ذكرت الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في لبنان بات أسوأ الآن مما كان عليه خلال الحرب الأخيرة ضد إسرائيل قبل 18 عاماً. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أمس، إن «الوضع الإنساني في لبنان وصل إلى مستويات تتجاوز خطورة حرب عام 2006».

وأوضح المكتب أن الأضرار التي يتكبدها السكان «تفاقمت، بسبب تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الرعاية الصحية، حيث تعاني الكثير من المستشفيات من اكتظاظها، وتردد أنها تطلب بشكل عاجل تبرعات بالدم للتعامل مع التدفق الخطير للضحايا».

Ad

وفيما نقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، تأكيده أن «الهجوم البري على لبنان سيستمر مادامت هناك حاجة إليه»، وجّه الجيش الإسرائيلي أمس إنذار إخلاء جديد إلى جميع السكان الموجودين في منطقة بعلبك ومنطقة دورس المجاورة لها، بعد أيام على إنذار مماثل أدى إلى فرار الآلاف من المدينة الواقعة شرق لبنان.

من ناحيته، أعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن «قوات الفرقة 91 وسلاح الجو هاجمت وقتلت فاروق أمين العشي قائد مجمع الخيام في حزب الله، حيث كان مسؤولاً عن تنفيذ الكثير من عمليات إطلاق القذائف الصاروخية من الصواريخ المضادة للدروع نحو بلدة أصبع الجليل عامةً والمطلة خاصة».

وادعى أدرعي أنه «تم قتل يوسف أحمد نون قائد سرية في قوة الرضوان في مجمع الخيام الذي نفذ عمليات إطلاق قذائف نحو بلدات الجليل ونحو القوات المناورة في المنطقة». وأكد أن «قوات الفرقة 36 تواصل العمليات في منطقة جنوب لبنان».

وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي عشرات الغارات على مناطق لبنانية مختلفة موقعاً خسائر في الأرواح. وفي بلدة تبنين جنوب لبنان، أدت غارة إلى أضرار في المستشفى الحكومي، فيما قتل شخصان بغارة أخرى على منزل في جويا. وتعرضت بلدات صديقين ودير عامص، والغازية، وزوطر، وكفرفيلا، وشقرا، والبازورية، والبرج الشمالي، وجميعها في جنوب لبنان لغارات، في وقت أعلن حزب الله قصف مناطق إسرائيلية بينها مستعمرات كتسرين شامير وكدمات تسفي.

في سياق آخر، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن عملية الكوماندوز الإسرائيلية في البترون شمالي لبنان كان مخططاً لها منذ فترة طويلة، في حين أكد وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي حمية أن «ما حصل في البترون انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية».

وكان مسؤول بالجيش الإسرائيلي قال، أمس الأول، إن القوات البحرية الإسرائيلية قبضت على عميل كبير لحزب الله شمالي لبنان. من ناحيته، أكد فاضل أمهز والد القبطان اللبناني المخطوف عماد أمهز أن ابنه ليس له علاقات حزبية أو سياسية، مشدداً على أن «كل ما يروج له جيش الاحتلال غير صحيح مطلقاً، جملة وتفصيلا».

وتابع: «من خلال تتبعنا للأخبار الإسرائيلية المعلنة والمسربة، فإن جيش الاحتلال ادعى أولاً أن عماد قيادي في حزب الله، ثم عاد وادعى أنه عضو في بحرية الحزب، وهذا يعني أن الرواية الإسرائيلية غير متماسكة وشبيهة تماماً بعملية الإنزال في بعلبك عام 2006، حيث تم اختطاف شخص اسمه حسن نصرالله في بعلبك في عملية انزال، على أنه الأمين العام لحزب الله الشهيد حسن نصر الله، ثم ما لبث جيش الاحتلال أن أفرج عنه».

وأشار إلى أن «المعلومات التي اعتمد عليها جيش الاحتلال في عملية الاختطاف مغلوطة أو خاطئة أو كيدية من عملاء»، مؤكداً أن «ما نشر من صور عن جوازات سفر وبطاقات هاتفية تعود إلى ابنه هي أمور طبيعية جداً لمن يعمل في مجال البحرية المدنية». وحمّل قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) بشكل مباشر وخصوصاً القوات الألمانية، مسؤولية عملية الاختطاف.

وأفادت قناة «LBCI» المحلية بأن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بدأت الاستماع الى إفادات شهود في قضية اختطاف عماد أمهز، ومن بينهم أحد جيرانه وزوجته.