في تصريح لـ «الجريدة»، قال مساعد وزير الخارجية لشؤون المعهد السفير ناصر الصبيح، «لقد ارتكز مرسوم إنشاء معهد سعود الناصر الصباح 350/2006 على نقطة أساسية مهمة هي رفع قدرات منتسبي وزارة الخارجية وتدريبهم، بحيث يكونون مؤهلين للعمل الدبلوماسي بشكل أمثل لتمثيل دولة الكويت في الخارج والداخل، ويضاف لذلك أن المرسوم نص على أن المعهد يجب أن يكون له دور مباشر في التنسيق مع وزارات ومؤسسات الدولة المختلفة في إعداد دورات تدريب لرفع القدرات وتنمية المهارات لموظفي الدولة كافة بحيث يكون هناك تماثل بين كافة منتسبي الوزارات من حيث مستوى العلم والدراية والتدريب وحسن الفهم ومواكبة التطورات العلمية في كل ما يتلعق بأداء الموظف لاعماله بشكل أمثل».
مواكبة الأحداث
وأضاف أن المعهد منذ نشأته يواكب الأحداث، فكل شهر ندوات أو محاضرات يستعرض فيها أحداث العالم لإلقاء الضوء وإعطاء بعد آخر للمواضيع، ولا يعنينا في المعهد من يتفق أو يختلف حول الحدث أو موضوع المحاضرة، لاننا نعتمد التعاطي بشكل موضوعي وحيادي ولا نتخذ فيه موقفاً، وما يجري في معهد سعود الناصر كمؤسسة ثقافية لا يعكس موقف الدولة إنما يعكس موقف المتحدث نفسه في تلك المحاضرة أو الندوة حول الأحداث، لذلك انطلاقاً من هذه النقطة يتعاطى الجميع بأريحية كبيرة سواء كان المحاضر أو المتلقي.
التعليم الذكي
وكشف الصبيح أن المعهد بالتعاون مع وزارة الخارجية يعمل حالياً على إنشاء منصة التعليم الذكي، وهي منصة نطمح أن تخدم من لا يسعفه الحظ بالتواجد في الكويت بسبب عمله أو دراسته في الخارج من منتسبي «الخارجية» الذين يعملون في بعثات الوزارة بمختلف دول العالم بحيث نمكنهم من خلال المنصة من أن تصلهم المعلومة عن بعد، وفي الوقت اللأمثل لهم حسب توقيتهم، إضافة لذلك فإن معهد سعود الناصر بالتنسيق مع ديوان الخدمة المدنية نجح في تأمين 23 بعثة وإجازة دراسية داخل وخارج الكويت، منها مقعدان في جامعات التميز، وكان لذلك صدى إيجابي كبير داخل أروقة وزارة الخارجية لأن منتسبيها وجدوا في ذلك داعماً حقيقياً لتحقيق طموحاتهم على هذا الصعيد، والحصول على شهادات عليا في كل التخصصات العلمية، وهذا الأمر نطمح من خلال التنسيق مع الديوان أن يكون نهجاً مستمراً، وأن تكون هناك قيمة مضافة للمجموعة الملتحقة بالبعثات والإجازات الدراسية في مقار أعمالهم من بوابة معهد سعود الناصر الدبلوماسي.
وقال إن الجهات الفنية التي لها مكاتب في الخارج عبر سفارات دولة الكويت دائماً ما نصيغ لكوادرها الدبلوماسية برامح متخصصة كون هذه الفئة تعمل في الخارج فترات محددة، ونمنحهم دورات عن طبيعة الدور المنوط بهم ومهامهم وطريقة التعاطي والمحاذير والواجبات والقانون الدبلوماسي وكيفية التفاعل معه بشكل يضيف لرصيد دولة الكويت ومكانتها المميزة عالمياً.
التعيين في «الخارجية»
وأكد أن نظام وزارة الخارجية بالنسبة للالتحاق بالعمل لا يعتمد على النظام المعمول به في ديوان الخدمة المدنية، فعملية الالتحاق بالخارجية تكون من خلال إعلان خاص بها يحدد التخصص والمؤهلات المطلوبة والعدد المطلوب، ومن يتقدم للاختبار ويجتازه يلتحق بدورة تدريب لمدة عام دراسي كامل يتلقى خلالها المتدرب كل المواضيع المرتبطة بطبيعة عمله المستقبلي في قطاعات وزارة الخارجية المختلفة سواء كان محلياً أو خارجياً، وهذه الدورة مرتبطة بتقييم، وبناء عليها فإن اجتياز المواد الدراسية للدورة يؤهل صاحبها للانضمام لوزارة الخارجية، وعليه فالمسألة مرتبطة بنجاح ورسوب، لذلك نحث جميع المتدربين على بذل الجهد الكبير لتجاوز هذه النوعية من الاختبارات والتأكيد على أن مسألة الالتحاق بالعمل في الخارجية ليست مضمونة، وتخضع لمعايير معينة.
وزاد الصبيح أن هذا الاحساس يعزز الحافز في نفوس المتدربين ويجعلهم سباقين للتفاعل والتعاطي وتقديم أفضل قدر ممكن من المهنية لديهم من خلال وجودهم في الدورات التدريبية والتزامهم بالحضور والمشاركة، وهنا يكون بناء الشخصية الدبلوماسية بأن الموظف بعد التخرج من هذه الدورة الدراسية يظل مدة عام بمعزل عن الإدارة التي يفرز بها، ويكون على قدر كافٍ من المهنية والمسؤولية وفي مقدوره التعامل مع وظيفته المستقبلية بعد التخرج.
وقال إن منتسبي وزارة الخارجية، بمعزل عن رتبهم وتوصيفهم الوظيفي، نحرص على أن نتواصل معهم من خلال منحهم الدورات التدريبية التي تناسب طبيعة أعمالهم، وفي كثير من الأحيان نستشف آراءهم في الدورات التي يطمحون لها حيث إن بعض الادارات بحكم الاختصاص لديها مواضيع تكون على دراية بها، وينظرون لها بنظرة أعمق، وهذ يخدمنا في معهد سعود الناصر في إقامة الدورات المناسبة لمنتسبي الخارجية.
دعم وزير الخارجية
وأوضح أن وزير الخارجية عبدالله اليحيا بصفته رئيس مجلس الإدارة في معهد سعود الناصر الصباح، ونائب وزير الخارجية بصفته نائباً للرئيس، يدعمان المعهد بكل الجوانب، وارتباطهما لصيق بالمعهد لاسيما أن البرامج المتخصصة لا يتم تفعيلها إلا بعد اعتمادها من مجلس الادارة برئاسة وزير الخارجية، وكل هذه البرامح ليست من واقع تفتق الذهن في حينه إنما هو نهج متفق عليه، وان هذه البرامج ليست جامدة إنما مرنة وتتفاعل مع المحيط، لذلك دائماً ما نتواصل مع الجهات ذات العلاقة، ونستشف منها البرامج التي يكون موظفوها بحاجة لها تعزيزاً لأدائهم، وتعظيماً لدورهم في العمل وخدمة الكويت على مختلف الصعد.