وقعت مؤسسة البترول الكويتية، أمس، اتفاقاً استراتيجياً مدته عامان مع مؤسسة النفط الوطنية الكورية، يقضي بتخزين 4 ملايين برميل من النفط الخام الكويتي في منشأة التخزين التابعة للمؤسسة الكورية في أولسان بكوريا الجنوبية، استكمالاً لمذكرة التفاهم التي وقّعتها الجهتان في شهر يونيو الماضي.
وتم توقيع الاتفاقية في احتفالية أقيمت، أمس، على مسرح مؤسسة البترول الكويتية، ومثّلها نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي الشيخ نواف السعود، وعن مؤسسة النفط الكورية الرئيس التنفيذي، د. دونغ سب كيم، بحضور كبار المسؤولين وممثلين من وزارة الخارجية وسفير كوريا الجنوبية لدى البلاد، تشونغ سوكبارك.
وأعرب السعود، في كلمته خلال الاحتفالية، عن اعتزازه بالعلاقة التاريخية التي تربط مؤسسة البترول الكويتية بمؤسسة النفط الوطنية الكورية، واصفاً إياها بأنها «علاقة استراتيجية» على الصعيدين الاقتصادي والتجاري.
وأوضح أن هذا الاتفاق يوطد الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، ويؤكد التزام مؤسسة البترول الكويتية وحرصها على تقديم خدمات استباقية لشركائها، تحقيقاً لأحد أهداف استراتيجيتها، إضافة إلى كونها مزوداً موثوقاً لإمدادات الطاقة للأسواق العالمية عموماً والسوق الكوري خصوصاً.
من جانبه، قال العضو المنتدب للتسويق العالمي بالمؤسسة الشيخ خالد الأحمد، في كلمة مماثلة، إن هذه الاتفاقية تجسّد أهداف استراتيجية المؤسسة الخاصة بالتخزين الاستراتيجي بالقرب من الأسواق الحيوية، مما يضمن توافر النفط الكويتي في السوق الكوري وبقية القارة الآسيوية.
وأكد أن الاتفاقية تعزز سلسلة إمدادات مؤسسة البترول الكويتية وقدرتها على الاستجابة السريعة للطلب في الأسواق، لا سيما في ظل المتغيرات الجيوسياسية الإقليمية.
وفي اتصال مع «الجريدة»، قال السفير الكوري الجنوبي لدى البلاد بارك تشونغ سوك: «يسعدني أن أشهد حفل التوقيع هذا، لأن هذا العام يصادف الذكرى الستين للتعاون بين بلدينا في مجال الطاقة».
وأضاف تشونغ: «في عام 1964، قامت مؤسسة النفط الكورية، باستيراد أول نفط خام من الكويت، لتبدأ أول مصفاة لها، مما شكل بداية شراكة طويلة الأمد، التي كانت منذ ذلك الحين العمود الفقري للنمو الصناعي والتنمية الاقتصادية في كوريا».
وتابع: «منذ ذلك الحين، والنفط الكويتي يتدفق باستمرار إلى كوريا، مغذياً صناعاتنا ومغذياً تقدمنا، حتى في أوقات التحديات السياسية والاقتصادية، واليوم، يتم توريد 100 مليون برميل من النفط سنوياً من الكويت إلى كوريا».
وأشار إلى أن «الشركات الكورية تساهم بكل فخر في مشاريع الطاقة الكويتية الكبرى، مثل محطة استيراد الغاز الطبيعي المسال، ومشروع الوقود، ومصفاة الزور»، مضيفاً «وبينما نتطلع إلى المستقبل، فإن تعاوننا في قطاع الطاقة يتوسع في مجالات جديدة، لا سيما في مجال الطاقة المتجددة والصناعات ذات القيمة المضافة العالية».
وقال: «إنني على يقين تام بأن هذا التعاون سيكون له دور فعال في تعزيز رؤية الكويت وتحويلها إلى دولة رائدة إقليمياً في مجال التنمية المستدامة، وتوقيعنا اليوم هو شهادة على عمق ودوام الصداقة بين بلدينا».
وذكر أنه «منذ اليوم فصاعداً، سنتشارك في الإشراف على 4 ملايين برميل من النفط الخام، مما يعزز مصائرنا الاقتصادية. فالنفط، الذي غالباً ما يشار إليه على أنه شريان الحياة للاقتصاد الحديث، يربط بلدينا معا ليس فقط كشريكين تجاريين، بل أيضا كإخوة اقتصاديين».
وأكد تشونغ أنه «مما لا شك فيه أن هذه الشراكة الاستراتيجية ستعزز بلا شك الروابط الاقتصادية بين بلدينا، مما يعزز الازدهار المتبادل لسنوات قادمة. وإنني على ثقة بأننا من خلال البناء على هذه الشراكة، فإننا نمهد الطريق لتعاون أكبر في المستقبل».