أول العمود:

هناك مئات من الكتب القيمة التي طُبعت عن الكويت في العقود التي تلت الاستقلال من قِبل عرب وكويتيين، لماذا لا تعاد طباعتها وإعادتها للضوء ومنها كتاب «المدينة الكويتية» لجورج سابا شبر؟

Ad

***

لم تتوقف النقاشات الدائرة حول الحالة الفلسطينية منذ 7 أكتوبر 2023 بين من فرح للصدمة الأولى غير المسبوقة التي أحدثتها عملية «طوفان الأقصى» ضد الكيان الصهيوني، وبين من تغيرت مواقفه بعد تزايد عدد الشهداء ومحو مناطق سكنية في غزة عن بكرة أبيها، وآخرون يقفون ضد أيديولجية المقاوم.

الشهيد يحيى السنوار قال في مقطع مُصور أعيد بثه بعد قتله من قبل جيش العدو: إننا كفلسطينيين لم يعد لدينا خيار إلا المقاومة بسبب أن العدو الصهيوني لم ولن يهدأ له بال حتى يحقق حلمه في القضاء علينا.

ولو رجعنا للوراء، قبل «طوفان الأقصى»، لأدركنا أن خيار المقاومة وإن كان مُكلفاً إلا أنه يظل خياراً وحيداً للفلسطينيين بعد خدعة مؤتمرات السلام، ومحاولات وقف إطلاق النار التي باتت أقرب لطوق النجاة تُرمى هدية للكيان الصهيوني ليستعيد أنفاسه!

الكيان الصهيوني يريد قتل جميع الفلسطينيين، واحتلال مزيد من الأراضي داخل فلسطين وخارجها، وهو قد قَتَل منذ نكبة 1948 حتى اليوم نحو 134 ألف فلسطيني حسب جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، وكل ما يحلم به البعض عن معاهدات السلام معه سينتج عنها وبال على العرب، وإن نتيجة السكوت والمهادنة مع هذا الكيان أوصلتنا لتنفيذه العديد من الجرائم الموثقة في سجلات الأمم المتحده، وكان أن نتج عنها غصة للفلسطينيين الذين قاوموا وحاربوا جيش العدو، وتم قتل الآلاف منهم بسبب دفاعهم عن أرضهم وحقوقهم ومقدسات (كل المسلمين).

لنأخذ جولة قصيرة لما مضى من زمن لإثبات أن القتل بات سياسة ضد كل فلسطيني إن رضخ أو قاوم:

1- بلغ عدد شهداء الانتفاضة الأولى عام 1987ما يقدر بـ1550 فلسطينيا، واعتقل 200 ألف، واغتيل قياديون بارزون وهم صلاح خلف وخليل الوزير.

2- بلغ عدد شهداء الانتفاضة الثانية عام 2000 بعد اقتحام الأقصى 4412 فلسطينياً وهدمت آلاف المنازل وخُربت الأراضي الزراعية وقتل قياديون بارزون وهم الشيخ أحمد ياسين وأبوعلي مصطفى وسجن مروان البرغوثي.

3- بلغ عدد شهداء الانتفاضة الثالثة (انتفاضة السكاكين أو القدس) عام 2015 نحو 254 فلسطينياً، وتسبب في إصابة وجرح 12 ألف فلسطيني.

مما سبق يتضح أن العدو الصهيوني لا تعنيه سكون أو مقاومة الفلسطينيين، فهم في الحالتين سيُقتلون لا محالة... لذلك، ورغم الألم الذي حدث بعد الطوفان فإن خيار الاستمرار في المقاومة هو الوحيد ليس بيد الفلسطيني وحده بل بيد كل من يريد أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة.

7 أكتوبر لم يتسبب بضرر جديد للفلسطينيين، بل جاء ليؤكد نظرة الصهاينة لهم وللعرب جميعاً دون تمييز.