الاحتلال الإسرائيلي يهجّر بعلبك و«حزب الله» مستعد للقتال أشهراً
قاسم يستبعد خرقاً سياسياً قبل «رئاسية» أميركا... وتل أبيب تناقش «هدنة الـ 60»
قصفت إسرائيل، أمس، مدينة بعلبك شرق لبنان، التي شهدت حركة نزوح واسعة ستكون لها تداعيات كبيرة على الداخل اللبناني، بعد أن وجّه الجيش الإسرائيلي إنذاراً لإخلاء المدينة التي يسكنها أكثر من ربع مليون شخص، وذلك قبل خطابٍ هو الأول للأمين العام الجديد
لـ «حزب الله» نعيم قاسم، قال فيه إن حزبه مستعد للقتال أشهراً، مستبعِداً حصول أي اختراق في مفاوضات وقف إطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة الثلاثاء المقبل 5 نوفمبر.
جاء قصف مدينة بعلبك، التي تضم آثاراً رومانية يعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام والمدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1984، في وقت تواصلت لليوم الثالث المعارك العنيفة على تخوم مدينة الخيام الجنوبية، في أعمق توغل للقوات الإسرائيلية منذ بدء القتال، ما يعكس مرحلة جديدة من العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، باستهداف المدن الكبيرة، وذلك بعد قصف متكرر على مدينة صور.
وقبل قليل من خطاب نعيم قاسم، الذي يقول الخبراء، إنه يفتقد بشكل واضح للكاريزما التي كان يتمتع بها سلفه حسن نصرالله، أعلنت إسرائيل أنها نجحت في قتل نائب قائد «قوة الرضوان»، وحدة النخبة في «حزب الله»، والذي يدعى مصطفى أحمد شحادي، وذلك في مدينة النبطية الجنوبية.
وفي حدثٍ أمني آخر، أوقف سكان في منطقة عالية بجبل لبنان، التي تسكنها أغلبية درزية، شاحنات صغيرة تحمل ذخائر وصواريخ، بعد أن استهدفت غارة إسرائيلية شاحنة محملة بالذخائر قرب عاريا على طريق بيروت ـ دمشق.
إلى ذلك، قال قاسم، إن برنامج عمله في قيادة الحزب هو استمرار لبرنامج سلفه، متعهداً بأن حزبه سيواصل تنفيذ خطة الحرب التي وضعها نصرالله الذي قُتل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت 27 سبتمبر الماضي.
ودافع قاسم، في كلمته المسجلة التي حاول فيها الظهور بشكل مختلف عن خطاباته الثلاثة الأخيرة بعد اغتيال نصرالله، عن قرار حزبه في إسناد غزة، كما دافع عن إيران المتهمة بالتدخل في الشؤون اللبنانية، مشدداً على أن حزبه لا يقاتل بالنيابة عنها.
وإذ أعلن إطلاق اسم «معركة أولي البأس» على الحرب الحالية، ذكر قاسم أن حزبه مستعد للقتال «أياماً وأسابيع وشهوراً»، متمسكاً بمبدأ «الميدان هو الأساس»، مع إقراره بأن الحزب أمامه «تضحيات كبيرة».
وأكد أن الحزب استعاد عافيته بعد الضربات الكبيرة التي تلقاها، وأنه لا فراغ تنظيمياً في صفوفه.
وعن وقف إطلاق النار والمفاوضات، قال قاسم: «لن نستجدي وقف إطلاق النار، بل مستمرون في الحرب مهما طال الزمن»، موضحاً أنه «لم يُطرَح حتى الآن مشروع توافق عليه إسرائيل ويكون قابلاً للنقاش من جهة حزب الله».
واعتبر أن «الانتخابات الأميركية محورية، والنتائج (نتائج مفاوضات إطلاق النار) من بعدها، وكل الذي يحكى الآن هو طحن في كركعة» بلا نتيجة.
وكان لافتاً انقطاع خطاب قاسم مراراً على بعض المحطات بينها «المنار» الذراع الإعلامية لـ «حزب الله»، في حين فضّلت شاشات لبنانية تلفزيونية قطع البث عن الكلمة لتغطية الغارات العنيفة على بعلبك.
من جهته، أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين أمس، أن الحكومة الأمنية تناقش شروط الهدنة مع «حزب الله»، وذلك بعد أن ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين ناقشوا مطالب تل أبيب لهدنة تستمر 60 يوماً.
وتشمل هذه المطالب انسحاب «حزب الله» إلى شمال نهر الليطاني، ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود مع إسرائيل، وآلية تدخل دولية لفرض تطبيق الهدنة، وضمان احتفاظ إسرائيل بحرية التحرك في حال وجود تهديدات.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك، ومستشار الرئيس الأميركي للشرق الأوسط والمبعوث الخاص آموس هوكشتاين، توجها إلى إسرائيل لمناقشة شروط وقف إطلاق النار في لبنان.