شهدت أوزبكستان تغييرات سياسية كبيرة، بما في ذلك إصلاحات في تشريعاتها الانتخابية، وتبني نظام انتخابي جديد كركيزة للنظام الديموقراطي والحكم الجمهوري وحجر الأساس لسلطة الشعب. وانتقل القانون الانتخابي الجديد بأوزبكستان من نظام الأغلبية الانتخابي إلى نظام مختلط يجمع بين الأغلبية والتمثيل النسبي في انتخابات الغرفة التشريعية للمجلس الأعلى.
ويهدف هذا النظام الانتخابي المختلط، الذي يُستخدم في عدد من الدول كألمانيا وإيطاليا واليابان، إلى تحسين دقة نتائج الانتخابات وعكس المشهد السياسي في أوزبكستان بشكل أفضل. كما يسعى إلى تحقيق توازن أكبر في تمثيل المناطق في الغرفة التشريعية وتعزيز ديناميكية جديدة بين الأحزاب السياسية والمرشحين.
وسيتعين على الأحزاب الآن التركيز على إيجاد مرشحين معروفين وذوي مصداقية قادرين على التواصل الفعال مع الناخبين، كما يُمهد هذا النظام الجديد الطريق لظهور سياسيين جدد.
ويمكن تقسيم الأنظمة الانتخابية المختلطة إلى ثلاثة أنواع: الأغلبية مع تمثيل نسبي، التمثيل النسبي مع الأغلبية، والنظم المتوازنة التي تستخدم فيها الأغلبية والتمثيل النسبي بالتساوي. وقد اختارت أوزبكستان النظام المتوازن. ووفقًا للمادة 67 من القانون الانتخابي، يتم انتخاب نصف نواب الغرفة التشريعية من دوائر انتخابية فردية، والنصف الآخر من قوائم الأحزاب بناءً على نسبة الأصوات التي تحصل عليها الأحزاب في دائرة انتخابية وطنية واحدة.
في هذه الأنظمة، يتلقى الناخبون عادةً ورقتين انتخابيتين، إحداهما للتصويت على مرشح فردي، والأخرى للتصويت على حزب سياسي.
وفي أوزبكستان، تنص المادة 31 من القانون الانتخابي على أن ورقة الاقتراع للدوائر الفردية ستتضمن أسماء المرشحين بالترتيب الأبجدي مع ذكر الأحزاب السياسية التي رشحتهم، بينما تحتوي ورقة الاقتراع لقوائم الأحزاب على أسماء الأحزاب المشاركة ورموزها. ويشكل هذا النظام تحديًا للأحزاب السياسية.
وتُدخل المادة 401 من القانون الانتخابي قاعدة إلزام اللجنة المركزية للانتخابات بتسجيل ونشر قوائم الأحزاب والمرشحين الفرديين ما يعزز قدرة الناخبين على تكوين انطباعات عن الأحزاب بناءً على المرشحين.
وتتعلق أحد التغييرات المهمة الأخرى في النظام الانتخابي الأوزبكي بكيفية تحديد نتائج الانتخابات. ففي الدوائر الفردية، يُستخدم نظام «الفائز يأخذ كل شيء»، كما هو منصوص عليه في المادة 96 من القانون الانتخابي. وعلى الرغم من فعاليته، يمكن أن يؤدي هذا النظام إلى تعقيدات إذا حصل مرشحان أو أكثر على نفس عدد الأصوات.
بالنسبة للأحزاب السياسية، فقد حددت أوزبكستان عتبة انتخابية بنسبة 7 بالمئة من الأصوات للحصول على تمثيل برلماني، وذلك لمنع تفتت البرلمان من خلال تقليل تأثير الأحزاب الصغيرة التي قد تحصل على أصوات نتيجة للعشوائية أو الأخطاء في مراكز الاقتراع. ومن خلال وضع عتبة، تسعى أوزبكستان إلى ضمان أن الأحزاب المشاركة في توزيع المقاعد تتمتع بدعم كافٍ لتشكيل كتل برلمانية فعالة.
وتعكس الإصلاحات الانتخابية في أوزبكستان التطورات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها البلاد. ويُتوقع أن يُعزز الانتقال إلى النظام الانتخابي المختلط التنافس بين الأحزاب السياسية ويُعيد تشكيل الديناميات الداخلية للأحزاب، مما يقود إلى تطوير قوانين الانتخابات.