هاريس وترامب يتنافسان على «الأقليات» حتى الأمتار الأخيرة
قبل أربعة أيام فقط من الاقتراع المقرر الثلاثاء المقبل، كثّف المرشحان الديموقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، من حملتيهما في مسعى لاستمالة أصوات الأقليات، لاسيما الناخبين من أصول لاتينية وإفريقية والمسلمين، والتي قد تحسم نتيجة الانتخابات بعد أن أظهرت الاستطلاعات الأخيرة أن النتائج بينهما متقاربة على المستوى الوطني وفي الولايات المتأرجحة.
وتحتدم المنافسة بين هاريس وترامب، إذ لم يحقق أي منهما تقدماً مريحاً، وفق استطلاع أجراه في الأيام الأخيرة مركز «أ ب ــ نورك» لأبحاث الشؤون العامة، والذي أشار إلى أن شعوراً عاماً من الإحباط يخيّم على السباق الرئاسي خلال الأسبوع الأخير من الحملة.
وسعت هاريس ومنافسها ترامب إلى جذب الناخبين المتحدرين من أميركا اللاتينية خلال زيارتهما لولاية نيفادا أمس الخميس، وهي أصغر الولايات السبع المتأرجحة التي من المتوقع أن تؤدي دوراً حاسماً. ويمثل الأميركيون من أصل لاتيني نحو 30 في المئة من سكان نيفادا، وعادةً ما يكونون مصدر قوة للديموقراطيين، لكن ترامب حصل على دعم 38 في المئة منهم في سلسلة من استطلاعات الرأي أجرتها «رويترز - إبسوس» هذا الشهر، ارتفاعاً من 32 في المئة خلال الفترة ذاتها في 2020.
وأظهرت الاستطلاعات حصول هاريس على دعم 50 في المئة من أصوات الناخبين من أصل لاتيني، مقارنة مع 54 في المئة حصل عليها الرئيس الديموقراطي جو بايدن في أكتوبر 2020.
ووجدت هاريس، التي تحاول أن تتميز عن بايدن، نفسَها في خضم جدل تسبب فيه الرئيس الديموقراطي الثمانيني عندما وصف الثلاثاء الماضي أنصار ترامب بأنهم «قمامة»، في حين ذهب الملياردير الجمهوري إلى حدّ الصعود إلى شاحنة جمع قمامة في جولة خلال حملته الانتخابية، وتوّجه إلى نيومكسيكو في خيار مفاجئ نسبياً، إذ إن هذه الولاية شبه مضمونة للديموقراطيين.
وحشدت هاريس مشاهير عدة من أصول لاتينية كجنيفر لوبيز في لقاء انتخابي بلاس فيغاس، وخطبت في الجالية المكسيكية بولاية أريزونا، في حين وعد ترامب مجدداً بوضع حدّ لما يصفه بأنه «غزو» للمهاجرين. وواصل المرشحان تبادل الاتهامات بإحداث شرخ في البلاد التي تعاني انفصاماً سياسياً، وفق ما تظهر استطلاعات الرأي التي تعجز عن فرز متصدر.
ومع اقتراب موعد الانتخابات تزيد المخاوف من احتمال الاعتراض على النتيجة، بل حصول أعمال عنف إذا لم يفز ترامب.
وفي مؤشر إلى هذا التوتر المسيطر، تحولت مراكز الاقتراع في مناطق تشهد منافسة شرسة وكانت موضع توتر كبير في الانتخابات الماضية، إلى حصون يحميها سياج فولاذي وأجهزة كشف معادن.
وأدلى في هذه الأثناء أكثر من 57 مليون ناخب بأصواتهم بالفعل عن طريق التصويت المبكر أو عبر البريد، وهو ما يزيد على ثلث إجمالي الأصوات في عام 2020.