أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مكتبة الكويت الوطنية، محاضرة بعنوان «المشهد السردي الكويتي في ثلاثة أجيال»، قدَّمها د. فهد الهندال، ود. أحمد الفرج، وأدار المحاضرة الشاعر عبدالله الفيلكاوي، وحضرتها المديرة العامة لمكتبة الكويت الوطنية سهام العازمي.
وعلى هامش المحاضرة، قال د. الهندال: «تناولت المشهد الروائي في الكويت، من خلال استعراض بعض التجارب، وبعض العوالم الروائية لعدد من الكُتاب. الرواية مشروع متصل يعتمد على أفكار، وخطط، ورؤية واضحة من البداية، بحيث يقدِّر الروائي قبل الشروع بهذا المشروع المدة التي سيستغرقها في كتابة هذا العمل، والزمن السردي الذي يحتمله، دون أن يترك ذلك لتطورات لاحقة خارج العمل، تحقيقاً لرؤيته التي وضعها قبل أن يكتب ويشرع الكتابة لهذا العمل».
من جانبه، أوضح د. الفرج أن «المحاضرة انقسمت إلى قسمين، حيث تم تقديمي للحديث عن تاريخ الحركة القصصية بالكويت، كون القصة بدأت قبل الرواية، والسرد بمفهومه العام يشمل جميع أنواع النثر المكتوبة، وأشهرها القصة القصيرة والرواية»، مبيناً أنه في الكويت بدأت لربما أول محاولة لكتابة قصة قصيرة لخالد الفرج، حيث كتب قصة بعنوان «منيرة»، ونُشرت عام 1929 في مجلة الكويت، لصاحبها عبدالعزيز الرشيد.
وأكد أن هناك عوامل كثيرة ساعدت في انتشار القصة القصيرة بالكويت، منها انتشار التعليم النظامي، فقد افتتحت المدرسة المباركية عام 1911، والمدرسة الأحمدية عام 1921، وأيضاً انتشار الديوانيات مع روادها المثقفين، وكذلك النخبة الثقافية من المتعلمين، ما ساهم في انتشار القصة القصيرة.
وأضاف د. الفرج أن الكثير من الكتب حاولت أن تؤرخ الحركة القصصية في الكويت، وأعطى نموذجاً لأكثر من كتاب، وقال إن مرحلة البدايات كانت عن طريق «القصة الواقعية» في الأربعينيات والخمسينيات، من خلال الأديب فاضل خلف، والكاتب فرحان راشد الفرحان، والكاتب والقاص فهد الدويري.
ولفت إلى أنه في فترة الستينيات حدثت نقلة، حيث أصبحت القصة القصيرة ناضجة فنياً عن طريق د. سليمان الشطي وغيره. أما المرحلة الثالثة، فهي مرحلة القصة القصيرة المعاصرة التي كانت عن طريق أدباء، مثل: إسماعيل فهد إسماعيل، وليلى العثمان وغيرهما، مبيناً أنه من فترة السبعينيات إلى الوقت الراهن بدأ يظهر الصوت النسوي، حيث «بدأنا نسمع صوت المرأة الكاتبة».