في ظلّ منافسة شديدة، واصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديموقراطية كامالا هاريس إقناع الناخبين في واحدة من أكثر المعارك الانتخابية إثارة للانقسام في الولايات المتحدة.
وفي حين هيمنت «التهديدات والمؤامرات» على الانتخابات وأجبرت عدداً كبيراً من المسؤولين على ترك مناصبهم، حشد ترامب أنصاره في «ماديسون سكوير غاردن» بنيويورك، القاعة الأشهر في العالم، لكنها «محسوبة على أنصار هتلر»، بينما دعت هاريس إلى ملاحقة الأصوات «من حيّ إلى حيّ».
وعقد ترامب تجمّعاً في قاعة «ماديسون سكوير غاردن» بنيويورك، التي لا تزال معقلاً قوياً للديموقراطيين، لاستعراض زخم حملته الانتخابية بوجود أنصاره في «الساحة الأكثر شهرة في العالم»، غير أنّها ارتبطت بمجموعة «بوند» (Bund) الداعمة لهتلر وشهدت استضافة أحد تجمّعاتها في العام 1939.
من جانبها، دعت هاريس إلى التصويت «من حيّ إلى حيّ» وفقا لفريق حملتها، مع التركيز على السود واللاتينيين، بنية جذب أكبر قدر من الأصوات في بنسلفانيا، وهي واحدة من الولايات السبع الأكثر تنافساً، والتي ستُرجّح كفّة الانتخابات.
وتظهر استطلاعات الرأي أن أكثر من ثلث الأميركيين يشككون في نزاهة النظام الانتخابي، في حين «جعل رفض ترامب الإقرار بالهزيمة في العام 2020 الأمور أكثر تعقيداً»، وفق ما أكدت كلير وودال من معهد أبحاث «إيشيو وان»، محذرة من التداعيات الخطيرة لحملة التشكيك على إدارة الانتخابات.
وأشارت إلى أن مسؤولين انتخابيين تلقوا تهديدات ومضايقات وهجمات أجبرت العديد منهم على ترك مناصبهم، فيما يعد معدل تغيير المسؤولين الانتخابيين المحليين كبيراً بشكل خاص في الولايات التي تتقارب فيها نتيجة الانتخابات الرئاسية، بحسب تقرير صادر عن معهد «إيشو وان».
وأفاد ربع مسؤولي الانتخابات بأنهم تعرضوا للإساءة أو التهديدات بين عامي 2020 و2022، وفقاً لمسح أجراه مركز معلومات الانتخابات والتصويت غير الحزبي، بينما كشفت تامي باتريك من الرابطة الوطنية لمسؤولي الانتخابات أن التوتر المتزايد أدى إلى اعتماد تدابير أمنية غير مسبوقة، مثل السترات الواقية من الرصاص وكاميرات المراقبة وحتى القناصة المتمركزين فوق المباني بالقرب من مراكز الاقتراع.
في سياق متصل، هاجم الرئيس الأميركي جو بايدن إيلون ماسك، الذي أصبح مانحاً كبيراً للحزب الجمهوري ونائباً لحملة ترامب، بسبب النفاق بشأن الهجرة، قائلاً إن ماسك بدأ حياته المهنية الطويلة في الولايات المتحدة كـ«عامل غير قانوني» قبل أن يصبح أغنى رجل في العالم.
وتأتي تعليقات بايدن حول ماسك وتحالفه مع ترامب والنفاق بشأن الهجرة في أعقاب تقرير لصحيفة واشنطن بوست يستشهد بالمراسلات والسجلات القانونية والعديد من الأشخاص الذين ساعدوا ماسك في الحصول على تأشيرة عمل في العام 1996 بعد أن كان يعمل هنا بالفعل بدون تأشيرة.
وقال بايدن، خلال تجمع انتخابي في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا: «لقد تبين أن أغنى رجل في العالم كان عاملاً غير قانوني هنا»، مضيفاً «كان من المفترض أن يكون في الجامعة عندما جاء بتأشيرة طالب»، لكنه «يتحدث عن كل هؤلاء غير الشرعيين القادمين إلينا رغم أنه انتهك القانون».
من جهته، أكد المتخصص في السياسة الأميركية بمعهد الدراسات المتقدمة في توركو بفنلندا، أوسكار وينبرغ، أن أوروبا تستعد «جديّاً» لعودة محتملة لترامب إلى السلطة، بعد أن أصبحت اليوم أكثر عرضة للخطر مما كانت عليه خلال فترة ولايته الأولى، إذ اندلعت الحرب بالقارة في هذه الأثناء مع الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
وأوضح أن ترامب اعتمد خلال ولايته الأولى على صقور الحزب الجمهوري والجنرالات «الذين أبطؤوا بعض مبادراته الأكثر تخريباً. لكن هذه المرة، يعتزم ملء الإدارة بالمحافظين والموالين، وإقالة المسؤولين غير السياسيين ما يكسر الحواجز التي كانت تقيد سلطته».
وأشار إلى أن «الناتو» عزّز دعمه العسكري لأوكرانيا بشكل لا يعتمد على الولايات المتحدة، فقد قدم قادة مجموعة السبع قرضاً بقيمة 50 مليار دولار لكييف، علاوة على الاستعداد للردّ «بسرعة وبقوة» إذا ما فرض ترامب رسوماً جمركية مرتفعة.