• بداية نود تعريفنا بالجمعية الكويتية لاختلافات التعلم «KALD»؟

ــ الجمعية هي منظمة إنسانية غير ربحية تأسست عام 2007 من أجل مساعدة الطلبة ذوي اختلافات التعلم (صعوبات التعلم واضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة) في مدارس التعليم الخاص والنوعي في الكويت، وقد اختار مجلس أمناء الجمعية عبارة «اختلافات التعلم» في تسميتها لإدراكهم أن الأشخاص المعنيين هم أشخاص أذكياء وقادرون ليس على التعلم فقط بل على التفوق إذا توافرت لهم طرق التدريس المتخصصة، والدعم النفسي والاجتماعي من الأسرة والمدرسة والمجتمع.

Ad

• ما الفرق بين اختلافات التعلم أو صعوباته واضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة، وما العلاقة بينهما؟

ــ علينا أن نفرق بين صعوبات التعلم واضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة فهما مختلفان لكنهما متصلان. فبين كل عشرة اشخاص لديهم الاضطراب يكون لدى أربعة منهم صعوبة تعلم واحدة أو أكثر خصوصاً القراءة والكتابة، كما أن كل عشرة اشخاص لديهم صعوبات تعلم بينهم اثنان لديهما هذا الاضطراب.

وصعوبات التعلم الأكاديمية وهي القراءة والكتابة والرياضيات منشؤها خلل بسيط في الدماغ يؤثر على وصول وتفسير المعلومات المقروءة أو المسموعة بدون وجود أي مشاكل في السمع أو البصر.

فخلال القراءة قد يقوم الطالب مثلا بتبديل حرف بحرف أو يحذف أحد الأحرف أو يزيد كلمة، وتكون النتيجة بطء في القراءة وعدم فهم ما يقرأ.

أما اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة فهو ثلاثة أنواع: الأول هو فرط حركة، والثاني تشتت الانتباه، والثالث هو النوع المختلط بحيث يكون لدى الطالب فرط حركة وتشتت انتباه معا.

• ذكرت أن مساعدة هؤلاء الطلبة يجب أن يشترك فيها ثلاث جهات: الأسرة والمدرسة والمجتمع. فما دور الأسرة بالذات؟

ــ أول أدوار الأسرة الملاحظة أن لدى الطفل مشكلة، ثم العمل على تثقيف أنفسهم وطلب المساعدة من الجهات المختصة لإيجاد الحلول، التي يكون أولها وأهمها طلب التشخيص المبكر والدقيق لطفلهم.

وبهذه المناسبة أود أن أشير إلى أن الجمعية تعمل حاليا على افتتاح وحدة تشخيص لكي توفر هذه الخدمة لأولياء الأمور، وللمساعدة في التشخيص السليم قبل بدء الخطط العلاجية، والتي سترى النور قريباً.

• لديكم حملة توعية باضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة، فماذا عنها؟

ــ هي حملة نطلقها في أكتوبر كل عام بالتزامن مع حملة شهر أكتوبر العالمية للتوعية باضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة، ويستطيع الزائر أن يستفيد من الخدمات التي نقدمها مثل استشارات من متخصصين وفحص لمؤشرات الاضطراب والتعرف على البرنامج التربوي المتكامل الذي تقدمه الجمعية، وقد وجهنا اهتمامنا هذا العام للبالغين لتوعيتهم بأن عددا كبيرا منهم قد ترجع معاناتهم في الحياة الدراسية أو العملية أو الاجتماعية إلى هذا الاضطراب، ولدعوتهم الى إجراء التشخيص الذي يقودهم الى طلب مساعدة المتخصصين في كيفية التعامل مع مشاكلهم.

• هل لديكم مشاريع قُدمت إلى جهات في الدولة؟

ــ نعم قدمنا عدة مشاريع للدولة من أجل تطوير هذا النوع من الخدمات التي تقدم للطلبة من هذه الفئة، وأهمها مركز التميز التربوي لاختلافات التعلم الذي نأمل أن يرى النور قريباً، وهو مشروع يقدم خدمات أكاديمية ونفسية واجتماعية لعدد كبير من الطلبة.

• ما المعوقات التي تواجهونها؟

ــ لدينا مشكلة كبيرة في صغر المكان، فمقر الجمعية هو عبارة عن بيت خاص وهو لا يفي بالاحتياجات الكبيرة التي تمكّن الجمعية من تقديم خدمات عديدة لأكبر عدد من الطلبة وأسرهم ومدارسهم، إذ نوفر الخدمات الاكاديمية والنفسية والاجتماعية للطلبة في مقر الجمعية من خلال البرنامج التربوي المتكامل الذي يعمل منذ 2019 وعليه اقبال كبير، لذلك نحن في حاجة إلى دعم من خلال توفير مقر للجمعية للمساعدة في تقديم خدماتنا لمن يحتاجها، والمجتمع المدني مهما عمل بالنهاية لن يخدم إلا شريحة محدودة، بينما إذا تحول الامر إلى مشروع دولة فستكون الفائدة أعم وأكبر لأن الدولة لديها إمكانيات أكبر وتستطيع توفير خدمات أفضل لأبنائنا من ذوي الإعاقة.

• ما رأيك في مشروع مجمعات التربية الخاصة؟

ــ إن الدولة مهتمة بدمج الطلبة ذوي الإعاقة في مدارس التعليم العام أسوة بالدول المتقدمة، وهو أمر ضروري من اجل المستقبل، وهذا لا يلغي الحاجة إلى وجود خدمات التربية الخاصة، فنحن نؤمن بأن تدريب المعلمين على كيفية إدارة صفوف هذه النوعية من الطلبة لتحقيق افضل النتائج، أساس للدمج التعليمي الناجح.

ونحن بحاجة إلى تخطيط استراتيجي، وأنا متفائلة بأن الدولة متجهة إلى التطوير والتنمية في هذا المجال، ومن المفيد أن يكون المواطن على معرفة ويمارس دوره كشريك في مساندة هذه الخطط، فقد انتهى الزمن الذي يسند كل شيء للدولة، فالمواطن عليه مسؤولية في خدمة وطنه.

• ماذا عن تعاون وزارة التربية معكم؟

ــ حقيقة هناك تعاون مع وزارة التربية في العديد من المجالات، فنحن نعمل على تنفيذ مشروع جائزة المعلم المتميز ومشروع الطالب المثابر كل عام، بالتعاون مع الوزارة لتنفيذ هذه المشاريع دون أي معوقات، لكننا نأمل تعاونا أكبر في التخطيط لكل المشاريع المتعلقة بالطلبة من ذوي الإعاقة التعليمية.

• كيف كانت رحلتك في مجال التطوع؟

ــ رحلتي في العمل التطوعي بدأت منذ 18 سنة، لأنني مؤمنة بأن أي تطور في أي بلد ليس مسؤولية الدولة وحدها، بل هناك جانب يقع على المواطن نفسه، ونحن كمواطنين علينا مسؤولية تجاه وطننا، يجب علينا جميعا كل في مجاله تقديم ما نستطيع لرفعة بلادنا.

وعندما وجدت أن العديد من الطلبة في مدرسة ابني يعانون الفشل الدراسي وما يترافق معه من مشاكل نفسية واجتماعية استطعت بما كنت أعرفه عن صعوبات التعلم واضطراب تشتت الانتباه في ذلك الوقت ان أستشعر أن أبناءنا الطلبة بحاجة الى مساعدة، وعندها قررت انشاء هذه الجمعية لأن هناك أشياء لا يمكن عملها إلا من خلال عمل منظم له صفة قانونية.

• ما الرسالة التي تحبين توجيهها إلى كل مواطن؟

ــ يجب على كل موطن أن يكون لديه سعة صدر، وأن يتقبل عملية التطوير والتغيير من حال إلى حال، لأنه من الطبيعي أن يكون هناك بعض الإزعاج لبعض الجهات وكل شيء يحتاج إلى وقت، والبناء يحتاج إلى وقت خصوصا بناء الانسان.

والعمل التطوعي والإحساس بالقدرة على العطاء رحلة جميلة، والكل لا يختلف على ذلك، فالعطاء شيء متميز، والدين الإسلامي حث على العطاء وخدمة الناس، وهي رسالة إنسانية، وأنا أحث الجميع على التطوع لأن الأوطان تبنى وتنمو بجهود أبنائها.

• هل من كلمة أخيرة تختمين بها؟

ــ أود أن أثني على دور الإعلام في نقل رسالتنا، لأنه لولا الإعلام ما تحقق أهم هدف في خطتنا ألا وهو التوعية، لأن التوعية هي السبب في الوصول إلى آلاف الأسر والطلبة الذين نعمل جاهدين لمساعدتهم.

تعاون مع «التربية» لتدريب المعلمين

أكدت الساير وجود تعاون مع وزارة التربية في مجال تدريب المعلمين، مضيفة: «نفتخر بهذا التعاون على مدى السنين ونأمل استمراره».

وأضافت الساير أن الدولة تتجه إلى تنفيذ مشروع الدمج في التعليم، وهو إدخال الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في نظام التعليم العام، وهذا يحتاج إلى توفير الدعم والخدمات اللازمة لتمكينهم من تحقيق أقصى إمكاناتهم التعليمية، وهذا مقرون بإعداد الميدان التعليمي لهذه النقلة النوعية. وأوضحت أن الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم لديها إمكانيات لتدريب المعلمين فيما يتعلق بتسهيل دمج الطلبة من ذوي اختلافات التعلم (صعوبات التعلم واضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة) على أحدث الطرق العلمية، وقد تواصلنا مع «التربية» بهذا الخصوص وننتظر موافقتها على هذه البرامج.