شددت الكويت وروسيا على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة وفتح ممرات إنسانية للحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا وتقديم المساعدة للسكان المدنيين في القطاع.

وأكد وزير الخارجية عبدالله اليحيا، أمس الأول، حرص الكويت على فتح آفاق جديدة للتعاون مع روسيا ولاسيما في مجال الأمن الغذائي، مشيراً إلى أنه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على تطوير علاقات البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب.

Ad

جاءت تصريحات الوزير اليحيا في مؤتمر صحافي عقده مع لافروف عقب مباحثاتهما في موسكو في إطار الزيارة الرسمية التي يجريها وزير الخارجية والوفد المرافق له إلى روسيا.

وشدد اليحيا على أن مباحثاته مع نظيره الروسي «مثمرة وبناءة» وتناولت سبل تطوير العلاقات «القوية والتاريخية» بين البلدين لاسيما أن الكويت أول دولة خليجية تقيم علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي في عام 1963 بينما يحتفل البلدان هذا العام بمرور 61 عاماً على إقامة هذه العلاقات «التي نفخر بها وبمستواها».

ونوه اليحيا بالتطور الذي تشهده العلاقات الكويتية - الروسية في مجالات كالأمن الغذائي والتعاون العسكري والتعليمي والثقافي.

وأضاف أنه أطلع لافروف على المحادثات التي أجريت مع الجانب العراقي بشأن ترسيم الحدود البحرية لما بعد العلامة رقم 162 وأنه «كان هناك تطابق في وجهات النظر حول أهمية إنهاء ترسيمها»، مشيرا أيضا إلى «التطرق للتطور الإيجابي في العلاقات الثنائية بين الكويت والجمهورية الإسلامية الإيرانية».

وذكر أن مباحثاته مع نظيره الروسي تناولت أيضا الأوضاع الإقليمية وعلى رأسها الحرب على قطاع غزة، قائلا: «هناك تطابق في وجهات النظر بضرورة وقفها فورا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع» ولاسيما أن «ما نشاهده في غزة يدمي القلوب»، داعيا المجتمع الدولي إلى العمل على وقف هذه الحرب مع ضرورة تحمل مجلس الأمن الدولي لمسؤولياته في هذا الصدد.

المساعدات الإنسانية

وأشار إلى أن «الكويت من أوائل الدول التي سارعت إلى إنشاء جسر جوي لإرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى غزة، وأقلعت الطائرات الكويتية منذ اليوم الأول للحرب، وتم إدخال المساعدات إلى القطاع، وسنستمر في هذا المسعى».

وبشأن الحرب الروسية - الأوكرانية، قال الوزير اليحيا إنه تم التعبير عن موقف الكويت الداعي إلى وقفها في أسرع وقت، واللجوء إلى الحوار والحلول السلمية.

وحول الوضع في سورية، قال وزير الخارجية إنه «تم تجديد موقف الكويت الواضح وأملها وسعيها لمساعدة الشعب السوري في إيجاد الأمن والسلم الذي يستحقه».

وفيما يتعلق بلبنان، قال الوزير اليحيا إنه «تم التواصل مع الحكومة اللبنانية لتوفير ممر بحري وإيصال المساعدات إليها».

اللجنة المشتركة

من جهته، قال لافروف إن «المباحثات تناولت سبل تطوير العلاقات الثنائية مع الكويت في مختلف المجالات، وأكدنا على الدور الذي تؤديه اللجنة المشتركة المعنية في هذا المجال».

وأضاف لافروف أن «المباحثات تناولت كذلك زيادة النشاط السياحي بين الكويت وروسيا»، مشيرا إلى «تضاعف أعداد السياح الكويتيين القادمين إلى موسكو خلال العام الجاري بفضل افتتاح خط جوي بين موسكو والكويت في فبراير الماضي علاوة على تسهيل حصول المواطنين الكويتيين على تأشيرة سياحية إلى روسيا».

وأشاد بموقف الكويت «المتزن» حيال الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وأضاف أن «روسيا لا ترى حتى الآن أي بادرة من أوكرانيا للتوصل إلى إقامة سلام عادل وحقيقي».

وبشأن التطورات الإقليمية، قال وزير الخارجية الروسي إن المباحثات أكدت الرفض القاطع للقصف العشوائي للأحياء المدنية في قطاع غزة وقتل المدنيين وغير ذلك من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني.

وأكد لافروف ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية للحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا وتقديم المساعدة للسكان المدنيين، داعيا إلى «الإسراع في خلق الظروف المواتية لاستئناف المباحثات الشاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار يجب العمل من أجل استئناف المفاوضات بهدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية».

تهجير الفلسطينيين

وأعرب لافروف عن رفض روسيا القاطع لأي حديث عن تهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء في مصر، مشددا على أن «الفكرة تتنافى تماما مع مصالح الفلسطينيين ومصر، وتتناقض مع مساعي السلام في المنطقة».

وبشأن الوضع في سورية، قال لافروف إن المباحثات شهدت التأكيد المشترك على ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة هناك على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة والقاضية بضرورة الحفاظ على سيادة سورية وسلامة أراضيها.