لا تقتصر فوائد التوابل على منح الأطعمة التي تتناولها نكهات لذيذة، بل تمتد لتشمل جوانب طبية. وتتعدد التوابل التي قد تدخل في علاج بعض الأمراض خاصة السرطانية منها.
ويكتسب الكركم أهمية عالية، نظراً لمادة الكركمين الموجودة فيه، إذ أثبت بعض الدراسات أن هذه المادة تمنع تشكل ونمو وانتشار الأورام السرطانية، ما يجعلها من التوابل المهمة في علاج السرطان والوقاية منه، علماً أن للكركم تأثير فعّال بالنسبة لسرطان الثدي.
ويحتوي الفلفل الأسود على عنصر فعّال يعرف بـ«بيبيرين البوليفينول»، ويعتقد أن هذه المادة تقي من سرطان الثدي، وذلك بمنع تشكل الخلايا السرطانية وإعادة تشكلها من الخلايا السرطانية في أنسجة الثدي، علماً أن الأدوية الكيميائية المستعملة في علاج سرطان الثدي قد تكون ذات تأثير سام، فضلاً عن أن هناك أبحاث جديدة أظهرت أن مادة بيبيرين في الفلفل يمكن أن تمنع انتشار أنواع أخرى من السرطان.
وتعد مادة الـ«الأليين» هي العنصر الفعال في الثوم، ويتميز هذا العنصر بقدرته على منع نمو الخلايا السرطانية، إذ أظهرت الاختبارات التي أجريت على الفئران نتائج مذهلة لهذه المادة بالنسبة لانتشار سرطان البروستاتا، إذ تبطئ مادة «الأليين» من انتشار السرطان وذلك بمنعها لتشكل مركبات نيتروسامين المسببة للسرطان.
ويعكف العلماء حالياً على إيجاد خلطة بالزنجبيل للوقاية من سرطان الجلد وعلاجه أيضاً.
وتعود أهمية الزنجبيل في علاج السرطان إلى مادة «جينجيرول» الموجودة فيه، والتي يأمل العلماء بأن تثبت فعاليتها في علاج سرطان القولون أيضاً، علماً بأن مستخلص الزنجبيل أثبت نجاعته في علاج الكثير من الالتهابات.
لم يعد القرنفل من التوابل المرتبطة بصنع المعجنات فحسب، بل للقرنفل أهمية كبيرة عندما يتعلق الأمر بمرض السرطان، فبفضل مادة «الأوجينول» يمنع القرنفل تحول الخلايا السليمة إلى خبيثة عبر المواد المسرطنة، كما أن القرنفل يقلل كثيراً من خطر الإصابة بسرطان الكبد والقولون ويحد من انتشاره أيضاً.
ويحتوي الفلفل الحار على مادة «الكابسايسين»، وهي مادة تقي من الإصابة بأمراض القلب وتحمي الجسم من المواد الكيميائية المسببة للسرطان.
وأثبتت بعض الدراسات أن الفلفل الحار يبطئ نمو الخلايا السرطانية في البروستاتا، فضلاً عن قدرته في القضاء عليها، كما يمكن للفلفل الحار أن يساعد على الشفاء من الحرشفية وهي ثاني أكثر أنواع سرطان الجلد انتشاراً، وذلك بقدرته على تسريع قتل الخلايا السرطانية.
المركب المهم في الخردل والذي يملك خصائص مضادة للسرطان هو «الأليل ثيوسيانات»، وحالياً يتم اختبار إمكانية هذا المركب كعلاج محتمل لسرطان المثانة، ليصبح بذلك الخردل من المواد الغذائية المهمة للوقاية من السرطان.
كما يعد الزعفران من أغلى التوابل في العالم، وتعود أهمية الزعفران إلى مركب الكروسين، ولهذا المركب دور فعّال في الوقاية من سرطان الجلد، فضلا عن دوره الفعال في منع انتشار الخلايا السرطانية.
ومنذ آلاف السنين استخدام الصينيون القرفة في العلاج. وتعود فائدتها العلاجية إلى مستخلص القرفة المضاد للأكسدة، ما يعني أنه يحمي الجسم من التلف التأكسدي الذي تسببه الجذور الحرة، والمسببة لموت الخلايا سريعاً، فضلاً عن أن هناك دراسات أثبتت دور مستخلص القرفة الفعّال في علاج سرطان الغدد اللمفاوية وسرطان البنكرياس.