• ما المحفزات التي دفعتك إلى كتابة إصدارك الجديد «على مائدة الحياة»؟
- الكتاب مستمد من الواقع ومبني على المنطق، فمن البديهي أن يكون المحفز الأول هو الواقع الذي نعيشه والاختلالات التي تعترينا منه، ومن غير المعقول ككتاب أن نرى ما نعيشه نحن وأقراننا ونغمد القلم! بل يجب علينا التوعية، ويبقى الحافز المشترك بين جل الكتاب هو المحطات التي نمر بها سواء مادية أو معنوية، فتخليد هذه المحطات واستخراج درس منها للآخرين خير من مرورها مرور الكرام. ورسالة الكتاب نبيلة، وهي محاولة الإصلاح والإرشاد من خلال مستجدات الواقع، ومن حاز القلم كمن حاز السيف في الوغى!
• يتكون الكتاب من نصوص تتناول تنمية العلاقات الاجتماعية، كيف ترى أهمية تلك العلاقات في حياة الإنسان؟
- الإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه، يحتاج إلى تواصل معين في حياته اليومية بين أخذ وعطاء مادي ومعنوي، كما أن الفرد يحتاج إلى علاقات لتنمو أفكاره وترتقي، وتجعله على قدر العيش والحياة، وهذا ما يجسد معنى العلاقات الاجتماعية، فلا أحد يمكنه العيش منفرداً من دون علاقات اجتماعية.
• الكتاب يستعرض تجارب واقعية مختلفة، هل هناك قصة معينة أو تجربة شخصية ألهمتك بشكل خاص خلال كتابة هذا العمل؟
- لا يوجد أي تجربة أو قصة شخصية وراء هذا الكتاب، بل الواقع المعيش جعلني أستشهد بقصص معينة لتدعيم المحتوى، ولجعل القارئ يعيش الدور فيها.
• كيف استطعت أن توازن بين الإخبار والسرد القصصي في كتابك «على مائدة الحياة»؟ وما الهدف من هذا الدمج؟
- لقد وظفت أسلوب السرد القصصي من باب تدعيم المحتوى وجعل حيثياته مبنية على أسس واقعية محضة، فالقصص القصيرة تجعل القارئ يلعب الدور، ولا يقع في فخ الملل والروتين، فيستلزم محطات معينة في الكتاب تجعله يغوص في أعماق الحروف والكلمات، من هذه المحطات القصص.
• هل واجهتك تحديات معينة أثناء الكتابة؟
- جاء هذا العمل بعد انقطاع مؤقت عن الكتابة، واطلاع واسع على عدة كتب ومراجع تهم المضمون والمحتوى، وجاءت تطبيقاً لما نعيشه في الحياة اليومية من الجانب النفسي تحديدا،
كما أنني اخترت الموضوعات بعناية فائقة رغم كثرة الموضوعات الرائجة في المجتمع، وخاصة المتعلقة بفئة الشباب التي أنتمي إليها، ما يجعل الكاتب في حيرة بشأن الاختيار وإعطاء الأولوية لموضوع على حساب آخر.
• تتحدث في الكتاب عن «كيف نتعامل» في مختلف جوانب الحياة. برأيك، ما القواعد الأساسية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان في تعامله مع الآخرين؟
- لو فتحنا هذا الباب لن نعطيه حقه، وإنما نشير إليه من خلال ما تحدثت عنه في الكتاب. التعامل السلس تكون قاعدته متينة ممزوجة بين الأخلاق الرفيعة، وبين الحكمة في التعامل وبذل الحيلة السلبية، فإذا لم يكن التعامل مبنيا على الثقة فلا يكون صاحب مفعول ونتيجة، كما أن البذل والأخذ ضروري في العلاقات مع الآخر، فالأخذ دون عطاء يكون محل كرهٍ ونفور. وقد تبنّى الكتاب قواعد جرى تناولها في فصول عدة، نترك البوح عنها حتى لا نفسد فضول القارئ.
• يرى البعض أن الكتابة يمكن أن تكون وسيلة لتجاوز الأزمات، هل تعتقد أن كتابة «على مائدة الحياة» ساعدتك في معالجة أي تجارب صعبة؟
- الكتابة عموما متنفس لمن يمارسها، قد تعين على تجاوز الأزمات، وقد تعين على التأهيل ومحاولة الإصلاح، وقد تعين على البوح، وليس بالضرورة أن ما تكتبه ينطبق عليك شخصياً، وبالنسبة إلي أنا من رواد إصلاح الفكر للتماشي مع الواقع.
• يبدو أن الكتاب يتناول تقلبات الحياة، كيف ترى دور الحكمة والمرونة في التعامل مع هذه التغيرات؟
- الحكمة تلعب دوراً هاماً في العلاقات الاجتماعية، بل وفي الحياة بوجه عام، فالحكيم يتعامل مع الموقف بروية وهدوء بحثا عن الحل، كما أن عقبات الحياة تكسب الإنسان الحكمة وتكوّن له نظرة شاملة عنها، بل وتصقل شخصيته ليكون في أفضل نسخة له.
• هل لديك خطط لكتب قادمة، حدثنا عما ستتناوله في أعمالك المستقبلية؟
- نعم، في جعبتي الكثير للقارئ... العمل القادم على الطريق سيكون رواية تتناول موضوعا مهما، يهم الشباب الآن ويستهوي رغباتهم.
• في النهاية، ماذا تأمل أن يخرج به القارئ بعد الانتهاء من قراءة «على مائدة الحياة»؟
- رددت كلمة «التغيير» كثيرا في الكتاب، فكلي أمل أن القارئ بعدما دعوته إلى الحديث على مائدة الحياة أن يتغير، وكلي أمل أن يصبح على دراية تامة بأن «منْ لا يتغيّر سيهلك».