وصف سفير هنغاريا لدى البلاد أندراش سابو الكويت بأنها شريك رئيسي لهنغاريا في المنطقة، موضحاً أن الكويت أظهرت عقب اجتماعات الدورة الخامسة للجنة الكويتية - الهنغارية المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني، والتي عقدت يومي 10 و11 أكتوبر الجاري في العاصمة الهنغارية بودابست، اهتماما كبيرا بفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين، لافتاً إلى أنه يعمل على الإعداد لزيارة وفد عسكري ودفاعي كويتي لبلاده.

وفي لقاء مع «الجريدة»، كشف سفير هنغاريا أن الجانب الكويتي أظهر اهتماما كبيرا بتطوير وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، وقد حدد الجانبان خلال هذا اللقاء الأولويات والتوجهات الرئيسية للتعاون المستقبلي في مجالات عدة، بما في ذلك الاقتصاد والاستثمار والتجارة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأمن السيبراني وإدارة المياه والزراعة والطاقة المتجددة والثقافة والسياحة والتبادل العلمي والأمن الغذائي، لافتاً إلى «اننا أردنا أن تكون هذه اللجنة المشتركة لبنة من لبنات إحياء الذكرى الستين لتأسيس علاقاتنا الدبلوماسية».

Ad

وأوضح أنه «تم التوقيع خلال زيارة وزير الخارجية والتجارة الهنغاري بيتر زيجارتو للكويت، في 5 سبتمبر الماضي، على 3 اتفاقيات، ولا يزال لدينا اتفاقيتان مهمتان جدا قيد الإعداد، ونأمل أن يتم التوقيع عليهما قريبا، وهما: اتفاقية حماية الاستثمار واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي»، ولفت إلى أن «أحد المشاريع التي أعمل عليها هو الزراعة العمودية، وخاصة الجانب الرقمي منها، وكيفية القيام بجمع البيانات في هذه المزارع».

وأمل أن تكون للشركات الرقمية المجرية حصة أكبر في السوق الكويتي، «نظراً لأنها أكثر نقاط قوتنا، وللمعرفة الكبيرة التي لدينا حول الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية، وأنا متأكد من أن هذا الأمر مرحب به جدا من قبل المؤسسات الكويتية، حيث لدينا بعض الشركات التي تعمل في مجال الأمن السيبراني مع البنوك الكويتية». وتابع: «نحن موجودون بالفعل، ولكننا نحتاج إلى الارتقاء بهذه الشراكة في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه أن يدخل في معظم المجالات، وقد وقعنا بعض الاتفاقات مع مؤسسات وشركات مختلفة، وأنا متفائل حيال ذلك».

وعما إذا تم توقيع أو مناقشة أي اتفاقيات دفاعية خلال أعمال اللجنة الكويتية - الهنغارية المشتركة، قال سابو: «الدفاع هو قطاع غير مكتشف بعد، وقابلت أخيراً بعض المسؤولين في الكويت، وشرحت لهم مدى التحول الكبير في منظومة القوات المسلحة الهنغارية، وفي أبحاث قطاع الدفاع الابتكاري، وأعمل على الإعداد لزيارة وفد عسكري ودفاعي كويتي لهنغاريا».

وأوضح أنه سيُحضر نحو 20 شركة مجرية إلى الكويت، وسيقوم في العام المقبل، بالتعاون مع غرفة التجارة الكويتية، بإقامة منتدى أعمال، في محاولة لفتح أبواب جديدة للأمن الغذائي وفي مجال التطوير الطبي، وكشف أنه سيكون لديه بعض المشاريع الثقافية، حيث سيقيم في ديسمبر المقبل حفلاً موسيقياً «لأحد أفضل عازفي البيانو الذين رأيتهم في حياتي»، كما لفت إلى أنه سيقيم معرضاً عن الخزف الهنغاري بالتعاون مع متحف طارق رجب.

في المقابل، اعتبر سفير هنغاريا أن «العلاقات بين الناس تأتي عبر رحلات الطيران المباشرة بين بلدينا، وأعتقد أننا حققنا نتائج كبيرة مع شركة طيران كويتية خاصة، ونعمل بجدية كبيرة معهم، وقريباً جداً، أعتقد في نهاية نوفمبر المقبل، سنحاول توقيع مذكرة تفاهم بين هذه الشركة وبين مطار بودابست لنبدأ الرحلات المباشرة الصيف المقبل، وأنا متفائل جداً لأن الرحلات المباشرة ستجلب الأعمال والسياحة، وأستطيع أن أقول إن ثمة ضوءا في نهاية النفق مع الرحلات المباشرة».

وأعرب السفير الهنغاري عن اعتزازه وفخره في نهاية عام على بداية مهمته في الكويت، قائلاً: «أنا سعيد وفخور جدا لأن ما حققته خلال هذا العام هو أنني استطعت وضع الكويت على الخريطة المجرية، وهذا شيء مهم جدا بالنسبة لبودابست، فعلى مدى السنوات الماضية، تعززت العلاقات السياسية والاقتصادية بين بلدينا بشكل ملحوظ، ما جعل الكويت شريكاً رئيسياً لهنغاريا في المنطقة، وانعكس ذلك أيضا في نمو صادراتنا إلى الكويت، ففي عام 2023 بلغت قيمة الصادرات 51.6 مليون دولار، بزيادة قدرها 61% مقارنة بالعام السابق».

وذكر أن الكويت كانت أول دولة في منطقة الخليج تقيم علاقات دبلوماسية مع هنغاريا في 1964، وبعد فترة وجيزة من إقامة العلاقات الدبلوماسية افتتحت هنغاريا مكتباً تجارياً عام 1966، أما السفارة الهنغارية بالكويت فتم افتتاحها عام 1975، وأشار إلى أن «تواتر الزيارات الرسمية رفيعة المستوى بين دولتينا يدل بوضوح على التزام الحكومتين بتعميق العلاقات».

أمسية هنغارية... وطبق «جولاش»

احتفلت سفارة هنغاريا في الكويت بثورة عام 1956، وأقامت أمسية هنغارية في مقر إقامة السفير د. أندراش سابو، تم خلالها الاستمتاع بجزء تقليدي مجري من خلال إعداد طبق محلي الصنع يسمى «جولاش».

وكان ضيف الشرف الشيخ مبارك العبدالله، فضلا عن مجموعة من رجال الأعمال الكويتيين، وعدد كبير من الجالية المجرية بالكويت، وأصدقاء السفير من كل القطاعات في البلاد.