قبل أيام فقط من الاقتراع المقرر في 5 نوفمبر المقبل، حذّرت المرشحة الديموقراطية، المدعية العامة السابقة، كامالا هاريس، في مرافعتها الختامية من عودة «الطاغية» و«لمهووس بالانتقام» دونالد ترامب، الذي واصل حملته في «الولايات المتأرجحة»، متحدثاً عن «تزوير في بنسلفانيا»، مما ينذر بأزمة بعد التصويت، لاسيما أنه لم يصرح حتى الآن بنيّته الاعتراف بأي هزيمة محتملة في الانتخابات.

وأمام نحو 75 ألفاً من أنصارها، حضّت هاريس من على منصة نصبتها في حديقة ذي إليبس أمام البيت الأبيض، وهو نفس المكان الذي حشد فيه منافسها الجمهوري مؤيديه قبل اقتحامهم مقر «الكونغرس» الأميركي في 6 يناير 2021، الأميركيين على كتابة «الفصل التالي» ورفض الفوضى والانقسام الذي أحدثه ترامب.

Ad

واعتبرت أن ترامب «ليس مرشحاً للرئاسة يفكر كيف سيجعل حياتكم أفضل. إنه شخص غير متزن، مهووس بالانتقام، يستنزفه الإحساس بالظلم ويسعى لسلطة مطلقة»، محذرة من أن الانتخابات بمنزلة اختيار بين «دولة متجذرة في الحرية لكل أميركي أو دولة تحكمها الفوضى والانقسام».

وذكّرت بأن ترامب وقف في نفس المكان منذ نحو 4 سنوات و«أرسل حشداً مسلحاً» إلى «الكابيتول»، وتعهدت برئاسة مختلفة، فيما رأى مدير وكالة الأمن القومي، نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأسبق، بوبي إينمان، أن التصويت لمصلحة هاريس يُعد أمراً مهماً للغاية للأمن القومي والوحدة، لاسيما أن ترامب مثير للانقسام، ولا يخفي إعجابه بقادة مستبدين وتجاهله المبادئ الديموقراطية.

في المقابل، سعى ترامب للتقليل من أهمية تجمّع هاريس، عبر تنظيم تجمّع انتخابي أمام مجموعة من أنصاره في منتجع مارالاغو بفلوريدا، حاول خلاله التخفيف من حدّة جدل أثاره تجمعه الانتخابي الذي أقيم بقاعة ماديسون سكوير غاردن في نيويورك، حيث وصف فكاهي مؤيد له بورتوريكو بأنها «جزيرة عائمة من القمامة».

كما نظّم ترامب تجمعاً في مدينة ألينتاون بولاية بنسلفانيا التي تقطنها أغلبية من أصول لاتينية، تظاهر العشرات منهم منددين بالمرشح الجمهوري، ورددوا شعارات مثل «المهاجرون يجعلون أميركا عظيمة!» التي تشبه شعار ترامب «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، إلى جانب دعوات مثل «ترامب... ارحل».

غير أن ترامب شدّد على أن هاريس هي التي تحمل «رسالة كراهية وانقسام»، وقال إن هناك غشاً وتزويراً في التصويت المبكر لانتخابات الرئاسة في مقاطعة لانكستر، بعد أن أعلن مسؤولو الانتخابات وإنفاذ القانون أنهم يحققون في حوالي 2500 نموذج تسجيل للناخبين التي يحتمل أن تكون مزوّرة.

وأضاف: «لقد سجلنا رقماً قياسياً على الإطلاق في التصويت المبكر، بالمناسبة، لذا إذا كان لديك بطاقة اقتراع بالبريد، فأرسلها على الفور، لأنهم بدأوا بالفعل في الغش في لانكستر. لقد غشوا.. لكننا أمسكنا بهم».

وتأتي تصريحات ترامب بعد أن قالت المدعية العامة لمقاطعة لانكستر، هيذر آدامز، الجمعة الماضي، إن المحققين وجدوا غشاً في الطلبات، بما في ذلك عناوين غير دقيقة ومعلومات تعريف شخصية وخط يد مكرر وتوقيعات غير متطابقة، فيما أكد نائب رئيس مجلس انتخابات مقاطعة لانكستر، راي داجوستينو، أنه تم فحص نحو 2500 نموذج تسجيل للناخبين بحثاً عن احتيال محتمل وتزوير.

وتخيم مخاوف من تكرار الفوضى التي شهدتها الولايات المتحدة قبل 4 سنوات على انتخابات هذا العام، مع إشارة ترامب إلى أنه قد يرفض مرة أخرى قبول النتيجة إذا هُزم.

وتظهر الاستطلاعات أن السباق شديد الاحتدام بين هاريس (60 عاماً) وترامب (78 عاماً) قبل أيام من موعد الاستحقاق، لاسيما في «الولايات المتأرجحة»، وفق معهد الاستطلاعات (538).