قبل أقل من أسبوع من موعد الانتخابات الأميركية، تنّصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب من تهمة «الفاشية»، مؤكداً أنه «ضدّ النازية تماماً»، في وقت كشف مراقبون أنه يستعد لخوض «حرب عصابات قانونية» لرفض أي هزيمة محتملة، وقام بتعبئة كتائب من المحامين والمؤيدين، مما يزيد من شكوك الناخبين في واحدة من أكثر الانتخابات تنافسية. وبينما لم تحسم استطلاعات الرأي نتيجة السباق الرئاسي قبل أيام من الاقتراع المقرر في الخامس من نوفمبر، يجمع الأميركيون على توقع واحد، وهو أن ترامب لن يرضى بالهزيمة، وقد أعدّ عملية غير مسبوقة للطعن في النتائج في حال لم تكن لمصلحته. وتوقع مراقبون أن يسارع ترامب إلى إعلان فوز متسرع بمجرد انتهاء التصويت، فيما يعمل أنصاره على عرقلة التصديق على النتائج عبر شنّ حرب عصابات قضائية على جبهات متعددة، وفق ما وصفت صحيفة «لوموند» الفرنسية. وحذرت الصحيفة من احتمال اندلاع أعمال عنف ترتكبها مجموعات أو أفراد معزولون محسوبون على ترامب، مشيرة إلى أن السلطات الاتحادية والمحلية اتخذت تدابير أمنية استثنائية لحماية لجان الانتخابات المحلية، حيث سيتم إغلاق الشوارع وتعزيز دوريات الشرطة، ونشر قناصين على المباني المحيطة بمراكز الاقتراع في مقاطعات «ساخنة» مثل ماريكوبا بولاية أريزونا.

كما زوّدت السلطات المتطوعين المسؤولين عن العدّ بإجراءات تنبيه عبر رسائل نصية قصيرة وأجهزة اتصال لاسلكي في حالة حدوث اضطرابات، فيما حدد الباحثون نورمان آيسن وسمارا أنجل وكلير بون من معهد بروكينغز 50 مقاطعة حساسة في الولايات السبع المتأرجحة.

Ad

ووفقاً لهم، تعتبر 11 ولاية متفجرة، وبشكل خاص أريزونا وجورجيا ونيفادا وبنسلفانيا. وأشاروا إلى إضرام مجهولين النار الاثنين الماضي في صندوقي اقتراع ببورتلاند وفانكوفر.

تصويت مبكر

وشهدت الانتخابات الأميركية الحالية إقبالاً كبيراً على التصويت المبكر، بلغ 43 مليون صوت حتى الآن، خصوصاً في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وكارولينا الشمالية، تقدم فيها ترامب بـ54 بالمئة من الأصوات، وفق توقعات مجلة «ذي إيكونوميست»، مؤكدة أن هذه الأفضلية تأتي بفضل الجهود المكثفة التي يبذلها الجمهوريون لحشد ناخبيهم، بينما يضاعف الديموقراطيون مبادراتهم لتشجيع المشاركة، خصوصاً بين الشباب والأقليات.

وخلصت المجلة إلى أن معدل المشاركة في هذه الانتخابات سيكون عاملاً حاسماً، لافتة إلى أن التصويت المبكر في ولايتي جورجيا وكارولينا الشمالية سجل أرقاماً قياسية. وعلى الرغم من أن الديموقراطيين يتمتعون بتفوق طفيف هناك، فإن الفارق لا يزال ضئيلاً، بينما يبقى التنافس محتدماً في ولايات حاسمة مثل ميشيغان، حيث يسعى كل حزب إلى حشد قاعدته بشتى الطرق.

في هذه الأثناء، حثت هاريس في مرافعتها الأخيرة الأميركيين على طيّ صفحة ترامب، وحشدت 20 ألفاً من أنصارها في حديقة إليبس خارج البيت الأبيض، وهو نفس المكان الذي حشد فيه منافسها مؤيديه قبل اقتحام مقر الكونغرس الأميركي في 6 يناير 2021، في حركة رمزية لتعزيز حجتها بأن الرئيس الجمهوري السابق يشكل تهديدا للديموقراطية الأميركية.