نتنياهو يرفض مبادرة مصر لغزة وعينه على الانتخابات الأميركية
البرغوثي يتعرض لاعتداء خطير في سجن الاحتلال
• السعودية تنظم اجتماعاً رفيعاً لتحالف «حل الدولتين»
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مبادرة لوقف إطلاق نار مؤقت في غزة، طرحها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس الأول، مشككاً في أنها تتلخص بإطلاق سراح 4 أسرى، مقابل تحرير بعض المعتقلين الفلسطينيين وهدنة لمدة يومين فقط، تمهد لعقد مفاوضات بشأن وقف دائم للحرب في غضون 10 أيام. ونقل عن نتنياهو قوله أمس: «لو كان مقترح الصفقة وقفاً للنار ليومين مقابل 4 أسرى فسأقبله فوراً».
جاء ذلك بعد أن كشفت تقارير عبرية أن المقترح المصري لقي تأييداً من كل أجهزة الأمن الإسرائيلية، ومعظم وزراء «الكابينيت»، باستثناء وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتشلئيل سموتريتش، إضافة إلى نتنياهو المتهم من خصومه بمحاولة إطالة أمد الحرب للحفاظ على موقعه السياسي.
ورغم دعم غالبية الوزراء الإسرائيليين للمقترح المصري، فإن تل أبيب قررت رفض مقترح الصفقة الصغيرة بسبب معارضة نتنياهو، الذي شدد على أن المفاوضات تتم فقط تحت النار، وفق ما ذكرت «القناة 12» العبرية، كما أتى الرفض في ختام محادثات تستضيفها قطر بمشاركة مدير الاستخبارات الأميركية المركزية وليم بيرنز ورئيس «الموساد» دافيد بارنياع، بغرض مواصلة التفاوض مع «حماس» لإبرام صفقة تسمح بإطلاق سراح الأسرى والرهائن الإسرائيليين من غزة ووقف إطلاق النار.
وذكرت شبكة «سي إن إن» أن المحادثات التي مارست خلالها إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن ضغوطاً على جميع الأطراف لدفعها لن تظهر «تقدماً كبيراً» حتى يتم إعلان الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تجرى 5 نوفمبر المقبل، حيث يعتقد أن نتنياهو يراهن على فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب لكسب المزيد من الوقت لتنفيذ أهداف الحرب التي يخوضها على عدة جبهات.
وبحسب المصدر، فإن الجولة الأخيرة من المحادثات، التي بدأت في الدوحة أمس الأول، لم تركز على الاتفاق على إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، بل ركزت فقط على بدء العملية، مضيفاً أن المباحثات تناولت الحرب في لبنان وإيران ونفوذها الإقليمي. ومن المتوقع عقد جولة أخرى من المحادثات في غضون أيام قليلة.
وصرحت مصادر في «حماس»، لقناة «الشرق» السعودية، أمس، بأن الحركة عرضت على الوسطاء خلال محادثات الدوحة، صفقة شاملة لإنهاء الحرب فوراً، على أن تتضمن هذه الصفقة أيضاً انسحاباً إسرائيلياً من القطاع في نفس الوقت الذي يتم إطلاق سراح جميع المختطفين دفعة واحدة.
وأوضح المسؤولون أنهم مستعدون لقبول المقترح المصري في حال كان جسراً لتطبيق ورقة يوليو المقدمة من الجانب الأميركي، وأنهم منفتحون على أي اقتراح يؤدي إلى تحقيق وقف الحرب أولاً، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ثانياً، وتحقيق عملية تبادل أسرى جدية ثالثاً.
وأشار مسؤول في الحركة إلى أنهم أكدوا للوسطاء أن اغتيال يحيى السنوار لن يؤدي أبداً إلى أي تراجع في مواقف «حماس» عن المطالبة بوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي أساساً لأي عملية تفاوضية قادمة، لأننا نعرف ما يريده نتنياهو بعد الحصول على الأسرى، وهو مواصلة احتلال وتدمير غزة ومواصلة اغتيال أعضاء الحركة والفصائل.
ونص الاقتراح المصري على إطلاق سراح 4 رهائن إسرائيليين، مقابل يومين من وقف الحرب، يجري خلالهما إطلاق عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، يصار بعدها إلى إجراء مفاوضات لمدة 10 أيام يتواصل خلالها وقف النار.
في سياق آخر، تعرّض القيادي البارز في حركة فتح مروان البرغوثي «لاعتداء وحشي وخطير» من جانب إدارة السجون الإسرائيلية في سبتمبر. وذكرت منظمات غير حكومية تتابع شؤون المعتقلين في السجون الإسرائيلية أن الاعتداء تم على البرغوثي في زنزانة العزل الانفرادي وباستخدام أدوات قمع وضرب مختلفة في سجن مجدو.
وبحسب المنظمات، تسبب الاعتداء على القيادي الفلسطيني «في إصابات بجسده وأضلاعه وأطرافه، ونزيف في أذنه اليمنى وجرح في ذراعه الأيمن وآلام في ظهره».
ويطرح اسم البرغوثي، وهو عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح، التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، بين الأسماء المحتمل الإفراج عنها في حال تم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و«حماس» لوقف حرب غزة التي دخلت عامها الثاني، وحصدت أرواح 43020 فلسطينياً من بينهم 96 شخصاً سقطوا خلال الـ48 ساعة الماضية.
إلى ذلك، من المقرر أن تحتضن السعودية، غداً، اجتماعاً رفيع المستوى للتحالف العالمي لتنفيذ «حل الدولتين»، يضم دبلوماسيين ومبعوثين من عدة دول ومنظمات إقليمية ودولية، وذلك لتقديم جدول زمني محدد لبناء وتنفيذ الدولة الفلسطينية وحل الدولتين على طريق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط.