إن الكاتب الذي يكشف الفساد يقوم بعملية مهمة تتضمن الكشف عن الصفقات غير الشرعية أو الممارسات الفاسدة الأخرى التي تؤثر في النزاهة والشفافية في المجتمع، والسبب الرئيس وراء تبرير الكاشف هو الحفاظ على نظام قانوني يحمي المجتمع من الفساد الإداري والمالي والسياسي.
يعتبر الكشف عن الفساد من أهم أساليب مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التي تؤثر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول، حيث يترك أثره السلبي على الأفراد والمؤسسات على الصعيد الوطني والدولي، ولهذا السبب يؤدي الكاشف دورًا حيويًا في منع الفساد ومكافحته، من خلال توفير معلومات ودلائل قوية عن الممارسات الفاسدة التي يقوم بها الأفراد أو المؤسسات.
إن الفساد يتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية الأساسية التي تحكم المجتمع، فهو يشوه السمعة والقيم السامية للأفراد والمؤسسات المتورطة فيه، وعندما يكتشف الكاشف الفساد يتحمل مسؤولية تقديم دليل قوي لإثبات التهمة وإشاعة الشجاعة والشفافية في مواجهة الفاسدين.
والفساد يشكل تهديدًا كبيرًا للنظام القانوني والإداري، وينتهك حقوق وحريات المواطنين، ويضعف النظام الديموقراطي، وتكمن مسؤولية الكاشف في توجيه الاتهامات وتقديم الأدلة اللازمة لمحاربة الفساد وإعادة بناء النظام القانوني.
والفساد يؤثر بشكل كبير في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع، حيث يؤدي إلى تضخم الأسعار والتدهور الاقتصادي، وبالتالي يتحمل الكاشف مسؤولية استعادة النظام الاقتصادي والاجتماعي من خلال الكشف عن الممارسات الفاسدة وإحالتها للعدالة.
بغض النظر عن أسباب كشف الفساد فإن الكاشف يهاجم المسؤولين عن هذه الممارسات الخطيرة، وذلك لأن الفساد يشوه سمعة الحكومات ويخلق عدم الثقة بين المواطنين والحكومات، وبالتالي فإن محاسبة المتورطين وإحالتهم للعدالة تؤدي دورًا حيويًا في إعادة الثقة والشفافية في الحكومة والمجتمع ككل.
في الختام، إن الكاشف عن الفساد يؤدي دورًا حيويًا في تنظيم وتطوير المجتمعات، حيث يساعد في الحفاظ على النزاهة والشفافية ويحمي الحقوق والحريات الأساسية، ولذلك من الضروري دعم جهود الكاشفين في كشف الفساد ومكافحته، وتعزيز النظام القانوني الذي يسمح بتطبيق العدالة بشكل عادل ومنهجي، فحافظ على الموقف رغم أن الضغط الاجتماعي لا يدوم ولا يصلح شيئاً.