في هذا الزمان ابتلينا بالمسلم اليائس الذي يرى أن أي انتصار للمسلمين في عصرنا الحالي هو من أحلام العصر، فهذا المسلم اليائس كان في السابق يحمل صفة اليأس، ثم أصبحت هويته، والدليل بعد انتصار طالبان الذي جاء بعد ثبات قوي، تجد هذا اليائس ما زال يبث يأسه في الحرب على غزة، وفي كل حرب يكون فيها الطرف الآخر مسلماً، ولن يذهب يأسه، وينتهي إلا بخروج المهدي في آخر الزمان، وهذا غلبان مسكين.

وابتلينا بالمسلم الحاقد والغيور- غيرة النساء طبعاً- هذا كان يبث يأسه في عودة طالبان للحكم، وبعد عودتها لم يتقبل هذا الثبات الذي أثمر الانتصار، فجعلها عدوة له، وما لبث أن بدأ بتحقير هذا الانتصار! وهذا الحاقد حالياً يمارس الدور نفسه في الحرب على غزة، وهذا النوع من المسلمين يرزح تحت قيد الشوفينية، ويعرف أصحابه بـ«الوطنجية» و«غلاة التبديع».

Ad

الأول لديه اعتقاد أعمى أن دولته وحكومته هما الأبطال فقط في محيطه القومي والجغرافي، لذلك هو لا يتقبل أي فكرة انتصار على العدو أو حتى مقاومته من المحيط الذي يعيش فيه، دون أن يكون لدولته وحاكمه دور فعال في هذا، وفي الوقت ذاته تجده يبرر خضوع دولته وحاكمه للدول الأقوى التي هي خارج محيطه، ويتمنى من كل الدول التي تعيش معه في هذا المحيط أن تخضع معه!

الثاني خلط الدين بالشوفينية، وهذا لديه تعصب أعمى ويظن أن فرقته هي الناجية من النار فقط، وأما بقية الفرق إما كفار عند بعضهم أو مبتدعة عند بعضهم الآخر، والعذر بالجهل والتأويل عندهم يكون على حسب مزاج كبارهم، والمزاج عند الكبار متقلب حسب الأرصاد النفسية، وهؤلاء منغلقون تماماً في محيطهم الفكري، ولا يريدون لأي فرقة ليست على فكرهم أن تنتصر، حتى لو كان العدو صهيونياً، فهم يظنون أن هذا الانتصار هو انتصار عليهم، وعلى فكرهم، وذلك بسبب انغلاقهم المنهجي، فهم معزولون تماماً، وكأن هذا الكون لا يسكنه إلّا هُم والفرق الإسلامية الأخرى فقط، لذلك تجدهم في عداء دائم مع تلك الفرق الإسلامية بعيداً عن كل الأهوال والمعاناة التي يعيشها المسلم المستضعف في أصقاع الأرض!

نقطة مهمة:

«يقوم الطرفان بدور البغال التي تحمل أعداءنا على ظهورها وتطوف بهم البلاد الإسلامية».