كثيرة هي العلاجات والمكملات الغذائية التي نستعملها حسب القول الشائع «على بركة الله»، وأحياناً نبلعها بكوب شاي أو عصير أو بعض الأعشاب، ولكن لا بد من تسليط الضوء على بعض الأخطار التي قد تنجم عن خلط بعض الأدوية ببعض الأغذية، أو بعض الأدوية بالأدوية أو المكملات الغذائية الأخرى، والأكثر شيوعا الآن على وسائل التواصل الاجتماعي هو نقص المغنيسيوم.
يوجد المغنيسيوم (Mg) في كثير من الأغذية والأطعمة وعلى أرفف الصيدليات ومحلات المكملات الغذائية، ويعد من العناصر المهمة لكثير من العمليات العضوية في الجسم، والتي لا بد من وضع الوجبات الصحية المتكاملة التي تحتوي على المغنيسيوم وذلك لإتمام أكثر من 300 عملية حيوية وجوهرية في الجسم بما فيها سلامة عضلة القلب والأوعية الدموية، والمحافظة على ضغط الدم بالمستوى الطبيعي والمحافظة على مستوى السكر في الدم، وعمل العضلات انقباضاً وانبساطاً بالتبادل، والأعصاب في أنحاء الجسم، وبما أن المغنيسيوم، موجود في المكسرات والبقوليات والورقيات الداكنة، فهو يعمل كمهدئ عام ويضبط عملية النوم فيعالج القلق وينظم مستوى الحديد بالجسم، لذلك يعدّ ضرورياً جداً لمنع الإمساك وتسهيل حركة القولون، ويعالج المغص العصبي المصاحب له، كما يعمل على سلامة الجهاز الهضمي عامة والقيام بوظائفه الصحية، والمغنيسيوم من الأساسيات للجهاز المناعي ويعدّ المكمل الموازي للكالسيوم في المحافظة على صحة العظام والأسنان، ويضاف إلى الأطعمة المسبقة التحضير التي تعد بحد ذاتها غير صحية برأينا ورأي كثير من الباحثين في التغذية. لكن النقطة الأهم هي عدم استعمال الـ Mg بجرعات يومية عالية، خاصة مع أي من الأدوية العلاجية وذلك لتفادي أي مضاعفات أو مفعول معارض عن المراد منه، ومن هذه المضاعفات الاستفراغ والإسهال وانخفاض مفاجئ للضغط، وقد تؤدي إلى تسرع في دقات القلب وفقدان الوعي.
لذلك ننصح في حال استعمال المغنيسيوم والمضادات الحيوية أن تكون بفارق ثلاث ساعات على الأقل بين الجرعة والأخرى، وذلك لأن الـMg يمنع امتصاص المضاد الحيوي، في حين أخذ المدرات البولية (خاصة عند مرضى ارتفاع ضغط الدم)، يزيد أو يقلل من نسبة المغنيسيوم في الدم حسب نوع المدر البولي أو دواء الضغط المركب لدى المريض، لذلك ننصح في هذه الحالة أن يكون المدر قبل ساعتين على الأقل من جرعة المغنيسيوم، كما أنه يخفض من تركيز البايفوسفونات Fosamax اللازم لعلاج هشاشة العظام، كما أن الأدوية اللازمة لعلاج قرحة المعدة مثل Nexium وLansoprasols لعلاج الارتجاع المريئي ستعمل على خفض مستوى المغنيسيوم في الدم، مما يؤدي إلى آلام في العضلات وإمساك وتوتر، ويعرف الزنك بتقويته للجهاز المناعي عامة وأهميته في علاج تساقط الشعر، وضبط عملية تجلط الدم ووقف النزيف وعلاج الجروح والتئامها، ودوره الفعال في كثير من العمليات الحيوية في الجسم، إلا أن المغنيسيوم يبطل مفعوله، لذلك ننصح بعمل فارق زماني لا يقل عن 3 إلى 4 ساعات بين المكملين!
وبالرغم من وجود المغنيسيوم في كثير من الأطعمة الغذائية على المائدة الصحية فإن جرعة المغنيسيوم الموجودة في الوجبة لا تعطي الجرعة اليومية اللازمة إلا بوجوده مكملا بحبة من الصيدلية أو محلات العصير الطازج، لذلك يومياً نتواصل مع كثير من الحالات المذكورة آنفاً لإيجاد حل سلمي للمراجعين، وكثير من الأحيان نعمل على ضبط تناول الأدوية فقط، لسلامتهم.