رياح وأوتاد: كيف أعاودك وهذا أثر فأسك؟!
«كيف أعاودك وهذا أثر فأسك» مثل عربي قديم يُضرب للتحذير ممن سبق غدره وأذاه الظاهر ظهور أثر الفأس على الجسد. يوم الأربعاء الماضي تذكرت هذا المثل عند قراءتي تصريحات وزير الخارجية الإيراني الذي زار الكويت حاملاً رسالة من الرئيس الإيراني فقال: «أزور الكويت لخفض التوتر والتصعيد»، و«نحن جادون في انتهاج سياسة حسن الجوار»، و«نريد حل الخلافات مع الكويت سلمياً». وبدورنا يحق لنا أن نسأل: لماذا لم يتم العمل بهذه التصريحات من قبل؟ وهل تصرحون بها الآن بعد أن اقتربت التهديدات الأميركية والصهيونية من أبوابكم؟ ألم تكن أبواب ترسيم الحدود والقضاء الدولي مفتوحة لكم منذ زمن؟ فلماذا صدرت تهديداتكم السابقة المستفزة عن حقل الدرة الكويتي والمنشآت الكويتية؟ ألم يثبت بالأحكام القضائية النهائية والباتة أنكم دربتم وسلحتم عناصر أرادت شراً بالكويت؟
هل تنكرون أنكم ملأتم الدنيا بادعاء عداوتكم لأميركا وقلتم إنها الشيطان الأكبر ثم عقدتم معها صفقة «إيران جيت» بقيادة الكولونيل نورث؟
هل تنكرون تدخلكم وتغلغلكم في السياسة العراقية وهي دولة جارة لم تحترموا حق الجوار مع شعبها فحدث ما حدث فيها؟
ألم تشارك ميليشيات مدعومة من أطراف محسوبة عليكم في إبادة الشعب السوري، وهو شعب مسلم، ولم تتحركوا لإيقافها؟
ألم تعقدوا الصفقة الشهيرة مع أوباما عندما هدد بضرب المجرمين الذين استخدموا الكيماوي ضد الشعب السوري وحصلتم في المقابل على الاتفاق النووي والإفراج عن مليارات الدولارات المجمدة في أميركا؟
ألم تعتدوا على السيادة اللبنانية بتمويل وتسليح ميليشيات «حزب الله»، الذي خرج على سيادة الدولة اللبنانية، ثم تركتم لبنان يعاني جراحه مع بكاء الأرامل والثكالى؟
وأخيراً... ألم تتخلوا عن الشعب الفلسطيني بعد الوهم الذي نشرتموه بأن صواريخكم قادرة على دك إسرائيل وتحقيق النصر للفلسطينيين، ولكنكم انسحبتم وآثرتم السلامة لمّا تيقنتم أن الحديدة حامية عليكم، وأن منشآتكم قاب قوسين أو أدنى من تدميرها، وتركتم الشعب الفلسطيني يواجه الصهاينة وحده؟
لقد ثبت لكل عاقل أن تصريحاتكم تناقض أعمالكم التي آذت كل العواصم العربية مع ادعائكم سياسة حسن الجوار معها.
وأخيراً... نرددها لكم مرة أخرى: كيف نعاودكم وهذه آثار فؤوسكم وأذيتكم ظاهرة عندنا وحولنا؟!