بعد مضي أكثر من 60 عاماً على بداية الدولة بإرسال أبنائها للدراسة في الخارج ومع تزايد أعداد الطلبة الكويتيين المبتعثين للخارج، وكذلك زيادة عدد الدول والجامعات الأجنبية التي يدرس فيها الطلبة الكويتيون، وكذلك انتشار وسائل التعليم المختلفة النظامية أو غير النظامية، سواء عن طريق المراسلة أو عن طريق التراسل الإلكتروني وغيرها من أساليب وطرق التعليم الحديثة والمستحدثة، أصبحت متابعة عملية تقييم الجامعات الأجنبية أمراً ضرورياً ومهماً للوقوف على مستوى هذه الجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية التي يدرس فيها الطلبة المبتعثون.
ومن الملاحظ أنه في ظل عدم تطور الأنظمة التعليمية المحلية خلال السنوات الماضية وعدم مجاراة الجهات الحكومية وخاصة المسؤولة عن التعليم العام والتعليم العالي لهذه التطورات العلمية والتكنولوجية، وبسبب زيادة أعداد الطلبة الكويتيين وانتشارهم في العديد من الدول واختلاف نوعية الأنظمة التعليمية فيها، وضعف المتابعة الدقيقة للمبتعثين، سواء في الداخل أو الخارج! فقد استغل بعض قناصي الفرص ومستغلي الثغرات القانونية والإجرائية قصور الجهات التعليمية في عملية الرقابة والمتابعة للمبتعثين وضعف عملية التقييم الجامعات والمعاهد الأجنبية.
وكانت عملية التقييم للجامعات الأجنبية في بداياتها يشوبها العديد من الملاحظات وبعض القصور، مثل عدم الإلمام التام بالمستويات الحقيقية والعلمية لبعض الجامعات والمعاهد العلمية والاعتماد في بعض الأحيان على الآراء الشخصية البحتة لبعض الملحقين الثقافيين أو الاعتماد على بعض الآراء الشخصية والقاصرة وغير الدقيقة لبعض الطلبة عن بعض الجامعات والمعاهد.
وبسبب حداثة تعيين بعض الملحقين الثقافيين وعدم خبرتهم وإلمامهم الدقيق بمجمل عملية التقييم الأكاديمي والتخصصي، حيث استسهل بعض الملحقين الثقافيين، مع الأسف الشديد، عملية التقييم وتصنيف بعض الجامعات والمعاهد الأجنبية!! فتم تحديد مستوى بعض الجامعات والمعاهد بناء على بعض الآراء الشخصية والبعيدة عن الموضوعية والتقييم الأكاديمي السليم! وتم تصنيف بعض هذه الجامعات والمؤسسات التعليمية بأنها ذات مستوى عال وهي في الحقيقة جامعات ذات مستوى جيد!! في حين تم تصنيف جامعات ومعاهد أخرى بأنها ذات مستوى متدن وهي في حقيقة الأمر جامعات ذات مستوى جيد في أغلب التخصصات وفي بعض برامجها الأكاديمية عالية المستوى!
والأدهى والأمر من ذلك كله عدم إلمام بعض المقيمين والمسؤولين بالمعايير التي يتم على أساسها تقييم الجامعات والمعاهد الأجنبية بشكل دقيق أو أن يتم تركيزهم على بعض معايير التقييم مثل سمعة الجامعة أو المعهد بشكل عام وعدم الاهتمام بجميع المعايير التقيمية التي تتضمنها عملية التقييم الأكاديمي، أضف الى ذلك طبيعة التقييم والفترة الزمنية التي تغطيها العملية التقييمية الأكاديمية للجامعة أو المعهد التي تتغير كل ثلاث سنوات!
ويلاحظ كذلك أن بعض المسؤولين والمقيمين لا يفرقون في عملية التقييم لهذه الجامعات والمعاهد بين:
1- جامعة أو معهد معترف به أكاديميا وحاصل على تقييم أكاديمي في أغلب التخصصات من المؤسسات الرسمية التعليمية العليا في الدولة.
2- جامعة أو معهد معترف به أكاديميا، لكنه غير حاصل على التقييم الأكاديمي في تخصص معين أو كلية معينة من كلياتها.
3- جامعة أو معهد معترف به أكاديميا لكنه في الوقت الحالي في وضع إنذار أكاديمي لعدم استيفائه بعض الشروط والمعايير المؤقتة.
4- جامعة أو معهد غير معترف به Non accredited من الجهات التعليمية الرسمية في الدولة.
كما يخلط بعض المقيمين والمسؤولين في دولة الكويت بين هذه التصنيفات الأربعة، وتدخل التدخلات الشخصية والمحسوبية في بعض الأحيان في تحديد أين تقع الجامعة أو المعهد في التصنيف خاصة بين المستوى الأول والثاني أو بين المستوى الثاني والثالث! كما تؤدي الشخصانية والواسطة دورا كبيرا في هذا التقييم وعدم إلمام المقيمين بمعرفة كل التخصصات والتفرعات العلمية والأدبية في هذه الجامعات والمعاهد وتغير عملية التقييم لهذه الجامعات والمعاهد كل ثلاث سنوات حسب جهات التقييم في هذه الدول!
لذا يجب التفرقة بين مستويات هذه الجامعات حسب المستويات الثلاثة الأولى! وهذه الجامعات والمعاهد معتمدة علميا من جهات التعليم الرسمية في هذه الدول وخاصة مثل الولايات المتحدة الأميركية، وللعلم وبشكل عام ما دام تالجامعة في المستوى الثاني «معترف بها من قبل جهات التعليم الرسمية بالدولة وحاصلة على تقييم من قبل اللجان التقييمية الإقليمية Regional Accreditation» مثل Western Association of Schools and Colleges (WASC)
وNew England Association of Schools and Colleges Commission on Institutions of Higher Education (NEASC)
في الولايات المتحدة الأميركية هذه الجامعات والمؤسسات معترف بها وذات مستوى أكاديمي جيد، وإن اختلفت سمعة الجامعة وصيتها على مستوى الولايات المتحدة الأميركية، أما المستوى الرابع فهو مستوى الجامعات والمؤسسات غير المعترف بها علميا وأكاديميا
non-credited. institutions وهذه المجموعة من الجامعات، كما أسلفنا، لم تحظ بالاعتراف من المؤسسات التعليمية الرسمية.
وفي الجزء الثاني من المقال سأوضح أنواع التقييم الأكاديمي للجامعات والمؤسسات التعليمية بشكل أكثر تفصيلا!
ودمتم سالمين.