جون زغبي لـ «الجريدة•»: المعركة الرئاسية متعادلة وابتعاد الناخبين العرب الأميركيين عن هاريس سيؤذيها
العرب يصوّتون بشكل موثوق للديموقراطيين منذ 2004... وغزة عامل رئيسي في تصويتهم
• نسبة الإقبال مهمة في ظل التوازن... وتحرك الأصوات في الولايات المتأرجحة له تأثيره
• أياً كان الفائز فسيجد صعوبة كبيرة بالحكم... والسيطرة ستنقلب في غرفتي الكونغرس
قبل أيام قليلة من يوم الاقتراع في الانتخابات الأميركية الرئاسية، التي يتنافس فيها عن الديموقراطيين نائبة الرئيس كامالا هاريس، وعن الجمهوريين الرئيس السابق دونالد ترامب، شاركت «الجريدة» في موجز إعلامي نظمه مكتب المراكز الأميركية للصحافة الأجنبية في واشنطن، التابع لوزارة الخارجية الأميركية، مع الخبير الشهير في استطلاعات الرأي العام، جون زغبي، في محاولة لشرح آخر ما أظهرته استطلاعات الرأي، وما يمكن توقعه في يوم الاقتراع وما بعده، في وقت تعتبر رئاسية 2024 واحدة من أكثر الانتخابات تقارباً.
وفي الموجز التي انفردت «الجريدة» بالمشاركة فيه بين وسائل الإعلام في الشرق الأوسط، والذي تم عبر «زووم»، قال زغبي، الذي أمضى العقود الأربعة الماضية باعتباره أحد أكثر خبراء استطلاعات الرأي دقة في العالم، حيث أدار أعماله في 80 دولة، وكان رائداً في إيجاد المعنى والقصة والاتجاه والفائدة للبيانات التي تم جمعها، إن السباق الرئاسي متعادل على المستوى الوطني، وإن الاستطلاعات الأخيرة التي تظهر تقدم ترامب أو هاريس بفارق نقطة على بعضهما أو تأرجح التقدم بينهما في الولايات السبع المتأرجحة بفوارق تتراوح بين 0.3 بالمئة و1.4 بالمئة، لا تعني تقدم أي مرشح على الآخر، بل تؤكد أن السباق متعادل، ولا يمكن التكهن بهوية الفائز.
متى تظهر النتيجة؟
يشير زغبي إلى أن هذا التوازن يجعل من الطبيعي أن تعتمد النتيجة على الإقبال يوم الانتخابات، موضحاً أن حوالي 50 مليون ناخب قد صوتوا بالفعل عبر التصويت المسبق، ويتحدث زغبي عن تحديات مختلفة تشوب عملية عد الأصوات خصوصاً في الولايات المتأرجحة السبع، لافتاً الى أن بعض الأصوات يمكن عدها في ليلة الاقتراع، لكن في حالات أخرى يستحيل القيام بذلك، حيث سيكون هناك إعادة فرز في بعض المناطق أحياناً بشكل تلقائي، وأحياناً اخرى بسبب الطعون التي ستقدم، متسائلاً: «من يعلم متى سنعرف النتائج؟».
لا أحد يعرف متى ستعلن النتائج وليس مستبعداً حصول تحوّل في اللحظات الأخيرة
المترددون ومجموعاتهم الفرعية
رغم ذلك يقول زغبي، إن «هناك أشياء يجب مراقبتها، أولها الاستطلاعات التي تشمل الناخبين المترددين الذين قد يكونون حسموا أمرهم على بعد أيام قليلة من الاقتراع، والذين قد يتراوح عددهم بين 3 إلى 5 بالمئة».
ويشير إلى ضرورة النظر إلى مجموعات فرعية رئيسية. على سبيل المثال، بالنسبة لهاريس، فهي تراهن بوضوح على دعم النساء، خصوصاً الشابات، وبالتالي إذا كانت نسبة النساء المترددات أعلى من المتوسط العام (7 إلى 10 بالمئة) فهذا يعني إشارة إنذار لهاريس، لأنه يعني أنهن قد لا يصوتن.
ويوضح أن هناك إنذاراً آخر بالنسبة لهاريس هو أن نسبة المترددين بين الناخبين السود أعلى من المعتاد، في المقابل سيواجه ترامب متاعب في حال كانت نسب المترددين بين المحافظين والجمهوريين مرتفعة، خصوصاً لدى الشبان الذكور الذين يحتاجهم بشدة، مشيراً إلى وجود فجوة في التصويت حسب الحالة الاجتماعية، حيث تقليدياً يميل الناخبون العزاب إلى التصويت لمصلحة الحزب الديموقراطي.
فجوة الجنسين
يتحدث زغبي عن تزايد الفجوة في التصويت بين الجنسين، خصوصاً بين الشباب، ويوضح أنه منذ عام 1988، بدأ محللو الرأي يتعرفون بشكل متزايد على ظاهرة وجود اختلاف في التصويت بين الذكور والإناث، وهو ما أُطلق عليه اسم «فجوة الجنسين»، حيث يصوت الرجال بالعادة للجمهوريين، والنساء للديموقراطيين.
ومنذ ذلك الوقت، أصبحت الفجوة تتسع حيث تتراوح حالياً بين 30 إلى 35 بالمئة، إذ يتقدم ترامب بفارق 15 - 16 نقطة بين الرجال، وتتقدم هاريس بفارق 14 - 15 نقطة بين النساء.
في المقابل، تتسع هذه الفجوة بشكل مضاعف بين الناخبين الشباب، حيث يتقدم ترامب بين الشبان الذكور بنسبة 18 إلى 34، وتتقدم هاريس بين الشابات بنسبة مماثلة، ما يعني أن الفجوة الجنسية في صفوف هذه الفئة العمرية تصل إلى 60 نقطة.
في نظرة معمقة على حملة هاريس يلاحظ زغبي أن هاريس، ورغم عدم تركيزها هلى هذه النقطة، فإنها أول امرأة ملونة تترشح للرئاسة، وبالتأكيد فإن النساء خصوصاً الشابات يأخذن هذا الأمر بعين الاعتبار، ليس فقط من ناحية الجنس، بل أيضاً من الناحية العرقية، حيث إن نسبة التنوع العرقي أعلى بين الشباب.
ويرى زغبي أن ما يهم الشابات أكثر، إلى جانب الاقتصاد الذي يعتبر القضية الرئيسية في الحملة، هو بالترتيب: أولاً، حقوق الإنجاب، ثانياً، التغير المناخي، وثالثاً، غزة، مع ما يمثله ذلك من احتمال دخول الولايات المتحدة في حرب غيرعادلة، ويقول، إن هاريس تركز على اثنتين من هذه القضايا الثلاث، هما: حقوق الإنجاب والتغير المناخي، وحاولت تجنب قضية غزة المعقدة.
وهذا يسلط الضوء على حاجة هاريس، ليس فقط إلى نسبة عالية من أصوات الشابات بل أيضاً إلى إقبال عالٍ بين هذه الفئة.
في المقابل، يعتبر زغبي أن بالنسبة لترامب ونائبه جي.دي. فانس، فمن الواضح انهما يستهدفان الشباب الذكور من فئة العزاب، وأولئك الذين يشعرون بعزلة اجتماعية، في خطاباتهما وإعلاناتهما الانتخابية، مضيفاً أن الأمر محلّ مخاطرة، لأنه «لا يستطيع ترامب وفانس حضور ما يكفي من مباريات كرة القدم ومباريات الهوكي وسباقات السيارات، وما إلى ذلك، لاجتذاب هذه الفئة العمرية.
ويرى أنه «من الممكن أن تكون هذه الانتخابات مشابهة لانتخابات عام 1980 بين جيمي كارتر ورونالد ريغان أو انتخابات 2012 بين باراك أوباما وميت رومني، وهما اقتراعان كانا متقاربين جداً حتى حدث تحول كبير في اللحظات الأخيرة. لا نعرف حتى الآن السبب في 1980، حيث لم تكن هناك استطلاعات علنية.
أما في حالة أوباما، فأستطيع أن أقول بوضوح إنه أعاد جذب الناخبين الشباب في عطلة نهاية الأسبوع قبل اقتراع الثلاثاء. كانوا قد أصيبوا بخيبة أمل فيه، لكنه أعادهم، وكانت نسبة المشاركة العالية بشكل خاص بين الشابات، وليس الشبان.
وصوّتت 73 في المئة من الشابات لمصلحة أوباما، وهو ما كان كافياً ليتفوق بشكل كبير ويحوّل السباق إلى فوز ساحق». ويقول إنه يمكن أن يتكرر هذا في الانتخابات الحالية لمصلحة أي طرف.
نشهد حرباً ثقافية مع تعويل كامالا على النساء وترامب على الرجال
حرب ثقافية وسؤال الشرعية
وينبه زغبي إلى أن ما يجري ليس مجرد حملة سياسية، إنما حرب ثقافية بكل معنى الكلمة، رغم أنها ليست الأولى من نوعها إلا أنها هذه المرة أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، واصفاً الاقتراع الحالي بأنه «انتخابات هرمجدون حقيقي»، في إشارة إلى معركة نهاية العالم حسب الكتاب المقدس، محذراً في هذا السياق من صعوبة تقبّل أطراف الناخبين للنتائج إذا لم يفز مرشحهم.
ويشير إلى أنه منذ انتخابات عام 2000 بين آل غور وجورج دبليو بوش التي انتهت بالتعادل، بدأ سؤال شرعية الرئيس الفائز يطرح نفسه بطريقة غير مسبوقة.
ويشرح أن بعد انتخابات 2020 التي لم تُحسم في ليلة الانتخابات بسبب المعارك القضائية، أجري استطلاع للرأي بعد حوالي ثلاثة أسابيع من الانتخابات يسأل الناخبين اذا كانوا سيعتبرون المرشح الفائز الذي لم يصوتوا له رئيساً شرعياً للولايات المتحدة، وقال 21 في المئة من ناخبي غور إن بوش لن يكون رئيساً شرعياً، وقال 67 في المئة إن غور لن يكون رئيساً شرعياً.
وأوضح أن هذه الأرقام أظهرت أنه «لا توجد طريقة تمكن آل غور من تولي الرئاسة، لأنه كيف يمكنك أن تحكم في وضع كهذا؟» وبعد بضعة أسابيع، حكمت المحكمة العليا بقرار بفارق صوت واحد (5 مقابل 4) لمصلحة انتصار بوش، لافتاً إلى أن الوضع الحالي مشابه، إذ أياً كان الذي سيتولى الرئاسة، سيجد صعوبة كبيرة في الحكم.
أصوات العرب وغزة
وفي رد على تأثير تصويت الأميركيين العرب في الولايات المتأرجحة الرئيسية مثل ميشيغان، قال زغبي، إن الوضع في ميشيغان، حيث يشكل الناخبون العرب 3 الى 4 بالمئة من أصوات الناخبين، حساس جداً كغيرها من الولايات المتأرجحة الأخرى، لذا، أي شيء يمكنه أن يحوّل بضع مئات أو آلاف الأصوات في أي اتجاه يكتسب أهمية أكبر.
وإذ يميز بين الأميركيين العرب و»المسلمين الأميركيين»، يذكّر زغبي أن الأميركيين العرب صوتوا في عام 2000، لمصلحة الجمهوري جورج بوش بنسبة 39 إلى 46 بالمئة، لكن بعد ذلك تدهورت الأمور في العراق، وأصبحت فضيحة سجن أبوغريب قضية ساخنة، باتوا يصوتون منذ انتخابات 2004 بشكل موثوق للحزب الديموقراطي.
ويشير إلى أنه الآن هناك بعض المعلومات تظهر تقدم ترامب قليلاً بين الأميركيين العرب على الصعيد الوطني، وفي ميشيغان، في وقت تحصل المرشحة المستقلة جيل شتاين على نحو 10 إلى 12 في المئة، وهو أعلى بكثير مما يمكن أن تحصل عليه على المستوى الوطني.
ويقول زغبي، إن الأمر الكبير الذي يجب أن يثير قلق هاريس هو وجود هؤلاء الديموقراطيين غير الملتزمين الذين صوتوا في الانتخابات التمهيدية في ميشيغان، وقد لا يخرجون للتصويت في الانتخابات الرئاسية، إذ قد يؤدي انخفاض نسبة التصويت إلى تأثير سلبي عليها، وتبدو خطوط الاتجاه غير مواتية لها.
ويشير إلى عدم اقتناعه برأي خبيرة الاستطلاع الديموقراطية سيليندا ليك، التي ترى أن أي خسارة في تصويت الأميركيين العرب في ميشيغان يمكن تعويضها بزيادة في تصويت البورتوريكيين واللاتينيين هناك.
أما غزة، فيؤكد زغبي أنها قضية بالغة الأهمية ومؤثرة بشكل كبير في تصويت الأميركيين العرب، كما أنها محرك شديد التأثير للناخبين التقدميين، خصوصاً الشباب الجامعيين.
ويضيف أنه عندما أصبحت هاريس المرشحة، بدا أنها تتحرك بعيداً عن بايدن قليلاً بدعوتها لوقف إطلاق النار الفوري، وفتح الممرات للمساعدات الإنسانية، لكنها تراجعت بوضوح عن ذلك، هذا قد يؤذيها في ميشيغان، وربما حتى في بنسلفانيا.
ويختم «تذكروا، أي شيء يمكنه أن يحرك بضع مئات من الأصوات في أي اتجاه قد يكون له معنى كبير. ابتعاد الأميركيين العرب عن كامالا هاريس قد يكون له تأثير سلبي كبير».
وفيما يخص معركة تجديد غرفتي الكونغرس، يتوقع زغبي أن يخسر الديموقراطيون مقعدين في ولايتي ويست فرجينيا ومونتانا في مجلس الشيوخ الذي يملك فيه الديموقراطيون أغلبية بسيطة (51 ديموقراطياً و49 جمهورياً) عبر 4 نواب مستقلين، رغم أن الاستطلاعات تظهر أن جون تيستر السناتور الديموقراطي في مونتنانا المهدد بخسارة مقعده، كان متأخراً بـ 7 نقاط، وأصبح الآن متأخراً بـ 4 نقاط، وهذا قد يعني وجود زخم.
رغم ذلك يقول زغبي، إن هناك نقطة قد تكون إيجابية لمصلحة الديموقراطيين هي أن السناتور الجمهوري تيد كروز عن تكساس، غير المحبوب كثير جداً بين زملائه الجمهوريين في واشنطن، والأقل شعبية بين الديموقراطيين هناك، متعادل مع المرشح الديموقراطي كولين الريد.
أما بالنسبة لمجلس النواب، فبينما من المرجح أن ينتقل مجلس الشيوخ من الأغلبية الديموقراطية إلى أغلبية جمهورية ضئيلة، يبدو أن مجلس النواب الذي يملك الجمهوريون فيه أغلبية (220 مقعداً مقابل 212 للديموقراطيين) يتجه نحو الاتجاه المعاكس حيث قد يفوز الديموقراطيون بأغلبية ضئيلة، وهذا يعني أن من يفوز بالرئاسة سيواجه غالبية ضئيلة في مجلس النواب مهما كانت النتيجة.
ويختم زغبي ملاحظاته بالحديث عن ضرورة مراقبة ما يطلق عليه «خط الاتجاه»، ويشرح أنه بعد انتخابات 2016 بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب أصبح من الشائع القول إن الاستطلاعات التي كانت تظهر تقدم كلينتون كانت خاطئة، موضحاً أنه قبل 10 أيام فقط من يوم الاقتراع كانت كلينتون متقدمة في الولايات المتأرجحة بنحو 11 نقطة، ثم أصدر مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي مذكرة تفيد بأن المكتب أعاد فتح التحقيق في رسائل بكلينتون الإلكترونية كتحقيق جنائي، وبعد ذلك تغير كل شيء في الولايات المتأرجحة، في بنسلفانيا وميشيغان انخفض تقدم هيلاري من 10 نقاط إلى 3 نقاط، وفي ويسكونسن من تقدم 10 نقاط إلى تعادل، وففي كارولينا الشمالية، تقدم ترامب.
وعندما نظر المحللون إلى الاستطلاعات، قالوا إن الرقم النهائي يظهر تقدم هيلاري بـ 3 نقاط، أو بنقطة واحدة. الحقيقة أنهم لم ينظروا إلى «خط الاتجاه»، وهذا هو الأهم في هذه الانتخابات، هو أهم بكثير من معرفة من يتصدر قبل يوم واحد من الانتخابات.
الحملات الانتخابية الأميركية تستمر «بلا هوادة»
واصلت المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب حملتيهما «بلا هوادة» قبل أيام من التصويت المقرر بعد غد الثلاثاء لاختيار الرئيس الأميركي الـ 47، وسط ترقّب عالمي و«انفجار عنف لفظي» تبادل خلاله المرشحان الاتهامات قبل أمتار من خطّ الوصول إلى البيت الأبيض.
وفي مناقشة مع المعلق المحافظ تاكر كارلسون في أريزونا، دعا ترامب إلى إعدام النائبة الجمهورية السابقة، ليز تشيني، (نجلة نائب الرئيس الأميركي الأسبق ديك تشيني)، وواحدة من أشرس معارضي المرشح الجمهوري، الذي قال: «دعونا نضع بندقيتها في يدها في مواجهة تسعة براميل من البنادق تطلق النار عليها. دعونا نرى ما ستفكر فيه. كما تعلمون، مع توجيه الأسلحة نحوها».
وعلى الفور، وعلى بعد 7 أميال، نددت هاريس في تجمّع انتخابي بالعنف اللفظي الذي يمارسه ترامب، وقالت إنه «يحرمه» من الوصول إلى البيت الأبيض.
وأكدت أنه «من الواضح أن أي شخص يستخدم هذا النوع من الخطاب العنيف غير مؤهل لمنصب الرئيس»، وقدرت أن ترامب استبعد نفسه من السباق إلى البيت الأبيض من خلال اقتراح إعدام البرلمانية الجمهورية السابقة تشيني.
وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز تصريحات ترامب «انفجاراً» للعنف اللفظي في الحملة الانتخابية، مشيرة إلى أن هذا الخطاب «يزيد حدّة صراع ترامب مع إحدى أبرز العائلات السياسية في الولايات المتحدة، وقد أثار انتقادات من الحزبين».
وحذرت الصحيفة من التصعيد أخيراً في «اللغة التهديدية» التي يستخدمها ترامب تجاه خصومه السياسيين، لافتة إلى أن ادعاءات الرئيس السابق الكاذبة بشأن فوزه في انتخابات 2020 دفعت بعض أنصاره إلى اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.
وردت ليز تشيني بأنه «هكذا يدمر الحكام المستبدون الدول الحرة، إنهم يهددون بقتل من يتحدثون ضدهم»، مشددة على أنه «لا يمكننا أن نعهد ببلادنا وحريتنا إلى رجل تافه، انتقامي، قاسٍ وغير مستقر، ينوي أن يكون طاغية»، فيما أشعلت تصريحات ترامب ضدّ تشيني التي تدعم هاريس «مسلسلاً جديداً من العنف اللفظي»، وفق ما وصفت صحيفة بوليتيكو، مضيفة أن «ترامب يستخدم ليز تشيني لإقناع الناخبين العرب والمسلمين في ميشيغان، هذه الكتلة الانتخابية غير المتوقعة».
وقال ترامب في تجمّع حاشد في ديترويت، إن «العديد من الأميركيين المسلمين والعرب لديهم أصدقاء وعائلات في الشرق الأوسط، وتقوم كامالا بحملة مع دعاة الحرب مثل ليز تشيني.
إنهم يريدون الحصول على أصوات العرب الأميركيين والمسلمين، لذا اختارت هاريس ليز تشيني، التي دمّر والدها ديك تشيني الشرق الأوسط فعلياً بعد أن ساعد في الإشراف على الغزو الأميركي للعراق».
وتمثّل ميشيغان ساحة معركة شديدة القتال بين ترامب وهاريس، حيث يبلغ عدد سكانها من العرب الأميركيين حوالي 400 ألف نسمة، يصوتون عادة للديموقراطيين، لكن الكثير منهم يجد أنه من غير المقبول التصويت لمصلحة هاريس في الانتخابات الحالية، خصوصاً أن إدارة بايدن، وفقاً لهم، متواطئة في الحرب الإسرائيلية، فيما تشير وسائل الإعلام إلى أن غزة وجنوب لبنان «يمكنهما إحداث فارق انتخابي حاسم» بل التصويت، حيث تعقد المرشحة الديموقراطية لقاءات انتخابية في جورجيا (جنوب) وكارولاينا الشمالية (جنوب شرق) وميشيغان (شمال).
وستحاول هاريس إقناع آخر الناخبين المترددين بأنها «الترياق» في مواجهة الرئيس الجمهوري السابق، كما قال - الجمعة - تيم والز الذي اختارته ليكون نائباً لها في حال فوزها. من جهته، يجري ترامب تجمعات مع أنصاره في فيرجينيا وكارولاينا الشمالية، مكرراً الصورة القاتمة التي يروّجها عن الوضع في الولايات المتحدة تحت إدارة بايدن، حيث باتت «محتلة» من ملايين المهاجرين بطريقة غير نظامية الذين يعتبرهم «مجرمين»، ويعد بطردهم.
وتقام الانتخابات الثلاثاء، وهو يوم عمل عادي، فيما أدلى 70 مليون أميركي من الآن بأصواتهم عبر البريد أو في صناديق اقتراع بشكل مبكر.
إلا أن الأجواء تبقى متوترة مع بروز جدل سياسي - إعلامي شبه يومي ومخاوف من وقوع أعمال عنف بعد الخامس من نوفمبر، خصوصا إذا كانت النتيجة متقاربة جدا، كما تظهر استطلاعات الرأي المختلفة.
وفي بلد يشهد شرخاً سياسياً، لا يبدو أن أياً من المرشحين قادر على التميّز عن الآخر. وتعتمد هاريس وترامب تصعيداً كلامياً يزداد حدة، فيما يسعيان إلى انتزاع عشرات آلاف الأصوات في بنسلفانيا وميشيغان وأريزونا، التي يتوقع أن ترجح كفّة أحدهما على الآخر.