كشف مصدر رفيع المستوى في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، أنه بعد تعيين المرشد الأعلى علي خامنئي نائب قائد الفيلق اللواء محمد رضا فلاح زادة مشرفاً على «حزب الله» اللبناني لترتيب البيت الداخلي للحزب بعد موجة الاغتيالات الواسعة التي استهدفت قيادته بما في ذلك الأمين العام حسن نصرالله وخليفته المتوقع هاشم صفي الدين، عيّن فلاح زادة ضباطاً من الحرس الثوري يشرفون على المواقع القيادية الخالية في الحزب، ريثما يتم تعيين قادة جدد في هذه المواقع.
وقال المصدر إنه نظراً لسرعة وحجم عمليات الاغتيال من جهة، وظروف الحرب مع إسرائيل من أخرى، فإن الخطوة الإيرانية هدفها تجنب أي فراغ يمكن أن يُحدِث انشقاقات في صفوف «حزب الله»، لافتاً إلى أنه بمجرد تعيين شخص لبناني في أي منصب بالحزب فإن الضابط المسؤول من «الحرس» سينسحب منه.
ورغم ذلك، نفى المصدر أن يكون ضباط إيرانيون هم مَن يقودون المعارك التي يخوضها الحزب مع إسرائيل، بما في ذلك عمليات إطلاق الصواريخ والمسيّرات، لكنه أكد وجود مستشارين وخبراء إيرانيين في لبنان كانت طهران أرسلتهم قبل الحرب، لتدريب الحزب على أسلحة نوعية جديدة.
ولفت إلى وجود أسلحة اسراتيجية إيرانية في لبنان وسورية والعراق كانت وستبقى تحت إشراف مباشر من ضباط «الحرس»، نظراً لأنه لا يمكن استخدامها إلا بإذن من طهران التي لا تريد الكشف عن هذه الأسلحة إلا في حالات الضرورة القصوى، كاندلاع حرب مباشرة إيرانية ـ إسرائيلية.
وأوضح أن إيران أرسلت أخيراً مسيّرات مقاتلة من أحدث أنواع مسيّراتها التي لم يتم الكشف عنها من قبل، وكوادر «حزب الله» غير مدربة على استخدامها، ولهذا فإنها لم تدخل المعركة بعد، مضيفاً أن أحد أهداف إسرائيل حالياً الضغط على الحزب كي يخرج أسلحته النوعية، في حين تكمن استراتيجية الأخير في الانتظار حتى الوقت المناسب على غرار ما حصل عام 2006 حين دخلت إسرائيل الأراضي اللبنانية، وانتظر الحزب عشرين يوماً حينها كي يُخرج أسلحته النوعية، وتحصل مجزرة دبابات الميركافا، واستهداف البوارج الإسرائيلية التي أدت إلى وقف الحرب حينها.
وذكر أن «حزب الله» رفض اقتراحات بإرسال نحو 120 ألف مقاتل متطوع من إيران ومن غيرها يتواجدون بين العراق وسورية، إلى لبنان، نظراً للتأثير السلبي لمثل هذه الخطوة على الوضع السياسي للحزب داخل لبنان، مضيفاً إلى أن إرسال هؤلاء المتطوعين مؤجل إلى حين يطالب الحزب بإرسالهم بسبب نقص المقاتلين، أو إلى حين اندلاع ما أطلق عليه «المعركة الأصلية الكبرى مع إسرائيل».
وأوضح المصدر أنه تقرر اعتماد السرية في إعلان الاغتيالات التي يتعرض لها قادة الحزب وكذلك ما يتعلق بتعيين الأمين العام الجديد، مضيفاً أن فلاح زادة يعتبر أن أحد أسباب نجاح الحزب خلال الأربعين سنة الماضية كانت التحركات السرية لبعض قادته الذين لم يكن البعض يعرف حتى وجوههم أو يعرف إن كانوا أحياء أو أمواتاً، وأنه بمجرد أن دخل الحزب في الحرب السورية وأصبح يتعامل مع الأجهزة الأمنية السورية والروسية انكشف قادته واستطاعت إسرائيل تجهيز بنك معلومات عنهم لاغتيالهم عند الضرورة وهو ما حصل فعلاً.