مع خطتها لإسقاط المنظومة الصحية بمحافظة شمال غزة وتدمير مستشفياتها الأربعة، نفّذت إسرائيل مذبحة دموية في بيت لاهيا بقصفها مبنى سكنياً بالصواريخ وقتل 100 والتسبب بفقدان أكثر من 40 وإصابة العشرات.

وقال الإعلام الحكومي بغزة، في بيان، إن الاحتلال ارتكب «مذبحة فظيعة ومروعة» بقصفه عمارة عائلة أبوالنصر المكونة من 5 طوابق، مؤكداً أنه كان يعلم أنه «يتواجد فيها أكثر من 200 نازح معظمهم من الأطفال والنساء الذين شردهم من أحيائهم».

Ad

وأوضح البيان أن الهجوم يأتي بالتزامن مع خطة إسرائيل «إسقاط المنظومة الصحية في شمال قطاع غزة وتدمير وإخراج المستشفيات الأربعة عن الخدمة، ومنع الأدوية والمستلزمات الطبية»، مطالباً المجتمع الدولي بإدخال وفود طبية جراحية ومركبات إسعاف ودفاع مدني على الفور.

واعتبرت حركة حماس أن الهجوم «إمعان بالإبادة في ظل العجز العربي الرسمي والصمت الدولي»، محذرة من أن شمال غزة يتعرض «لحملة تطهير عرقي وتهجير ممنهج، على مرآى ومسمع العالم».

وعشية مذبحة بيت لاهيا وتقطع السبل بنحو 100 ألف مدني شمال غزة، أقر الكنيست بأغلبية ساحقة، أمس ، قانوناً يحظر عمل وكالة «الأونروا» داخل إسرائيل، في خطوة أثارت موجة استنكار وغضباً دولياً.

ورغم معارضة واشنطن وتحذير مجلس الأمن، مرر الكنيست، أمس ، نصاً ثانياً يحظر على المسؤولين الإسرائيليين العمل مع «الأونروا» وموظفيها. وسيدخل القانونان حيز التنفيذ بعد 90 يوماً.

ونددت عدة عواصم أوروبية وعربية وكذلك الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ومنظمات الصحة العالمية واليونيسف والتعاون الإسلامي والهجرة الدولية بحظر إسرائيل لأنشطة «الأونروا»، التي اعتبر مفوضها فيليب لازاريني أن ذلك «سابقة خطرة تزيد معاناة الفلسطينيين» ويشكّل أحدث حلقة في «حملة مستمرّة لتشويه سمعة» الوكالة.

وإذ حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من «عواقب مدمرة» للقانونين الإسرائيليين، اتهم الأردن إسرائيل بالسعي لاغتيال الوكالة سياسياً.

ودانت مصر وتركيا والعراق وألمانيا وفرنسا قرار الكنيست، الذي أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أنه يعرض حياة ملايين الفلسطينيين للخطر.

واعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية أن قرار الكنيست «إعلان حرب على ملايين اللاجئين»، مبينة أنه سيمنع «الأونروا» من العمل بالضفة الغربية وغزة وسيؤدي إلى الاستيلاء على مقرها في حي الشيخ جراح بالقدس وإيقاف حساباتها البنكية ورفع الحصانة عن موظفيها.

وأوضحت أن «الأونروا» تقدم خدمات مهمة لنحو 6 ملايين لاجئ، كالتعليم والصحة والنظافة، مشيرة إلى أن 19 مخيماً في الضفة سيبيتون دون تعليم أو صحة أو خدمات، وسيحرم أكثر من 300 ألف طالب بغزة من التعليم وسيواجهون حرب تجهيل.

ومع استئناف المحادثات في قطر، طرح مدير الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز اتفاقاً لوقف النار بغزة لمدة 28 يوماً وإطلاق «حماس» سراح 8 رهائن وإسرائيل لعشرات الأسرى، بحسب موقع «أكسيوس».

وجرت وفق مصدر مطلع مناقشة «إطار موحد جديد يضم المقترحات السابقة ويأخذ في الاعتبار أيضاً التحديات الرئيسية والأحداث الأخيرة في المنطقة».

وبعد يوم من اقتراح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي هدنة يومين وتبادل 4 رهائن ببعض الأسرى، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن رئيس الموساد ديفيد برنيع ناقش مع بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن «مشروع اتفاق جديد»، لافتاً إلى أن «المفاوضات ستتواصل في الأيام المقبلة بين الوسطاء وحماس لبحث جدوى السعي لاتفاق».

وفيما شدّد الرئيس الأميركي جو بايدن على أن الحرب يجب أن تنتهي، أكدت قطر استمرار العمل مع إدارته «حتى اللحظة الأخيرة» قبل انتخابات الرئاسة لوقف إطلاق النار في غزة.

وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: «لا نتوقع أي نتيجة سلبية للانتخابات على عملية الوساطة نفسها. ونتعامل مع مؤسسات، وفي بلد مثل الولايات المتحدة فإن المؤسسات مهتمة بإيجاد حل لهذه الأزمة».