باغداساريان: العلاقات الأرمنية - الكويتية لها خصوصية وإيجابيات مشتركة
أُقيمت في مركز اليرموك الثقافي أمسية ثقافية على شرف سفير أرمينيا سارمين باغداساريان وحرمه، تضمنت حفل تدشين كتاب «أرمينيا بعيون كويتية» لمؤلفه كامل العبدالجليل، تلتها أمسية موسيقية من تقديم الجمعية الثقافية والتعليمية الأرمنية.
في البداية، شكر السفير باغداساريان دار الآثار الإسلامية، خصوصاً المشرفة العامة لدار الآثار الإسلامية الشيخة حصة الصباح، على احتضان مركز اليرموك هذه الأمسية، لافتاً إلى أن لدار الآثار الإسلامية معنى خاصاً جداً بالنسبة له، كونه مفتوناً بكنوز الشرق وثقافته.
وبخصوص الكتاب، قال باغداساريان إنه من دواعي سروره استضافة العبدالجليل ضمن الوفد، مبيناً أنه خلال هذه الزيارة شاهد العبدالجليل «مناظرنا الطبيعية، والتقى شعبنا، وتفاعل مع تقاليدنا»، وكانت النتيجة كتاب يقدِّم للقراء نافذة على ثقافة أرمينيا، وتاريخها، من خلال أعين كويتية.
أكد السفير باغداساريان أهمية العلاقات بين أرمينيا والكويت، وأن «للعلاقات الأرمنية - الكويتية خصوصية وسمات إيجابية مشتركة، في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وعبر أكثر من 65 عاماً نشأت وتطورت بين الشعبين الصديقين علاقات طيبة وروابط وطيدة، من خلال العمالة الأرمنية التي وفدت إلى الكويت، وشغلت الكثير من المهن بكفاءة، وأمانة وإخلاص، ومع مرور السنين، فتوثقت العلاقات الأرمنية - الكويتية في إطار الدبلوماسية الدولية، وتبلور معها الشكل الجديد للعلاقات الثقافية المتميزة».
من جانبه، ألقى العبدالجليل كلمة متميزة، ومن مقتطفات ما قال: «سنحت لي فرصة رائعة لزيارة بلد يتمتع بمزايا كثيرة، ومقومات فريدة، وموارد ثرية، جعلته جاذباً للزيارة واستكشاف الأسرار الكامنة فيه، بما يمتلكه من طبيعة جميلة، وشعب طيب ومضياف، ومواقع سياحية متنوعة تناسب مختلف الأذواق والميول والرغبات، من المدن المزدهرة ذات التراث، والتاريخ الناطق بالآثار والمباني العريقة، إلى الجبال الشاهقة، ومنها السهول والوديان والحقول العامرة بالأنهار والبحيرات والشلالات، وخيرات الزراعة والثروات المتنوعة».
وذكر أنها كانت زيارة شخصية رسمية ثقافية الطابع والغرض، بدعوة من الشيخة حصة الصباح، بصفته، آنذاك، الأمين العام لـ «الوطني للثقافة»، للمرافقة بهذه الزيارة مع وفد من المتطوعين العاملين على خدمة ورفعة دار الآثار الإسلامية في زيارة إلى أرمينيا بناءً على دعوة من قرينة رئيس الجمهورية السابق نونا ساركيسيان، وشاركهم في السفر والحضور سفير أرمينيا لدى الكويت باغداساريان وعقيلته.
وأضاف العبدالجليل: «هذا الشغف في توثيق رحلة أرمينيا، التي كانت من 15 حتى 17 سبتمبر 2019، ولَّد إعداد هذا الكتاب (أرمينيا بعيون كويتية)، تعزيزاً للعلاقات الاجتماعية والثقافية المتطورة، والصداقة الطيبة التي تجمع بين الكويت وأرمينيا، رسمياً وشعبياً، منذ زمن بعيد».
وأكد أنه حرص في هذا الكتاب على أن يشمل ألواناً وأموراً عن الحياة في أرمينيا، ووصف الثقافة بمفهومها الواسع، شاملاً ذلك ديموغرافية السكان، والنظام السياسي، والاقتصاد، والسياحة، والمتاحف، ومراكز الفنون التشكيلية، والمكتبة الوطنية، والموسيقى الأرمنية، والغناء، والأوبرا، والمأكولات، والأسواق الشعبية، ثم عرض لواقع العلاقات الاجتماعية، والعلاقات الثقافية الكويتية - الأرمنية، وجوانب تفعيل الاتفاقية الثقافية المشتركة بين البلدين الصديقين.
وتلا تدشين الكتاب عرض موسيقي لفرقة الجمعية الثقافية والتعليمية الأرمنية، حيث قدَّم المشاركون مجموعة من المقطوعات الأرمنية التقليدية والمعاصرة عزفاً على آلة الكمان قدَّمته ماريان أرتينيان، فيما قدَّمت الغناء: لوسي كاهكيدجيان، وهاكوب بوكرافوريان، وكارولين غودجيغيان، وكيفورك تيماميان، وفاتشي تاشجيان، وليلى كارابيديان، وروزدوم سركيسيان، ما جعل الجمهور يتفاعل بشكل عاطفي مع الأداء، حيث أتاح لهم فرصة للاستمتاع بتجربة موسيقية فريدة تعكس التراث الثقافي الأرمني.