أقامت أستاذة الأدب والتحليل النفسي في جامعة الكويت الأديبة الدكتورة هيفاء السنعوسي، في رابطة الأدباء الكويتيين، أمسية ثقافية بطابع أدبي نفسي، تحمل الروح التفاعلية مع الحضور، بعنوان «الأدب وعلم النفس... علاقة تناغمية»، وكانت مختلفة في طرحها وأسلوبها، بحضور جماهيري كثيف ومتميز، بمناسبة تدشين كتابها الجديد «سيكولوجية الأدب».

وحضر الفعالية سفير المغرب علي بن عيسى، والوزيرة المفوضة في السفارة المغربية فاطمة مرزاق، والأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين حميدي المطيري، وجمع من الأدباء والمثقفين.

الأمسية التفاعلية
Ad


الجدير بالذكر أن د. السنعوسي كانت قد أسست مادة الأدب والتحليل النفسي في جامعة الكويت بالعام الدراسي 2007 - 2008، ويحتوي الكتاب على أفكار متجددة ومبتكرة، ومواضيع متنوعة غاصت من خلالها في المشاعر الإنسانية، والأعماق النفسية للحضور، في زاوية علمية تحليلية، وتميّز الكتاب بغلافه الذي رسمته المهندسة رزان أحمد العوده، ووضعت فيه أفكارها الفنية عبر الرموز الذهنية التجريدية بعناصرها الجمالية.

وتمحورت الأمسية في صورة ورش عمل كتابية ونقاشية محفزة للدماغ ومثيرة للمشاعر، وقد جمعت فيها السنعوسي بين المسارين الأدبي والنفسي، من خلال استقراء المشاعر، وتحفيز الدماغ للتفكير، وخلق حوارات ذات أبعاد تفاعلية نفسية بينها وبين الحضور الذي استجاب وتفاعل بشكل ملحوظ في إطار التعبير عن المشاعر والأحاسيس.

وفي وصفها لأمسيتها قالت السنعوسي: «خططتُ لأمسية ترتدي ثوباً مختلفاً، يتمرد على الروتين والتقليد، لذلك خططت لموضوع تفاعلي يتيح لي بناء جسر متين وعميق مع الحضور، من خلال فتح بوابات القلوب، وتبادل المشاعر، ومشاركة الأفكار المختلفة، وطرح التجارب والقصص التي تمر في حياتهم».

وأضافت د. السنعوسي، في نهاية الأمسية التفاعلية مع الحضور، «سعيدة جداً باستجابة الحضور لتطبيقات عدة طرحتها عليهم، حيث تفاعلوا وتعايشوا وركزوا بعمق مع ما طرحته من أفكار استثارت مشاعرهم ونفسياتهم، ولم يغيبوا ذهنياً لحظة عني وأنا أطرح التطبيقات الأدبية النفسية التي وضعتها لهم، والتي لامست مشاعرهم بعمق، ومن بينها سيكولوجية الرعب، وماهية مشاعر الخوف التي تنعكس في حياتهم، وكيفية التفاعل مع الأفلام المرعبة والمثيرة نفسياً، وتفاعل مع هذا التطبيق الروائية ليلى العثمان، والشاعرة أفراح مبارك الصباح، مما يشير إلى أن حبهما لمشاهدة أفلام الرعب يسدّ حاجات نفسية تتنفس في أعماقهم».

لوحة الغلاف

وتابعت د. السنعوسي: «تضمنت الأمسية تطبيقاً آخر حول قراءة لوحة الغلاف، وهي من الرسم التجريدي الذي يحتاج إلى فك الطلاسم والرموز، وقد تفاعل الحضور بقوة على المستوى النفسي، وتسارعت وتيرة القراءة النفسية التي تعكس نفسياتهم، فهم يفسرون اللوحة على ضوئها».

وأضافت: «تضمنت الأمسية كذلك ومضة مونودرامية لا يتجاوز عرضها الأربع دقائق حول نكبة الشاعر فهد العسكر الذي تعرض لمحنة نفسية كبيرة، جعلته مكتئباً ومعزولاً عن الناس تفترسه الغربة النفسية، وقسوة من أسماهم الذئاب، فكره نفسه، وضاقت به الحياة، وآثر الموت وأحبه». وقد تفاعل الحضور مع الومضة المونودرامية، من خلال الإجابة على الأسئلة المثيرة نفسياً.

واستدركت: «هناك تطبيق بطاقات التواصل مع الذات، التي تمثلت في توزيع بطاقات تحتوي على لوحات رسمتها المبدعة المتميزة المهندسة رزان أحمد العوده، وقد شاركتها في بعض اللوحات القليلة، وكتبت كلمات وعبارات تخاطب نفسية الإنسان، وتحرك فيه شيئاً ما، وهذه البطاقات أهديتها لمن شارك في التطبيق».

محور الأمسية

وأوضحت د. السنعوسي أن «الجميل في الموضوع أن الحضور كانوا هم محور الأمسية، والمشارك الأساسي فيها، وهذا ما أردته، حيث أردت أن أبني جسراً حوارياً مع الحضور، يفتحون فيه قلوبهم لي، فكل هذه اللقطات القصصية في حياتنا يجب أن نتشارك فيها، وقد أحببت هذا الانفتاح الحواري الجريء الذي سمح لي بالدخول في دهاليز حياتهم».

وختمت بقولها: «كان هدفي من الأمسية أن يعبروا عن أفكارهم وهوياتهم النفسية حول الأشياء، وأن يلقوا الضوء على مشاعرهم، ويهتموا بصحتهم النفسية، ولا يسمحوا للشخصيات السامة بدخول حياتهم وتحطيم نفسياتهم، وأردت أن يغادروا القاعة وفي أذهانهم الكثير من الأسئلة حول هوياتهم النفسية، وحول فهمهم لذواتهم، وعلاقاتهم بالآخرين».