في أغسطس 2012، وبعد عام تقريباً من الحرب الأهلية السورية، سافرت إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن لإجراء تحقيق صحافي، ووثقت بالصوت والصورة مآسي اللاجئين، وعشت أحداثاً دراماتيكية لم تكن على البال أو الخاطر أشبه بفيلم أميركي مشوق من إخراج المبدع كوينتن تارانتينو، وفي أثناء الأحداث خرجت أخبار أن بعض اللجان الخيرية تزوج السوريات بشكل رسمي وموثق وعلى سنّة الله ورسوله، وعلى الرغم من أن الزواج حلال فإنني كتبت في ذلك الوقت مقالاً انتقدت من استغل الحرب السورية لأهواء نفسية وغايات شيطانية بالزواج من الحرائر السوريات، وأن هذا الزواج يحب أن يكون في ظرف غير هذا الظرف المأساوي، حتى لا يستغله ضعاف النفوس، بل على شدة عدائي للكيان الصهيوني المحتل إلا أنني لم أتطرق في أي مقال لي بالإساءة للنساء الإسرائيليات.

ما ذكرته هو مقدمة للدخول إلى صلب الموضوع بعد أن انتشر فيديو لأحد الأشخاص يقول فيه «قالوا لي إن نساء غزة اشتغلن بالدعارة من أجل لقمة العيش»، فكان عليه ألا ينقل ما سمع، وأقول لكل المتصهينين: خسئتم وخبتم وخاب مسعاكم وقبحكم الله يا صغار، ألا تعلموا أن النساء الغزاويات أطول منكم هامة وقامة، وأنهن أرجل منكم في مواجهة العدو الصهيوني، والله وبالله وتالله بالرغم من أني اختلفت مع «حماس» في حربهم ضد الصهاينة وطريقة تعاطيهم مع الأحداث وأن طوفان الأقصى جلب الدمار والخراب فإننا مهما اختلفنا معهم فهم إخوة لنا وأعراضهم مصونة، ولا يمكن أن نوالي العدو الصهيوني على حساب أن «حماس» من الإخوان، وأن حزب الله شيعي، فكان على هذا التافه ألا ينقل الكلام الذي سمعه ويبثه على مواقع التواصل ليستفيد منه المجرم اليهودي إيدي كوهين وأمثاله، ويجعلوا الفيديو مادة يتسلون بها بحجة أن حماس من الإخوان المسلمين، وأن الطعن بأعراضهم مباح، فليس من الرجولة ولا المروءة ولا الشهامة أن يصل الفجور في الخصومة إلى التعدي على أعراض خلق الله، فلا يقوم بهذه الأعمال الدنيئة إلا الخسيس.

Ad

ثم أما بعد:

فجروا في الخصومة، وباعوا ضمائرهم وأخلاقهم، وتجاوزوا كل الأعراف والأخلاق في هتك الأعراض وتتبّع عورات النساء من أجل حفنة من المال.