نال الشهادةَ خاشعاً عثمانُ في جوفِهِ الشفَقاتُ والقرآنُ
جمَعَ الكتابَ بنسخةٍ مضبوطةٍ مِنْ ثَمَّ وُزِّعَ ما بهِ زَيَغانُ
رُزقَ الجمالَ مع الحياءِ بكفّةٍ ميزانُها الأخلاقُ والإيمانُ
بَرٌّ تميّزَ بالسماحةِ والرِّضا وعلا على آدابِهِ الإحسانُ
نورانِ كان لهُ بطيبِ زواجِهِ فهما العطاءُ له هما رضوانُ
في هجرتينِ مضى لأجلِ عقيدةٍ قد بُوركتْ وأقرَّها الرحمنُ
في بيعةِ الرضوانِ كان مُعزَّزاً مندوبَ حقٍّ قدرَهُ هم صانوا
(إنِّ الذينَ يبايعونكَ إنِّما) عَونُ الإلهِ لَفوقهم بُرهانُ
من ثمَّ جهّزَ جيشَ عُسرٍ كاملاً ما ضرّهُ من بعدِها نسيانُ
أما التجارةُ فهي جنةُ ربهِ وقد اشترى وبقلبه عِرفانُ
وهو الخليفةُ راشدٌ مُسترشدٌ بنبيِّهِ، دستورُهُ الفُرقانُ
سِبطا رسولِ الله جندُ فدائهِ لكنَّ أمرَ اللهِ حيثُ أدانوا
هي فتنةٌ بدأت لأجلِ خلافةٍ وتشعبتْ وتراكمتْ أضغانُ
فالعُذرُ كلُّ العذرِ للقومِ الأُلى صحِبوا النبيَّ ودونهم بُهتانُ
فضلُ الصحابةِ فيهِ وعدٌ صادقٌ لهمُ البشارةُ، قُرْبُهُ وجِنَانُ
واختارهم ربي لنُصرةِ دينِهِ ونبيِّه فتسابقَ الإخوانُ
السابقونَ الأوّلونَ ومَنْ أتى من بعدهم بمحبةٍ قد عَانُوا
بِرِضَا الإلهِ، أعدَّ جناتٍ لهم نُهُرَاً بها في مائها جرَيانُ
إذْ ذاكَ فوزُهم العظيمُ ويا لها من جَنَّةٍ من طيبها الرَّيحانُ
صلَّى عليكَ اللهُ يا خيرَ الورى قد شُرِّفتْ بقدومِك الأركانُ
وتضوَّعتْ مِسكاً بعِطرِ المصطفى أرضٌ مشى بدروبها العدنانُ