الملتقى الثقافي يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على الكتابة والنشر
احتضن «الملتقى الثقافي» في موسمه الثالث عشر أمسية بعنوان «الكتابة سلعة للبيع» أدارها الأديب طالب الرفاعي، وشارك فيها د. ساجد العبدلي، وصاحب دار قرطاس للنشر والتوزيع دلي العنزي.
وشهد الملتقى حضور عدد من الأدباء والمثقفين، منهم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية السابق د. علي العنزي، والفنانة التشكيلية ثريا البقصمي، والإعلامية ليلى أحمد، والكاتب محمد العطوان، والكاتبة منال المزيد، وغيرهم.
وأكد د. العبدلي، في كلمته، الأثر العميق للتقنيات الحديثة، خصوصاً الذكاء الاصطناعي، على فن الكتابة والنشر.
وأوضح أن هذه التقنيات لم تُحدث فقط تطوراً في أساليب الكتابة، بل أثارت تساؤلات جوهرية حول الأصالة، والملكية الفكرية، وحدود المساعدة الآلية في الإبداع الأدبي.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً لا يتجزأ من صناعة المحتوى، ما يطرح تحديات جديدة تتعلق بمدى قبول هذه المساعدة التقنية في أنواع الكتابة المختلفة.
العنزي: يتعيَّن على مستخدم الذكاء الاصطناعي أن يتصف بالأمانة في استعماله
وبيَّن أن الكتابة الإبداعية التي تعتمد على الصوت الشخصي للكاتب تظل أكثر حساسية تجاه التدخل التقني، بعكس الكتابة المعلوماتية، التي يمكن فيها للذكاء الاصطناعي أن يضيف قيمة من خلال تنظيم وتحليل المعلومات.
وأكد د. العبدلي أن التحوُّل الرقمي يتطلب وضع معايير أخلاقية واضحة تحافظ على حقوق الكُتاب، وتضمن للقراء محتوى عالي الجودة، وكذلك الأصالة. وشدد على أهمية تحقيق توازن ذكي بين الإنسان والآلة، يضمن استفادة الكُتاب من إمكانيات التكنولوجيا مع الحفاظ على روح الإبداع البشري.
الأمانة العملية
من جانبه، قال العنزي: «أعتقد أن الذكاء الاصطناعي موجة يتعيَّن علينا مواكبتها، لأن فيها الكثير من الفوائد، والكثير يتخوَّفون، فمن الممكن أن تتعرَّض النصوص للسرقة عن طريق الذكاء الاصطناعي، ومن الممكن أن ينسب شخص منتجاً ليس له عن طريق الذكاء الاصطناعي، فتلك الأمور وُجدت في السابق، وترجع بالدرجة الأولى إلى ضمير الشخص، فالسرقة وُجدت قبل الذكاء الاصطناعي، والآن أصبح شيئاً ملهماً».
وتابع: «الصعوبة في الذكاء الاصطناعي تكمن في طرح السؤال بشكل صحيح، حيث ستكون الإجابة وافية، ومن الصعب الحصول عليها في أي مكان آخر. أعتقد أنه من الممكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، لكن يتعيَّن على المستخدم أن يتصف بالأمانة في استعماله، وذلك ينطبق أيضاً على استعمال الكُتب في عمل البحث، ووضع قائمة بالمصادر».
وعما إذا كانت الكتابة سلعة للبيع، قال العنزي: «إذا وجدت الأمانة، فلن تكون سلعة للبيع».