تعريف ما يجري!
أول العمود:
الإنجازات الروتينية لا تحتاج احتفالاً.
***
لن نحصي هنا عدد الشهداء من الفلسطينيين واللبنانيين الذين راحوا ضحايا للأعمال العسكرية الإجرامية الصهيونية، ولن نكرر الأرقام المالية الفلكية التي احترقت بعد تدمير البلدين على مر عقود وليس منذ السابع من أكتوبر 2023.
ما يجري في البلدين اليوم يجعل الإنسان العربي البسيط والمسالم يحك رأسه بحثا عن كيفية العيش بأمان، حفاظاً كرامته من هذا الكيان الوحشي المدعوم بكرم وسخاء من دول العالم المتحضر!
كيف يمكن تحقيق أُمنية العيش بأمان في ظل ما يجري من سلوك خارج عن المألوف وهو الاعتياد على القتل والتدمير دون رادع وتطبيقاً لسياسة المحو والإلغاء؟
ماذا يعني الوطن العربي بالنسبة إلى الصهاينة والدول الكبرى اليوم في ظل الاستباحة؟ هل هو مكان فارغ من القوة الرادعة؟ كيف نستطيع حماية أنفسنا من القتل والتجويع والتخويف والحصار المميت؟ هل ستقع دول عربية أخرى يوماً ما لحالة انتقائية في تطبيق القانون الدولي باتجاه تجاهله ومحوه كما يحدث في فلسطين ولبنان المنكوبين؟ هل نستطيع مجاراة عالم وحشي في مواصفاته بما نملكه من قوه متضعضعة؟ وهل لدينا القدرة على الحفاظ على محطات الماء والكهرباء وحمايتهما من القصف؟ وهل نستطيع حماية أمن بلداننا من القرصنة الإلكترونية المدمرة للاقتصادات؟ من أين يأتي غذاؤنا؟ وما علاقتنا بالعلم والتقنيات في هذا العالم (الذكي)؟ وما أوضاع الشعوب العربية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؟ وهل الأمان في إقامة علاقات (سلمية مفروضة) مع وحوش تدير العالم؟
أسئلة لا تنتهي... تُقلِق... تأخذك يميناً ويساراً... حتى تصل إلى الحقيقة الأكيدة: الضعف وقلة الحيلة في عالم وحشي.