مع تصويت مبكر قياسي تجاوز الـ 70 مليون صوت إلى الآن، يواجه الأميركيون واحداً من أشدّ السباقات الرئاسية المتقاربة، وفق ما أظهر آخر استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا، مؤكداً أن حسم الانتخابات الأميركية يمر عبر «الولايات المتأرجحة»، وسيتحدد في آخر اللحظات.
وبينما حققت المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس مكاسب في ولايات أيوا وكارولينا الشمالية وجورجيا، قلب منافسها الجمهوري دونالد ترامب تقدمها بأربع نقاط في بنسلفانيا إلى تعادل، واحتفظ بتقدم طفيف في أريزونا، مع نتائج متقاربة في ميشيغان، لكن الفوارق في الولايات السبع المتأرجحة لا تتجاوز سقف هامش الخطأ، ما يعني أن أيّاً من المرشحين لم يحقق تقدماً حاسماً في هذه الولايات.
وتتقدم هاريس في صفوف الناخبين المترددين بـ55 في المئة من الأصوات مقابل 44 في المئة لترامب، بينما لم يحسم 11 في المئة من هذه الفئة قرارهم بعد، كما تتقدم في صفوف الذين صوّتوا مبكراً بهامش ثماني نقاط مئوية، في حين يتمتع ترامب بميزة بين الناخبين الذين يقولون إنهم لم يدلوا بأصواتهم بعد.
وفي بنسلفانيا، قلب ترامب تأخره بأربع نقاط إلى تعادل مع منافسته الديموقراطية، مما يشير إلى منافسة شرسة في الولاية التي يرجح الاستراتيجيون أنها قد تقلب الانتخابات.
وفي كارولينا الشمالية، تتقدم هاريس بـ 8 نقاط بين الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بالفعل، في حين تقدم ترامب في صفوف الذين صوّتوا مبكراً في أريزونا بـ50 في المئة من الأصوات مقابل 46 في المئة للمرشحة الديموقراطية، التي احتفظت بتقدم ثابت في ويسكونسن.
وأظهر الاستطلاع أن ترامب تمسك بجوهر التحالف الذي دعمه في محاولتيه الرئاسيتين الماضيتين، وهم الناخبون البيض الذين لم يلتحقوا بالجامعة، والرجال، بينما وسّع دعمه بين الناخبين الأصغر سناً وغير البيض والجدد ليتجاوز حصته من هذه الفئات مقارنة بعام 2020 في أريزونا وميشيغان، وهما ولايتان لم يفُز بهما قبل أربع سنوات.
ولا تزال الفجوة بين الجنسين واسعة في جميع الولايات السبع، إذ تعتبر هاريس المفضَّلة لدى النساء، وترامب لدى الرجال، خصوصاً أن مسألة الإجهاض باتت تحظى باهتمام أكبر من الاقتصاد لدى النساء والناخبين الأصغر سناً.
وفي ولاية أيوا التي فاز فيها ترامب بسهولة في عامي 2016 و2020، تفوقت هاريس على منافسها في استطلاع جديد أجرته «ديس موينس ريجستر - ميديا كوم أيوا»، وأظهر أن الدور الكبير في تحول الوضع بالولاية كان للناخبات المرجح أن يدلين بأصواتهن في الانتخابات.
وأوضح الاستطلاع أن هاريس تتقدم على ترامب بنسبة 47 في المئة مقابل 44 في المئة بالولاية، التي تضم 6 أصوات بالمجمع الانتخابي، وكانت تميل إلى الجمهوريين بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
وأكد أن النساء يقدن التحول الذي حدث أخيراً نحو هاريس، حسبما أفادت «رويترز»، مشيرة إلى أن ترامب فاز بولاية أيوا في حملتيه الرئاسيتين الماضيتين، بأكثر من 9 نقاط مئوية عام 2016، و8 نقاط في 2020.
وفي تفاصيل الخبر:
عقد المرشحان، الديموقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب اجتماعات ماراثونية قبل أيام قليلة من التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر غداً الثلاثاء، لاسيما في الولايات المتأرجحة، حيث «قدما حججهما النهائية» في ولاية كارولاينا الشمالية لإقناع الناخبين المترددين، وتشجيعهم على الذهاب إلى صناديق الاقتراع، في ظلّ منافسة شديدة التقارب، وفق آخر الاستطلاعات.
وبينما تفوقت هاريس على ترامب في ولاية أيوا، التي فاز فيها المرشح الجمهوري بسهولة في عامي 2016 و2020، بحسب استطلاع جديد أجرته «ديس موينس ريجستر - ميديا كوم أيوا»، أظهر آخر استطلاع لـ «نيويورك تايمز»، و«سيينا» أن السباق الرئاسي يتسم بتقارب شديد ونتائج متقاربة خصوصا في الولايات المتأرجحة.
ويؤكد وجود هاريس وترامب في كارولاينا الشمالية «أهمية هذه الولاية» في مرحلة رئيسية من السباق إلى البيت الأبيض، وفق ما ذكرت «وول ستريت جورنال»، مشيرة إلى أن الولاية تضم 16 صوتا في المجمع الانتخابي، وهي تعادل في ذلك ولاية جورجيا، فضلا عن أنها حصلت على أكبر عدد من الأصوات بين «الولايات المتأرجحة» خلف بنسلفانيا.
رهان حقيقي
وبعد لقاءات حاشدة في أتلانتا، توجهت هاريس السبت إلى مدينة شارلوت بكارولاينا الشمالية للمشاركة في تجمعها الثاني بنفس اليوم، والذي تظاهر أمامه محتجون على الحرب في غزة، لكنها قالت «هذه هي الديموقراطية»، مكررة دعوتها لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن المتبقين.
من جهته، عقد ترامب اجتماعا في غاستونيا بكارولاينا الشمالية، ثم زار فرجينيا، وعقد لقاء وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه «تبجح»، حيث إن فرجينيا ولاية لم يفز بها الجمهوريون في الانتخابات الرئاسية منذ 2004، بينما «كانت كارولاينا الشمالية إلى جانب الجمهوريين على مدى العقود الخمسة الماضية، لكن الرهان عليها هذا العام حقيقي»، وفق ما ذكرت إذاعة NPR، مشيرة إلى أن الولاية «تغوي الديموقراطيين منذ سنوات بعد أن فاز بها باراك أوباما في عام 2008، كأوّل مرشح رئاسي ديموقراطي منذ عام 1976». وفاز ترامب بكارولاينا الشمالية بثلاث نقاط مئوية في العام 2016 ونقطة ونصف في 2020، لكن «التغيير الديموغرافي في الولاية يعزز فرص هاريس» مع ارتفاع عدد الناخبين من خريجي الجامعات، والزيادة الحادة في عدد السكان اللاتينيين والآسيويين، بالإضافة إلى أن خمس ناخبي الولاية من أصل إفريقي.
ويتسم السباق الرئاسي بين هاريس وترامب بتقارب شديد ونتائج متقاربة خصوصا في الولايات المتأرجحة، وفق ما أظهر آخر استطلاع أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» وكلية «سيينا»، وشمل نحو 8.000 ناخب محتمل عبر سبع ولايات. وبينما حققت هاريس تقدماً في ولايات مثل كارولينا الشمالية وجورجيا، ضيّق ترامب الفارق في ولاية بنسلفانيا، وحافظ على تفوقه في ولاية أريزونا، فيما يضع كلا المرشحين اللمسات الأخيرة على المسارات المحتملة للوصول إلى 270 صوتاً في المجمع الانتخابي المطلوبة للفوز بالرئاسة.
وتميل القرارات المتأخرة للناخبين بشكل طفيف لصالح هاريس، التي تتصدر بين الناخبين الذين صوتوا مبكراً في عدة ولايات، لكن ترامب يتمتع بتفوق بين أولئك الذين لم يصوتوا بعد. وفي ولاية بنسلفانيا، حيث كانت هاريس تتصدر سابقاً ببعض النقاط، أصبح السباق الآن متعادلاً، مما يجعلها ولاية حاسمة. ويعكس هذا اتجاهاً أوسع، حيث عزز ترامب من جاذبيته بين الناخبين الأصغر سناً وغير البيض والجدد، متجاوزاً دعمه في عام 2020 في ولايات مثل أريزونا وميشيغان.
في المقابل، تواجه هاريس صعوبة في جذب الشباب والأقليات، على الرغم من تحسن موقفها مع هذه الفئات منذ انسحاب جو بايدن. ويظل الفارق بين الجنسين واضحاً، حيث تفضل النساء هاريس بينما يميل الرجال إلى ترامب. وفي ولايات مثل ويسكونسن، برزت قضية الإجهاض كقضية رئيسية تقريباً بأهمية الاقتصاد، بينما يُعَدّ موضوع الهجرة من القضايا الأساسية في أريزونا.
سباق مجلس الشيوخ متقارب أيضاً، خاصة في ولايات حزام الصدأ، فقد تقلص تقدم الديموقراطيين في هذه الولايات، لكنهم يحتفظون بمراكز أقوى في ولايات حزام الشمس. وفي بعض الحالات، يتفوق المرشحون الديموقراطيون على هاريس، مما يشير إلى إمكانية انقسام الأصوات لمصلحة ترامب للرئاسة والديموقراطيين في مجلس الشيوخ.
ومن المتوقع أن يكتسب الجمهوريون مقعداً في ولاية ويست فيرجينيا، لكن يمكن للديموقراطيين تعويض ذلك بالدفاع عن مقاعدهم الأخرى، وربما هزيمة السيناتور تيد كروز في تكساس.
كما تُطرَح تعديلات دستورية لحماية حقوق الإجهاض على بطاقات الاقتراع في أريزونا ونيفادا، ويحظى ذلك بدعم الأغلبية. وقد حصلت قضية الإجهاض على دعم من كلا الطرفين، رغم أنها لم تتجاوز نسبة 60 بالمئة في الولايات المحافظة. ويعكس الناخبون مثل ليندا غوغيا من نيفادا، الذين يدعمون حقوق الإجهاض لكنهم يفضلون ترامب بسبب سياساته الاقتصادية، التعقيد في توجهات الناخبين.
اقتلاع أيوا
وتفوقت هاريس على ترامب في استطلاع جديد للرأي بولاية أيوا أجرته «ديس موينس ريجستر - ميديا كوم أيوا»، وأظهر أن الدور الكبير في تحول الوضع بالولاية التي فاز فيها المرشح الجمهوري بسهولة في عامي 2016 و2020، كان للناخبات المرجح أن يدلين بأصواتهن في الانتخابات.
وأوضح الاستطلاع الذي شمل 808 من الناخبين المحتملين في الفترة من 28 إلى 31 أكتوبر، أن هاريس تتقدم على ترامب بنسبة 47 في المئة مقابل 44 في المئة بولاية أيوا، التي كانت تميل إلى الجمهوريين بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
وذكرت صحيفة «ديس موينس ريجستر» التي نشرت نتائج الاستطلاع، أن هامش الخطأ في الاستطلاع يبلغ 3.4 نقاط مئوية، لكنه يمثل تحولاً عن استطلاع رأي أجري في سبتمبر، وأظهر تقدم ترامب بـ4 نقاط.
وقالت الصحيفة: «أظهر الاستطلاع أن النساء، خصوصاً الأكبر سناً أو المستقلات سياسياً، يقدن التحول الذي حدث أخيراً نحو هاريس»، حسب ما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. وفاز ترامب بولاية أيوا في حملتيه الرئاسيتين الماضيتين، بأكثر من 9 نقاط مئوية في 2016، و8 نقاط في 2020. وسيحصل المرشح الذي يظفر بولاية أيوا على 6 أصوات في المجمع الانتخابي، من أصل 270 يحتاجها للوصول إلى البيت الأبيض. وقد ركز كلا الحزبين جهودهما خلال الأيام الأخيرة من حملتهما على الولايات «المتأرجحة»، مثل نورث كارولاينا، وبنسلفانيا، وميشيغان، وويسكونسن.