أقامت رابطة الأدباء الكويتيين محاضرة بعنوان «الثقافة في ضوء الثورة الإنسانية الثالثة» قدمها د. عبدالرحمن أبا ذراع، وأدارها الأديب فيصل العنزي.
وبهذه المناسبة، قدم د. أبا ذراع ورقة بحثية وتحدث عن فحواها قائلا «تكلمت عن قضية مهمة الثقافة ومفهومها، ومن المثقف؟، وما الموجة الثالثة من الثقافة؟ واعتمدت على تعاريف السابقين ممن يعرّف الثقافة سواء من دول غربية أو عربية، وبلا شك فإن الثقافة اختلف على تعريفها، ونتفق في النهاية أنها كل ما يحيط بالإنسان من متغيرات، ومن لغة، فعلى سبيل المثال لو تكلمنا عن إدوارد تايلور في نهاية القرن الماضي فقد عرف الثقافة أنها كل متعقد متشابك يشمل المعارف والمعتقدات والفنون والأخلاق والعادات والتقاليد، بمعنى أنه لا يوجد تعريف محدد للثقافة، وأنا حاولت أن أحصر الثقافة بالموجة الثالثة، وهي الموجة التي عشناها».
وذكر د. أبا ذراع أنه في الثورة الأولى التي حدثت في الثقافة تعنى بارتباط الإنسان بالأرض، والزراعة، والسكن، فقد مكثت 5000 سنة، وامتدت أيضاً بنفس المدة، أما الثورة الثانية فهي الصناعة، وامتدت إلى 300 عام، واختلفت فيها أن الإنسان بدأ ينشغل في الصناعة، والآن نعيش الموجة الثالثة وهي تركز على الثقافة، لافتا إلى أنه من خلال رابطة الأدباء الكويتيين نحاول أن نوصل رسالة إلى كل المثقفين أنه يجب أن نعتد بعدة جديدة وهي هذه التكنولوجيا التي أثرت على الثقافة، فقد كان العالم قرية صغيرة، ومن ثم أصبح غرفة، والآن نافذة.
وبيّن أن النقاط تكاد تتقارب نتيجة لهذه التكنولوجيا الموجودة، وبالتالي الثقافة تتغير، وها نحن نتغير بتغير الثقافة، ونواكب هذا التغير، لافتا إلى أن «هذا هو التساؤل المهم، معلقا «لا يمكن الإجابة عن ذلك إلا من خلال هذا التواصل فيما بين أفراد المجتمع، والإجابة هل المجتمع يتواصل في مفهوم الثقافة الآن؟، هل لدينا ثقافة تربطنا جميعا، وأنا لا أتحدث عن الهوية فهي جزء من الثقافة، وقسمت الثقافة إلى هذه الأحرف (ثاء)، وهي الثورة والثروة، وكيف يمكن للثورة أن تصبح ثروة ثقافية، أما حرف (القاف) فهو يعني القبول والقدرة على تقبل هذا التغير، بينما حرف (الألف) يعني الاستعداد، فهل لدينا استعداد لأن نقبل المتغيرات والثقافات الأخرى؟ وهذا سؤال مهم وفلسفي، أما حرف (الفاء) فهل نتقبل الفرضيات التي تدخل ضمن قائمة الثقافة الجديدة، وتلك الفرضيات كثيرة، وأخيراً حرف (هاء) يعنى الهوية وما يدخل فيها من هو، ومن الأنا أيضاً، وهل نمتلك أو لدينا استعداد أن نتوسع في مفهوم الهوية حتى نتمكن بالتالي إلى تحديد ثقافتنا المستقبلية».