ترامب يقود من نيويورك هجوماً عنصرياً على هاريس
الملفات الخارجية تعزز التباين بين المرشحين قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية
وسط أجواء صاخبة بقاعة ماديسون سكوير غاردن بنيويورك، التي دينَ فيها، شنّ المرشح الجمهوري دونالد ترامب خلال اجتماعه الختامي هجوماً لاذعاً، وصل إلى حدّ العنصرية، على منافسته الديموقراطية كامالا هاريس، التي استغلت تعليقاته لتأليب الناخبين، محذرة من «الندم» على انتخابه.
وبينما حذّر ترامب من هاريس «التي دمّرت أميركا»، قوبلت خطابات عدد من المتحدثين بهتافات مؤيدة حين هاجموا المرشحة الديموقراطية وبورتوريكو وأصحاب الأصول الأميركية اللاتينية، أثناء التجمّع المقام في المدينة التي تعد معقلا للديموقراطيين.
وسخر الفكاهي توني هنشكليف من معدل الولادات في أوساط الأشخاص من أصول أميركية لاتينية، ووصف بورتوريكو التابعة للولايات المتحدة في الكاريبي بأنها «جزيرة عائمة من القمامة». أما مقدم البرامج عبر «فوكس نيوز»، تاكر كارلسن، فسخر من خلفية هاريس، واصفا إياها بأنها «ماليزية من ساموا بذكاء منخفض كانت مدعية عامة في كاليفورنيا».
وأثارت خطابات أخرى مخاوف وانتقادات، بما في ذلك من ستيفن ميلر، أحد أكثر مستشاري ترامب اليمينيين تشددا، حين تعهّد بحملة أمنية ضد عصابات تجارة المخدرات و«المهاجرين المجرمين»، مؤكدا أن «أميركا للأميركيين فقط».
من جهتها، شددت النائبة الجمهورية، إليز ستيفانيك، المشهورة بإسقاط رؤساء جامعات هارفارد وبنسلفانيا وكولومبيا بسبب التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، على أن «نيويورك أرض ترامب»، الذي اعتبره مختلف المتحدثين ضحية المؤامرات القانونية التي دبّرها الديموقراطيون، بينما قال نجل الرئيس السابق إن «ملك نيويورك عاد ليأخذ مدينته».
واستغلت هاريس الهجمات في وقت تتنافس مع الرئيس السابق للفوز بأصوات الجاليات المتحدرة من بورتوريكو في الولايات المتأرجحة. وقالت في تسجيل نشر على وسائل التواصل إن «أهالي بورتوريكو يستحقون رئيسة ترى قوتهم وتستثمرها». ومضت في حملة مكثّفة بفيلادلفيا، كبرى مدن بنسلفانيا، والتي يعد الفوز فيها غاية في الأهمية بالنسبة للمرشحين، لتشمل نشاطاتها زيارة كنيسة للسود ومحل حلاقة ومطعم بورتوريكي. وقالت خلال تجمّع انتخابي في فيلادلفيا «علينا ألا نستيقظ في اليوم التالي للانتخابات ونشعر بأي ندم».
وتقيم هاريس اليوم تجمعا انتخابيا كبيرا في واشنطن قرب البيت الأبيض في الحديقة، حيث ألقى ترامب خطابا حماسيا في أنصاره قبل أن يقتحموا مبنى الكابيتول في محاولة لتغيير نتيجة انتخابات 2020.
ويعتمد المرشحان نهجين متعارضين تماماً في السياسة الخارجية، فبينما يرى ترامب أن بلاده لم تعد تحظى بالاحترام الذي كانت تتمتع به من قبل في العالم، تبدي هاريس حزماً في الدبلوماسية مع السعي لاعتماد موقف أكثر توازناً حيال الحرب في الشرق الأوسط، وتدعو إلى إنهاء الحرب في غزة.
وحضّ ترامب، في المقابل، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على «إنهاء المهمة»، وتعهّد بأن «يعم السلام من جديد في العالم» في حال فوزه بولاية ثانية، واتهم هاريس بأنها «تكره إسرائيل»، ويتباهى بعلاقاته مع السعودية، ويؤكد أن غزة «قد تصبح أفضل من إمارة موناكو».
وحول الملف الإيراني، يظهر كلاهما موقفا متشددا، لكنّ ترامب اتهم إدارة بايدن بالسماح لطهران «بالإثراء» على الرغم من العقوبات، وبأن ضعفها سمح لطهران بمهاجمة إسرائيل.
ويرى المرشحان أن الصين هي الخصم الاستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة، إلا أن نائبة الرئيس اعتبرت أن ترامب عندما كان في السلطة «باعنا إلى حدّ كبير في حين كان يتعين اتباع سياسة تجاه الصين تضمن تفوّق الولايات المتحدة في المنافسة».
وأشار الرئيس السابق إلى أن إدارة بايدن حافظت على الرسوم الجمركية التي فرضها على بعض السلع الصينية. وإذ أظهر ترامب نفسه أكثر عدوانية تجاه دولة يصفها بأنها عدوة، إلا أنه شكك في قيام الولايات المتحدة بدعم تايوان في حال تعرّضها لغزو صيني.
كما يتجلى التباين بين المرشحين بشكل واضح في ملف حلف ناتو، فهاريس تشيد بترميم الولايات المتحدة تحالفاتها في عهد بايدن، بما في ذلك داخل الحلف الأطلسي، بعدما شابتها خلافات خلال ولاية ترامب، وهي تعتبر أن خصمها «أضحوكة» لقادة العالم.
في المقابل، أثار المرشح الجمهوري ضجة عندما قال إنه سيشجّع بوتين على «فعل ما يشاء» في حال لم تفِ أي من دول «ناتو» بالتزاماتها المالية تجاه الحلف الذي تقوده واشنطن. وشهدت ولاية ترامب انسحاب واشنطن من اتفاقيات متعددة الأطراف، مثل تلك المتعلقة بالمناخ والاتفاق حول برنامج إيران النووي، وحروبا اقتصادية ولقاءات غير معتادة على غرار اجتماعه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.