد تأثيره، ووجد فيه مسعاه.
لا مجال للمزاح
وفي معسكر باريس سان جرمان في مايو الماضي بالدوحة ظهر الصديقان في لقاء مع قناة النادي، وتحولت نبوءة مازحة أطلقاها إلى حقيقة. وقال مبابي وهو يمزح آنذاك: هنا (أي في الدوحة) سألعب مع صديقي، وسأضطر إلى تدميره. سينكسر قلبي حين أفعلها، فأجابه حكيمي بنفس النبرة الضاحكة: بل أنا من سيدمرك.
اليوم لن يصبح ثمة مجال للمزاح. سيجب على مبابي أن يكسر الحصن المغربي من الجبهة اليسرى، وسيجب على حكيمي أن يواجهه. ستطق مواجهتهما شررا، فكل منهما في حالة فنية وبدنية رائعة ويرغب في كتابة التاريخ لبلاده.